مقالات و أراء

ماذا سنفعل بمنظومة إس-400؟

انشغلنا إلى حد كبير بإسطنبول!

انشغلنا إلى درجة أنا إذا نظرنا في المرآة لم نعد نعرف أنفسنا، وإذا نظرنا إلى بعضنا لم نعد نعرف بعضنا.

نتجادل بحماس شديد. نتصارع فيما بيننا من أجل انتخابات إسطنبول.

علينا ألا نندهش إذا وقعت الفأس في الرأس.

أي فأس؟ وأي رأس؟

لنقل إنها قضايا خطيرة، بعضها اقتصادي، والآخر خارجي.

هناك ما يسمى نظرية المؤامرة. مثلًا، حدث انفجار في مكان ما، ولإبعاد الحدث عن دائرة الاهتمام، جاءت زيادة على أسعار منتج ما!

أو دعكم من الانشغال بإسطنبول، فالوطن يكاد يضيع.. شيء من هذا القبيل.

ليس هذا ما أتحدث عنه. ليهتم الجميع بإسطنبول ويركز عليها ويناقش ما يحدث فيها، لأن إسطنبول تتمتع بأهمية كبيرة. لكن ليناقشها حسب الأصول. وأثناء المناقشة ليستمع بالأذن الأخرى لما يدور في العالم.

اعتدت إسرائيل على غزة في رمضان الحالي. وترامب يدعم الممارسات الإسرائيلية، ويمنحها القدس والجولان..

أما نحن، كشعب ودولة، فنتعامل بحساسية مع القضية الفلسطينية..

نفتح أذرعنا للفلسطينيين، وإذا امتلكنا الخبز نتقاسمه معهم.

فهل يستمر هذا التعامل الحساس مع فلسطين؟

يريدون لنا أن نكون على خطى ولي العهد السعودي والسيسي.

إذا اقتربت تركيا من هذا المسار فإن لدى ترامب مخطط جديد من أجل فلسطين..

دولة فلسطينية على الورق تابعة لإسرائيل ومرتبطة بها..

إذا قدمت تركيا دعمها للمخطط فإن الأمور ستكون يسيرة.

هل يتمكنون من جر تركيا إلى ذلك المسار؟

ألم نعانِ كل ما عانيناه من أجل الابتعاد عن ذلك المسار؟

ألم نواجه الجميع ونخاصمهم من أجل هذه القضية؟

تسعى واشنطن للتضييق علينا عبر منظومة إس-400.

مع أن العقل يتقبل وجهة نظرنا بخصوص إس-400. دعكم من العقل، نحن محقون تمامًا، لكن الولايات المتحدة لا تقتنع.

نقول: “طلبنا منكم باتريوت لكنكم لم تبيعوننا إياها. ونحن اشترينا إس-400”. انتهى الأمر.

كما أننا سنحصل على تكنولوجيا إس-400. ونحن مستعدون لشراء باتريوت أيضًا.

هناك بعض التساؤلات. هل نضع إس-400 في قبرص؟ أم نرمي بها في مكان آخر؟

هل نتخلى عن الصفقة؟ هل نعطي روسيا شيئًا آخر عوضًا عنها؟

في الواقع أعطينا روسيا الكثير، ولكن أخذنا منها في المقابل.

حسّنا وضع السياحة، وتعاوننا جيد في سوريا. بفضل روسيا فتحنا مجالًا لأنفسنا. وتمكنا من الحيلولة دون وقوع مجزرة في إدلب.

يهاجم الأسد من جديد إدلب في هذه الأيام.

لا يكترث لرمضان أو المدنيين أو النساء أو الأطفال..

نتعامل بحساسية مع الأزمة السورية..

فهل يستمر هذا التعامل الحساس مع سوريا؟

الأسد مجرم، والولايات المتحدة تريد إقامة حزام إرهابي على حدودنا الجنوبية.

لم تغير واشنطن موقفها من تنظيم “ي ب ك”.

فماذا سيحدث الآن؟

هل نتقارب مع الولايات المتحدة؟ أم روسيا؟

هل نتقبل السياسات الأمريكية؟

وهل نحن في وضع يتيح لنا التقارب مع الطرف الذي نشاء؟

نسعى لاتباع سياسية أكبر من اقتصادنا.

بطبيعة الحال يعيق الاقتصاد تقدمنا.

لكن بإذن الله لن يعيقنا هذه المرة.

يوسف ضياء جومرت – صحيفة قرار – ترجمة وتحرير ترك برس

زر الذهاب إلى الأعلى