مقالات و أراء

ما سبب فتور العلاقات التركية المغربية ؟

تربط تركيا بالعالم المغاربي علاقات وطيدة تمتد لستة قرون او اكثر حيث كانت الدولة العثمانية في أواخر عصر الانحطاط الإسلامي صدا منيع رفقة شعوب شمال افريقيا ضد الغزوات الصليبية المتكررة .
بل ان الاسطول العثماني وعلى الرغم من ضعفه في أواخر فتراته التاريخية انقد العديد من المسلمين واليهود المضطهدين في الأندلس.
ولعل السر في فتور العلاقات المغربية التركية هو النفوذ الفرنسي المتوغل بقوة خاصة بجارتها الجزائر و التي تعد واحدة من الدول التي تساير وتتماشى سياستها مع فرنسا بشكل شبة متوازي .اين يلعب نظامها دور المحرك للأزمات في منطقة شمال إفريقيا دون تطوير وتنمية المنطقة بفضل الثقافة الديغولية الراديكالية التي ورثته اياها فرنسا .
في الجانب الاخر يسعى المغرب بنظامه الملكي التفتح على الغير دون المساس بثراته الرمزي الملكي وثراته المغاربي الأندلسي الأمازيغي والعربي. أين لم يصل المد العثماني بقوة لوسط دولة المغرب مما يعد انعكاسا تاريخيا ضد تطور هذه العلاقة
على الرغم من هدا تتوافق السياسات المغربية والتركية على عديد من الملفات على غرار الليبي و السوري وهدا مما قد يساهم في تقوية العلاقات بين البلدين مستقبلا .
خاصة وان النظام بالمغرب يحمل نفس العداء لفرنسا مما لاحظناه في آخر تدخل للخارجية المغربية والرد على ماكرون لإساءته للرسول صلى الله عليه وسلم
المغرب مثل الجزائر تقريبا لم يصل لمرحلة متقدمة من التحرر من النفوذ الفرنسي والامريكي وكدا الاسباني و الصهيوني ولكنه يسعى لتجسيد نوع من السيادة قد تحمل في طياتها تغيرات خلال السنوات المقبلة ان حاول النظام اصلاح واطفاء بعض التغييرات القوية على غرار تقليص النفوذ الصهيوني في الإعلام وبعض الشركات وكدا تنويع مصادر الاتفاقيات في ميادان الاستثمار على حساب فرنسا واسبانيا وامريكا
بقلم الكاتب : سلس نجيب ياسين

زر الذهاب إلى الأعلى