عـالـمـيـةمـنـوعــات

لهذه الأسباب.. طالب هتلر باحتلال أوكرانيا بالحرب العالمية

في خضم الحرب العالمية الثانية، أطلق الألمان يوم 22 يونيو 1941 العنان لعملية بربروسا (Barbarossa) التي اتجهت من خلالها الفيرماخت (Wehrmacht)، أي القوات المسلحة الألمانية، للتوسع شرقاً على حساب الاتحاد السوفيتي وإسقاط النظام الستاليني بموسكو. وخلال هذه العملية المصنفة كأكبر عملية غزو عسكري بالتاريخ، أولى القائد النازي أدولف هتلر اهتماماً كبيراً بأوكرانيا التي عاش بها ملايين اليهود وعانت طيلة السنوات الماضية من ويلات النظام الستاليني.

صورة للقائد السوفيتي جوزيف ستالين
صورة للقائد السوفيتي جوزيف ستالين

وفي خضم عملية بربروسا، تقدم ملايين الجنود الألمان داخل الأراضي الأوكرانية مدعومين بغطاء جوي وقذائف المدفعية ليتمكنوا، منذ الأسابيع الأولى، من التقدم مئات الكيلومترات داخل العمق السوفيتي. وأمام تفوق الجيش الألماني، تراجع الجيش الأحمر السوفيتي الذي فقد منذ البداية مئات الآلاف من جنوده الذين وقعوا أسرى بقبضة الألمان.

وخلال اجتماعه بقادة الجيش لتنظيم عملية غزو الاتحاد السوفيتي، رفض أدولف هتلر اقتراح الجنرال هانز غودريان (Heinz Guderian) الذي طالب بمواصلة التقدم نحو موسكو التي تمركز الجيش الألماني على بعد 350 كلم منها. وفي المقابل، طالب هتلر بالتقدم نحو كييف للسيطرة عليها وإخضاع بقية الأراضي الأوكرانية مؤكداً على أهمية السيطرة على القمح الأوكراني لتجنب مصير جيوش نابليون بونابرت عام 1812 وعدم تكرار سيناريو الحرب العالمية الأولى التي عانت خلالها الإمبراطورية الألمانية من مجاعة خانقة أودت بحياة مئات الآلاف بسبب نقص الغذاء.

صورة للجنرال هانز غودريان
صورة للجنرال هانز غودريان

إلى ذلك، صنّف المسؤولون النازيون أوكرانيا ضمن المجال الحيوي الألماني، المعروف بمصطلح ليبنسراوم (Lebensraum)، لضمان توسع واستقرار ما لقّب بـ”ألمانيا الكبرى” وإنهاء وجود ما سماه هتلر بـ”البلشفية اليهودية”.

ومع دخولهم لأوكرانيا، استُقبل الألمان كمحررين بالعديد من القرى والمدن الأوكرانية. فخلال الثلاثينيات، عاشت البلاد أثناء الحقبة السوفيتية على وقع مجاعة، نظمها كل من جوزيف ستالين ولازار كاغانوفيتش (Lazar Kaganovich)، عُرفت بـ”الهولودومور” وأودت بحياة ما لا يقل عن 5 ملايين أوكراني. فضلاً عن ذلك، طاردت قوات “مفوضية الشعب للشؤون الداخلية السوفيتية” وأعدمت العديد من المثقفين والفنانين الأوكرانيين لضمان ولاء أوكرانيا لموسكو.

صورة للازار كاغانوفيتش
صورة للازار كاغانوفيتش
 

وبالتزامن مع دخول الألمان، شهدت أوكرانيا العديد من العمليات الأمنية النازية، التي قادتها أساسا فرق الـ”إس. إس” (SS)، ضد اليهود وهو ما أدى لسقوط عدد كبير من القتلى وترحيل نسبة هامة من اليهود نحو معسكرات الموت النازية.

وخلال زيارة قام بها للأراضي الأوكرانية، طالب الرجل الثاني بالنظام النازي وقائد سلاح الجو هرمان غورينغ (Hermann Göring) باستغلال أوكرانيا وتوفير الطعام فقط للأشخاص القادرين على العمل. وبالفترة التالية، شهدت أوكرانيا ترحيل عدد كبير من رجالها ونسائها للعمل بحقول القمح والمصانع الألمانية التي افتقرت للأيادي العاملة بسبب سياسة التجنيد. فضلاً عن ذلك، جنّد مئات الآلاف من الأوكرانيين للعمل بجهاز الأمن والجيش الألماني ضمن فرق أوكرانية تعمل في “الفيرماخت”.

صورة لهرمان غورينغ
صورة لهرمان غورينغ

زر الذهاب إلى الأعلى