مـنـوعــات

لو لم تستخدم تطبيق FaceApp بعد.. احذر أن تعطي روسيا معلومات أخطر مما تتخيل

تحدٍّ جديد امتلأت به مواقع التواصل الاجتماعي، لكنه يحمل تبعاتٍ وخيمةً، فلو كنت واحداً من بين الملايين الذين حمّلوا مؤخراً تطبيق FaceApp لتشارك في تحدي “#FaceApp Challenge” وتُري العالم كيف ستبدو حين تكون عجوزاً، فإليك الخبر السيئ: ربما تكون دون قصدٍ منحت وُلوجاً إلى ملامحك لجهاتٍ خبيثةٍ، لتفعل ما يحلو لها بهذا المحتوى، مدى الحياة.

ما هو تطبيق FaceApp؟

ظهر التطبيق للمرة الأولى عام 2017، حيث جرى تحميله 80 مليون مرةٍ، وهو يشهد الآن جولةً متجددةً من الرواج بفضل التحدي يستخدم التطبيق شبكاتٍ عصبيةً لمحاكاة ما ستبدو عليه حين تشيخ، فيضيف التجاعيد، ويصبغ الأسنان.

تبدو لعبةً مسليةً، أليس كذلك؟ في الواقع فإنك فور تحميلك صورتك إلى التطبيق، فإنك توزع وجهك وبياناتك على كياناتٍ غامضةٍ يمكنها أن تستخدمها في أغراضٍ قد تكون فظيعةً، إذ تمتلك شركة Wireless Lab المطورة للتطبيق شروط خدمةٍ موسعةٍأثارت بعض المخاوف بشأن خصوصية المستخدمين.

وبموجب هذه الشروط، فإنك تمنح تطبيق «FaceApp» ترخيصاً دائماً وغير قابلٍ للإلغاء وغير حصريٍ وخالٍ من حقوق الملكية لتتمكن بموجبه من إنتاج، وتعديل، وتكييف، ونشر، وترجمة، وإنشاء أي أعمالٍ مشتقةٍ من محتوى المستخدم الخاص بك  وفقاً مجلة Popular Mechanics الأمريكية

ربما يكون هذا النوع من ملكية المحتوى والبيانات شائعاً بين خدمات التطبيقات، لكن شروط خدمة تطبيق FaceApp غامضة، وتمنح سياسة الخصوصية التطبيق الحق في جمع معلوماتٍ مرسلةٍ من جهازك، بما فيها المواقع التي تزورها، وإضافات متصفحك، ومعلوماتٍ أخرى تساعد التطبيق على «تطوير خدماته».

من يقف خلف تطبيق FaceApp؟

يقع مقر شركة Wireless Lab خارج مدينة سانت بيترسبيرغ في روسيا، ويرأسها ياروسلاف غونشاروف، الموظف السابق في شركة Yandex، وبالأخذ في عين الاعتبار الدور المؤكد لروسيا والشركات الروسية في الانتخابات الأمريكية عام 2016 وفي الحرب الدعائية الدائرة حالياً، فإن جهات الأمن ومجتمعات حماية الخصوصية لها كل الحق في القلق بشأن مستوى الولوج الذي تمنحه لتطبيق FaceApp حين تستخدمه. صحيحٌ أنه لا يوجد رابطٌ مباشرٌ وصريحٌ بين التطبيق والحكومة الروسية، لكن ماذا إن وُجد؟ وكيف سيكون تأثيره؟

لماذا يجب عليك الحذر من إعطاء صورتك لشركةٍ روسيةٍ؟

يقول مارك بودريا، نائب رئيس قسم التكنولوجيا بشركة الذكاء الصناعي Hypergiant: «هناك احتماليةٌ حقيقيةٌ للغاية أن تكون تطبيقاتٌ مثل تلك مجرد مصائد لجعلك تقدم معلوماتٍ عن نفسك».

ويتابع: «لقد أرسلت لهم للتوّ صوراً قريبةً جيدة الإضاءة لوجهك. لقد باتوا الآن يعرفون اسمك، وتفاصيل حيويةً عنك، وإضافة المزيد من البيانات من مصادر أخرى مثل LinkedIn ما سيطلعهم على تعليمك، وتاريخك المهني، ولا حدود للأمر».

ويلفت الجدل الدائر حالياً حول برمجيات التعرف على الوجوه النظر إلى خطر تَملُّك شركاتٍ فرديةٍ بيانات العملاقة، خصوصاً مجموعات البيانات المتعلق بالأوجه البشرية، والتي يمكنها أن تشغل تقنيات التعرف على الأوجه.

أشار مقالٌ نُشر مؤخراً في صحيفة the New York Times الأمريكية إلى أن مسؤولي مصلحة الهجرة والجمارك قد طبقوا تكنولوجيا التعرف على الوجوه على صورٍ لسائقين ليحددوا المهاجرين غير الموثقين من بينهم،  كما أن مكتب التحقيقات الفيدرالي كان يستخدم نظاماً مشابهاً لأكثر من عقدٍ لمقارنة صور رخص السائقين وصور تأشيرات الإقامة بوجوه المشتبه بهم.

والآن وبوجود شركةٍ أخرى تملك ولوجاً لبياناتك وسجلاً قوياً يتضمن ملامحك، يمكن لأي ناشطٍ ينوي إحداث ضررٍ أو حملةٍ دعائيةٍ أن يستخدم تلك المعلومات كسلاحٍ قوي جداً.

زر الذهاب إلى الأعلى