مقالات و أراء

لا يمكن أن يكون إمام أوغلو الرئيس الشرعي لبلدية إسطنبول!

إن دعم كل من يعادي أردوغان من أوساط داخلية وخارجية والتركيز فقط على هذه الأمور يعتبر سوء أخلاق فكري يتعلق بالموقف والهوية.

كما أن محاولة التملق لأصحاب الجبهة المعادية لكفاح تركيا العظيم وتقديم يد العون لهم بالقول “اسندوا لنا نحن أيضًا الأدوار، انظروا إننا مستعدون” ومحاولة إخفاء هذا الخبث تحت عباءة مصطلحات كالضمير والقانون وما إلى ذلك يعتبر – حقًّا – حالة من ضعف الشخصية.

ليست “نصيحة داخلية” بل تخاذل وضعف شخصية

أن يبدو المرء منهم وكأنه يدافع عن المبادئ والقيم الأساسية ويقدم “النصح الداخلي” ويزينه بزينة “النقد الذاتي” ويحاول توجيه التعليمات من خلال تصرف متغطرس ويقول وهو منتشي “اسمعوني، انظروا لي وإلا ستنهارون”، ما كل ذلك سوى مكر ودهاء.

إن محاولة تنصيب أكرم إمام أوغلو رئيسًا لبلدية إسطنبول، حتى قبل أن يؤكد فوزه، بعدما اتضح للعيان أنه لا ينتمي لحزب الشعب الجمهوري بل هو “مخطط” أريد به شر؛ ما هو إلا تخاذل مبني على الحسابات الصغيرة التافهة.

إنها خيبة أمل مخفية وراء العبارات الرنانة والتعبيرات الممجدة. أليس هناك من يقول لكم “توقفوا، انتظروا، إنه لم يصل إلى منصب يستطيع من خلال أن يمنحكم شيئًا!”

لماذا من ينشرون الغضب والكراهية اليوم لم يقولوا لتلك المناصب “لا”

لماذا أحبوها حينها؟

نرى أنّ من يحمل أكبر قدر من الكراهية هو من يكتب ويتكلم من خلال أعلى التوقعات، كما نرى أن أكثر من ينشرون الغضب والكراهية هم أكثر الذين استفادوا من حكم حزب العدالة والتنمية.

إننا نلاحظ حالات السخط والاستيلاء الشخصية التي تسيطر على المشاركين في العمليات السرية الخبيثة المستترة تحت عباءة “النقد الذاتي الداخلي”. نرى أن أولئك الذين انتخبوا نوابا بالبرلمان ورؤساء بلدية ووصلوا إلى أعلى المناصب بالدولة صاروا ألد أعداء أردوغان عندما فقدوا مناصبهم.

أشعر بالشغف لمعرفة كيف تواجد من يبثون الحقد والكراهية في مقالاتهم الصحفية اليوم لسنوات في أقرب المناصب لأردوغان. هل كان حبكم آنذاك كذبا أم أن غضبكم اليوم كذب؟ كيف استطعتم الإبقاء على طرفي الخيط بأيديكم؟

الوقوف في طريق كفاح تركيا العظيم

هل كنتم حينها كذلك تكرهونه؟ إذا كنتم كذلك فكيف مكثتم في مواقعكم، لماذا لم تقولوا “لا” لتلك المناصب؟ وإذا لم يكن ذاك ولا تلك، فهل توليتم تلك المناصب حينها من أجل مهمة ما؟

إن اتخاذ موقف ضد مسيرة تركيا الكبرى وفترة الصعود التي تعيشها، لأي سبب كان، والتساهل مع أعداء تركيا، مهما كان التبرير، يعتبر إعلان حرب على الكفاح العظيم الذي يخوضه هذا الشعب منذ مئات السنين.

ارجعوا إلى ماضينا وتاريخنا السياسي، لا سيما الفترة الأخيرة من التاريخ العثماني لتروا كيف كانت هذه المواقف سببًا في أن تدفع منطقتنا وشعبنا ومسيرتنا المستمرة منذ قرون الثمن غاليًا.

هل ينتقلون لمرحلة “المعارضة المحافظة” و”التدخل المحافظ”؟

لقد كنا متوقعين أن يحاصروا تركيا ويهددوها بالحرب الصريحة وتركيعها بالانقلابات الداخلية في الوقت الذي تحاول فيه استعادة قدراتها وتبدأ فيه التمسك بهويتها التاريخية والجغرافية. فكلما شهد تاريخنا السياسي تحولات تاريخية من هذا القبيل أطلقوا على الساحة بعض المتواطئين في الداخل. وهذا بالضبط ما فعلوه من خلال تنظيم غولن الإرهابي ليلة 15 يوليو/تموز.

إن اتخاذ موقف معاد لمسيرة تركيا وأردوغان اليوم تخطى مسألة المعارضة الداخلية. إننا أمام حقيقة صريحة مفادها أنهم ملؤوا الفراغ الذي خلفته عناصر غولن بالمزيد من العناصر المتواطئة، وأنهم فضلوا لتنفيذ هذه المهمة العناصر صاحبة الهوية المحافظة.

ذلك أنهم يعلمون أنهم لن يتمكنوا من عرقلة المسيرة المحافظة التي تخوضها تركيا إلا من خلال حواجز محافظة. وهذا سبب المقالات التي أكتبها منذ عامين عن “المعارضة المحافظة” و”التدخل المحافظ”، فما قصدته هو تنظيم تدخل داخلي من خلال تلك العناصر.

أجيبوا على هذه الأسئلة:

لماذا هذه العملية النفسية؟

علينا توجيه الأسئلة لأولئك الأشخاص:

لماذا لا تنبسون ببنت شفة إزاء المخطط المنفذ من خلال إمام أوغلو؟

لماذا لا تحققون بفساد الانتخابات الممنهج؟ لماذا لا تتساءلون عن تأثير بعض الكيانات العميقة التي ثبت تورطها في هذا الفساد؟

أنهى العدالة والتنمية الانتخابات الخامسة عشر في المركز الأول، فلماذا تحاولون تصوير الأمر لدى الرأي العام وكأنه خسر وهزم؟

لماذا لا تملون من كتابة المقالات كل يوم عن فشل الحكومة؟ لماذا لا تتحدثون عن قضايا أخرى وأحداث تحدث في محيطنا وحول العالم؟

لماذا لا تتخذون موقفا من العدوانية التي تتبناها أوروبا وأمريكا ضد تركيا وأردوغان؟

لماذا تعارضون التدخل في شرق الفرات؟

لماذا لا تكتبون في مقالاتكم عن العداء المعلن للسعودية والإمارات لتركيا أو عن دعمهم بملايين الدولارات لتنظيم بي كا كا وسائر التنظيمات الإرهابية الأخرى؟

لماذا تتقربون إلى من يعادون تركيا؟ لماذا تظهرون مع من يحشدون تلك الأوساط في مكان واحد؟

لماذا تنزعجون من المستوى الذي وصلت إليه تركيا خلال السنوات الخمسة عشر الماضية؟ لماذا لا يرضيكم وتشتاقون للعودة للماضي؟

لماذا عارضتم عملية عفرين؟ لماذا تعارضون التدخل في شرق الفرات؟ لماذا لا تبدون أي رد فعل لعملية الحصار في تلك المنطقة والحشد العسكري الأمريكي الذي يستهدف تركيا؟ هل ستتحركون للحيلولة دون تنفيذ عمليات جديدة تستهدف شرق الفرات؟

ترون أن تنظيم غولن غير موجود:

عباءتكم غير كافية لستركم!

إذا اتبعناكم فلن نجد شيئا اسمه تنظيم غولن الإرهابي، بل إن محاولة انقلاب 15 يوليو ستكون لم تحدث. إذا اتبعناكم فسنرى أنه ليس هناك كيان اسمه بي كا كا، بل هناك حزب الشعوب الديمقراطي وقوات سوريا الديمقراطية. إذا اتبعناكم فسنرى أن كل قرار تتخذه أوروبا وأمريكا حول تركيا صحيح وتركيا هي المذنبة. إذا اتبعناكم فسنرى أن انتخابات 7 يونيو ما كان يجب أن تعاد، وكان يجب إقامة ائتلاف مع حزب الشعب الجمهوري الذي كان يجب استغلاله للسيطرة على حزب العدالة والتنمية..

لم تعد هناك أي هوية سياسية باستثناء محور تركيا والمحور الدولي. فالتطورات التي تشهدها منطقتنا والعالم وضعت العديد من الدول في الوضعية ذاتها. وإذا كان الأمر كذلك، فأنتم تنتمون إلى من تقفون معه في الخندق عينه؛ إذ لم تعد عباءتكم ولا الكلمات البريئة التي ترددها ألسنتكم كافية لستر عيوبكم. فأنتم مفضوحون لا محالة…

سترون أن هذا الغضب والكراهية ستقصيكم إلى أماكن لن تستطيعوا حتى أنتم تخيلها…

لا يمكن أن يكون إمام أوغلو الرئيس الشرعي لبلدية إسطنبول!

يجب إعادة الانتخابات

ملحوظة: أرجأت اللجنة العليا للانتخابات مفاوضات تأجيل الانتخابات في مقاطعة بويوكتشكمجه، لتوحد مفاوضاتها مع المفاوضات الخاصة بإسطنبول. وإن الحالات المسجلة حتى اليوم تكفي لإصدار حكم بإعادة الانتخابات في إسطنبول. ولم يعد يخفى على أحد أن المتورطين في محاولات الانقلاب التي شهدتها البلاد حتى اليوم عملوا بتنسيق مشترك في هذه الانتخابات.

إن القضية تتخطى مسألة الانتخابات. وإن ضمير الرأي العام لن يرتاح أبدا إلا بعد إعادة الانتخابات في إسطنبول. وإن لم يتم التخلص من هذا العيب فسيكون هناك الكثير من الأشخاص تحت وطأة الشبهات، ولن يتمكن إمام أوغلو من أن يكون الرئيس الشرعي لبلدية إسطنبول.

 

 

ابراهيم قراغول – يني شفق

زر الذهاب إلى الأعلى