أخــبـار مـحـلـيـةعـالـمـيـةمقالات و أراء

لماذا أُخلي سبيل القس الأمريكي؟

لدي ما أقوله لمن يحتجون على إخلاء سبيل القس برانسون. تعالوا لنجري اختبار صدق لأنفسنا ونطرح عليها السؤال التالي:

لو أن القس لم يطلق سراحه وارتفع الدولار إلى 7 ليرات وحتى 8 أو 9 نتيجة هجمة اقتصادية جديدة..

 

ولو أن البنك المركزي تدخل مرة أخرى ورفع نسب الفائدة 6 مرات، وزادت الأسعار بنسبة 200 في المئة..

ماذا كنتم ستفعلون في مثل هذه الحالة؟

لا تتعبوا أنفسكم، أنا سأوضح كيف كنتم ستتصرفون..

كنتم ستقولون إن البلاد تتجه إلى كارثة وأن الاقتصاد في الحضيض وأنكم فقدتم أعمالكم ولم تعودوا قادرين على شراء الخبز للمنزل، بسبب العناد في عدم الإفراج عن القس.

لماذا أنا واثق كل الثقة من أنكم ستقولون ذلك؟ لأنني أسمع مثل هذه الكلمات في كل مكان منذ ارتفاع أسعار الدولار والفائدة..

البعض يقول: “ما دمتم ستخلون سبيل القس، لماذا أوصلتم الاقتصاد إلى هذا الحال؟ لماذا تسببتم بزيادة أسعار الدولار وبرفع نسب الفائدة؟”.

مشكلة أمريكا ليست إخلاء سبيل القس برانسون. واشنطن أعلنت حربًا تجارية على 30 بلدًا أوروبيًّا، علاوة على بلدان أخرى كالصين واليابان وتركيا والمكسيك.

لنفرض أن الولايات المتحدة هاجمتنا بسبب سجننا القس، فما الداعي لحربها على البلدان الأخرى؟

برانسون كان ذريعة ممتازة من أجل الولايات المتحدة لتنفيذ هجوم اقتصادي على تركيا، والمدعو ترامب استغل تمامًا هذه الذريعة.

أصدر تعليمات وكأن تركيا تحت إمرته قائلًا: “إن لم تخلوا سبيل القس حتى الأربعاء القادم فستتحملون العواقب”.

لو كنا سنخلي سبيله، لأخليناه عندما هددتنا الولايات المتحدة بشكل علني، لكننا لم نطلق سراحه، تركيا لم تنحنِ أمام التهديدات.

عُقدت جلسة محاكمة جديدة، وقرر القضاء التركي إخلاء سبيل القس برانسون. لو لم يُخل سبيله لنفذت الولايات المتحدة هجومًا اقتصاديًّا جديدًا بهذه الذريعة.

احترم اعتراضكم على إخلاء سبيل القس الأمريكي لكن علينا ألا ننسى أن العملاء هم محل مساومات في كل أنحاء العالم. إذا كان برانسون أُخلي سبيله رغم كل هذه الضجة، فالاحتمال كبير بوجود مساومات خلف الأبواب المغلقة.

إذا كنتم تتساءلون عن ماهية هذه المساومات، أذكركم ببعض التصريحات الصادرة في الشهر الأخير.

بدأت واشنطن تدلي بتصريحات تقول إن وحدات حماية الشعب مرتبطة بـ “بي كي كي”، فضلًا عن أن الخطوات بخصوص منبج اكتسبت زخمًا كبيرًا غير مسبوق.

كما أن أردوغان كان يقول في السابق “سنحقق الأمن في منبج بالتعاون مع الولايات المتحدة”، غير من لهجة تصريحاته، وبدأ يلوّح بتنفيذ عملية عسكرية في منبج وفي شرق الفرات أيضًا.

لنجرِ اختبار صدق جديد الآن..

ما الأهم، إخلاء سبيل القس، أم تطهير منبج وشرق الفرات من تنظيم “بي كي كي” الإرهابي؟

 

الكاتب سليمان أوز اشق – موقع إنترنت خبر 

 


هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه

زر الذهاب إلى الأعلى