أخــبـار مـحـلـيـة

لوحات تركية بخطوط عربيةتخطف أنظار جمهور تونس (تقرير)

تنظم مؤسسة البيرق للخط العربي التركية، بالتعاون مع الوكالة التركية للتعاون “تيكا” في العاصمة تونس معرضا فنيا للخط العربي حيث تعرض على مدار أسبوع في قاعة المتحف الوطني للفن المعاصر والحديث 25 لوحة، نُسجت بأنامل  خطاطين ورسامين أتراك، أبهروا الجمهور التونسي بإبداعاتهم في زخرفة ونَسج آيات القرآن الكريم والأدعية بلغة عربية أنيقة.

– مدير التسويق الإعلامي في مؤسسة البيرق: المعرض بمثابة مغامرة عمرها 10 سنوات، أصبحت فيما بعد تقليدا لنثر الإبداع في فنون الخط العربي.
– السفير التركي لدي تونس: هذا المعرض يحمل مكانة خاصة لدي كونه لفنانين أتراك وأقيم في مدينة الثقافة تونس.
تحتضن قاعة المتحف الوطني للفن المعاصر والحديث بالعاصمة تونس، بدءا من الخميس ولأسبوع، معرضا فنيا، يعتبر بمثابة جسر تواصل بين تركيا والعالم العربي، متمثلا في لوحات فنية صممها خطاطون ورسامون أتراك بحروف عربية أنيقة.

ونظم هذا المعرض مؤسسة البيرق للخط العربي التركية، بالتعاون مع الوكالة التركية للتعاون “تيكا” في العاصمة تونس.

ومنحت المؤسستان من خلال المعرض، الفرصة حتى يتجمع فنانون ورسامون تونسيين وأتراك، فضلا عن طلاب مختصين في فن الخط العربي، للتواصل والنقاش حول أنماط الخط المختلفة التي زيّنت اللوحات المعروضة.

ويضم المعرض 25 لوحة فنية، بعضها عبارة عن آيات من القرآن الكريم وأخرى نُسج عليها عبارات لأدعية دينية جذبت أنظار الجمهور التونسي.

ـ مؤسسة البيرق تنثر إبداعها في تونس

وأعرب مدير عام المبيعات والتسويق الإعلامي في مؤسسة البيرق، عبد الله خانونو، عن سعادته بهذه الفعالية، وقال للأناضول: “نحن هنا، لنجتمع معكم.. عشاق الفن الكرام”.

وكشف أن المعرض بمثابة “مغامرة عمرها 10 سنوات، أصبحت فيما بعد تقليدا” لنثر الإبداع في فنون الخط العربي.

وأضاف: “من دواعي فخرنا أن نعرض هذه الأعمال في تونس، وهي نتيجة أشهر من العمل لأساتذة من الخطاطين لدينا”.

وتابع “من دواعي سرورنا أن نرى آثار الثقافة التركية في تونس، وأن نلاحظ العلاقات بين الحضارتين في إطار اللغة والثقافة”.

وأوضح أن المعرض يضم 25 عملا فنيا، قال إنها “لقت اهتماما واسعا من الجمهور”.

وأردف للأناضول: “سعداء للغاية لتنظيم معرضنا في تونس، والذي شارك فيه خطاطون من تركيا”.

ووصف خانونو، تونس بأنها “دولة شقيقة” لتركيا، وترتبط معها بعلاقات قديمة وقيمة.

واختتم تصريحاته بالتأكيد على وجود العديد من الخطاطين المميزين في تونس، الذين يظهرون اهتماما كبيرا بالخط العربي.

ـ دعم تركي لفن الخط العربي في تونس

وفي السياق، قال السفير التركي لدى تونس جاغلار فخري شاكر آلب، إن المعرض يحمل “مكانة خاصة” لديه لأنه لفنانين أتراك وأقيم في مدينة الثقافة تونس”.

وأضاف شاكر آلب، للأناضول، أثناء حضوره فعاليات المعرض “يوجد 25 لوحة من أهم التحف الفنية للخط العربي من إنجاز خطاطين أتراك. هذه اللوحات تحف فنية لآيات من القرآن الكريم”.

ونوه بأن الخط العربي “فن محبوب شعبيا في تركيا وتونس”.

ولفت إلى أن الخط العربي “نوع قديم للغاية من الفن، وجزء من حضارتنا وثقافتنا ومن واجبنا المحافظة على فن الخط وتشجيعه”.

وتعهد شاكر آلب، بتنظيم معارض مشتركة في تونس وتركيا مستقبلا، تجمع بين فنانين من البلدين، مشيرا إلى وجود خطاطين مميزين في تونس.

وتابع: “نامل أن يستمر التعاون مع السلطات التونسية، والحفاظ على التواصل بين مراكز الخط في تونس وتركيا”.

ـ آيات وأدعية بريشة مبدعين أتراك

الخطاط التركي إبراهيم شنقول، كان من بين أكثر الفنانين الذين حظوا بإعجاب الجمهور خلال المعرض، حيث رصدت الأناضول تجمهر الحاضرين من المعجبين بالخط العربي حول لوحاته .

وعن مشاركته في المعرض، قال للأناضول: “في هذا المعرض أحضرنا أعمالنا التي تحتوي على آيات و أدعية وتحية من القرآن الكريم، وتم الترحيب بنا بحماس كبير ونحن سعداء جدًا بذلك”.

وفي السياق، أعرب شنقول، عن أمله في أن تتاح له فرص أخرى لإقامة، معارض مماثلة في السنوات القادمة.

وأوضح أنه من بين الأعمال المعروضة لوحات تعكس “فن الزخرفة، وأمثلة لأنواع مختلفة من الخط”، داعيا كل الشعب التونسي إلى زيارة هذا المعرض.

فنان تشكيلي تونسي: متأثر بفن الخط العربي في تركيا

وبدوره، حرص الفنان التشكيلي التونسي عمر بن مبروك، على حضور المعرض، والتأمل في اللوحات الأنيقة للفنانين الأتراك.

وقال بن مبروك، للأناضول: “لا يختلف اثنان على أن تركيا وتونس لهما تاريخ مشترك وتراث مشترك”.

وأردف “تركيا تركت أثرا تراثيا في تونس في كثير من المجالات، لاسيما في مدرسة الخط بمختلف أنماطه”.

وأضاف “إن كانت تركيا تختص بالخط الرقعي والديواني، إلا أن لها مجالا إبداعيا في أنواع أخرى وخصوصا خط الثلث، وهو ما أشاهده في هذا المعرض لمؤسسة البيرق للخط العربي”.

وأشاد بن مبروك، بكثير من لوحات خط الثلث المعروضة، ووصفها بأنها “مبدعة” خاصة عندما يتعلق الأمر بالزخارف.

وتابع: “الزخرفة أصبحت من اختصاص الأتراك. هم يبدعون في هذا المجال”.

وحول تأثيرات فن الخط العربي للفنانين الأتراك، قال بن مبروك: “كثير من الخطاطين التونسيين يتأثرون بالمدرسة التركية، انطلاقا من العلاقات التاريخية بين البلدين، وأنا شخصيا أميل إلى كثير من الأنماط الخطية التركية والمدارس التركية أو الخطاطين الاتراك الذين تركوا بصمتهم في الفن التونسي”.

اهتمام تونسي بالخط العربي

وفي معرض الحديث عن وضع فن الخط العربي في تونس، اعتبر ابن مبروك، أن الاهتمام الذي توليه مؤسسات الدولة التركية بهذا الفن لا يُقارن بالوضع الحالي للخط العربي في تونس، رغم جهود بعض الجهات في دعمه بينها مؤسسة متحف الفن المعاصرة والحديث ( تابعة لمدينة الثقاة – حكومية) والمركز الوطني لفن الخط ( حكومي).

وقال للأناضول: “الفن في تركيا يختلف عن تونس خاصة في مجال فن الخط العربي، فمؤسسات الدولة المعنية بالتربية والثقافة في تونس لا تولي اهتماما رسميا بالخط العربي، خلافا لتركيا حيث المؤسسات المعنية بفنون الخط وحتى مدارسه، تحظى باهتمام خاص من الحكومة التركية التي تعطيها مجالا واسعا من الحرية للإبداع، إضافة إلى الدعم المادي والمعنوي”.

لكن في المقابل، أشار إلي أنه في تونس “كلما تقدمنا قليلا لإنجاز مشروع يهتم بالخط العربي، إلا ووجدنا عراقيلا أو إبطالا لذلك المشروع”، على حد قوله.




زر الذهاب إلى الأعلى