أخبار الهجرة و اللجوء حول العالم

ما الذي يحدث في ازمير؟.. وهل تصبح وجهة المهاجرين الجديدة “بودروم”؟

يبدو جلياً أن زيارة المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، لأنقرة، مؤخراً، لم تحقق أهدافها المرجوة، فالمساعي الألمانية الدافعة باتجاه إقناع “أنقرة” بوقف سيل الهجرة غير الشرعية من أراضيها باتجاه أوروبا، عبر تشجيع المهاجرين السوريين على البقاء في أراضيها، من خلال حزمة من الاجراءات التشريعية والاقتصادية، بتمويل أوروبي، لم تلق أذاناً صاغية لدى السلطات التركية التي تطالب بتسهيلات لانضمامها إلى دول الاتحاد الأوروبي رسمياً، مقابل التقليل من أعداد المهاجرين.

 الواضح أن لا جديد ولا تغيير في سياسية أنقرة المتساهلة إلى حد ما مع انطلاق المهاجرين من أراضيها، باستثناء تغير طفيف كانت تمارسه أنقرة على نطاق ضيق، يخص محاربة “مهربي البشر”، لا البشر، في أزمير تحديداً. ومن المرجح أن يمارس ذلك بشكل موسع في الأيام القليلة المقبلة. هذا الترجيح كشفت عنه تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو ، خلال مؤتمر صحفي جمعه بالمستشارة الألمانية، أكد فيه استعداد سلطات بلاده لمحاربة الهجرة غير الشرعية، مختصراً ذلك الاستعداد بمحاربة “مهربي البشر”، الذين يستغلون الناس اليائسين، على حد قوله.

 وكان “أوغلو” قال في وقت قريب سابق إن: “تركيا ليست معسكر اعتقال، وترفض استقبال المهاجرين الذين لا يريدهم الاتحاد الأوروبي على أراضيه بشكل دائم”، وذلك في إشارة واضحة إلى رفض تركيا استقبال اللاجئين الذين سيتم ترحيلهم من البلدان الأوروبية، بعد عدم منحهم حق اللجوء هناك. 



بداية الاجراءات التشجيعية

 نقلت وسائل إعلام محلية عن والي ولاية غازي عنتاب، “علي ييرليكايا”، قوله خلال اجتماع عقده مع الفعاليات السورية في المدينة قبل أيام، “إن الأطباء والمعلمين السوريين سيكون لهم وضع قانوني معترف به في تركيا بعد الانتخابات القادمة”. مضيفاً خلال الاجتماع الذي حضره رئيس الحكومة السورية المؤقتة، الدكتور أحمد طعمة، وعدد من الوزراء، أن: “تركيا ستكون كما كانت وطن السوريين الثاني وكل طلبات السوريين مجابة خاصة فيما يتعلق بأذونات العمل والتعليم”. داعياً السوريين إلى البقاء في تركيا بالقول: “قولوا لإخوانكم لا تهاجروا لئلا تخسروا دينكم ووطنكم، فالمخططات والمكائد عظيمة”. 

هذه الإجراءات غير كافية، وفق عبدالله دياب، اللاجئ السوري المقيم في مدينة عنتاب، موضحاً أن “ليس كل السوريين معلمين وأطباء، فالسواد الأعظم من اللاجئين لا يحملون شهادات جامعية”. 

تضييق مرتقب في أزمير

 يعتبر ميناء مدينة أزمير، غرب الأناضول، الميناء الرئيسي لتركيا في قسمها الآسيوي على بحر “إيجة”. وعُرفت المدينة على أنها محطة الانطلاق الأولى لرحلة اللجوء السوري الطويلة إلى البلدان الأوروبية. ما إن تصل المدينة حتى تستقبلك مشاهد التشرد السوري في كل أزقتها، وتحديداً في ساحة “بصمنة” حيث يلتقي فيها السوريون مع المهربين المتواجدين بكثرة في المدينة.

 “الاتفاق يتم بعلم السلطات التركية”، يقول الشاب السوري، يمان علامو، الذي تم إيقافه في مركز للاعتقال من قبل خفر السواحل التركية في المياه الإقليمية التركية، بعد أن تعطل محرك “البلم” الذي كان يقلهم حينها.

 علامو بيّن لـ” اقتصاد”، أن السلطات التركية اقتادتهم إلى مركز لا يصح توصيفه بالمعتقل، إنما عبارة عن صالة رياضية مغلقة، ليصار إلى إطلاق سراحهم بعد 24 ساعة احتجاز، بعد أن تم توقيعهم على أوراق حكومية.

adv6

(يمان علامو مع اثنين آخرين في مركز احتجاز تركي قبل إطلاق سراحهم ليتابعوا رحلة الهجرة إلى ألمانيا)

 الأوراق تقضي بحسب علامو، بطرد الموقع عليها من الأراضي التركية، مضيفاً “تهدف السلطات التركية من الاعتقال إلى إلقاء القبض على المهربين، فلو كنا نحن الهدف لماذا أطلق سراحنا إذن”. علامو بدوره بات قبل أيام قليلة في الأراضي الألمانية بعد أن نجح في محاولته اللاحقة للهجرة.


وبينما رجّح مهرب طلب عدم ذكر اسمه، أن تشهد المرحلة المقبلة تضييقاً على حركة التهريب في مدينة أزمير، أشار إلى أن التهريب ليس حكراً على شواطئ أزمير فقط. “اذهبوا إلى بودروم”، يبتسم المهرب بسخرية، ويقول لـ”اقتصاد”، “خفر السواحل التركي، يقول لنا بصراحة /اذهبوا إلى شواطئ بودروم، فهناك لا توجد تعاليم صارمة من قبلنا بمحاربة الهجرة غير الشرعية/”. ويضيف: “تركيا تمارس سياسة خلط الأوراق، فمن جهة هي مطالبة بوضع حد للهجرة من قبل دول الاتحاد الأوروبي، ومن جهة ثانية هي المستفيدة الأولى من استمرار الهجرة، لأن تواجد السوريين على أراضيها خلق لديها مشاكل سياسية واقتصادية كما يبدو”. هذا وتقع مدينة بودروم في أقصى الجنوب الغربي التركي، على بعد 155 كلم من أزمير.

 

– اقتصاد

 

زر الذهاب إلى الأعلى