الجاليات في تركيا

ما هي أوضاع أطباء الأسنان السوريين في تركيا؟

يبحث اللاجئون عن أطباء الأسنان السوريين في تركيا، لتدني تعرفة المعالجة، وعدم إجادتهم الحديث باللغة التركية.

يتواجد عدد كبير من الأطباء في تركيا، يعمل بعضهم بسرية ولصالح السوريين حصراً، وهم بانتظار تعديل شهاداتهم والحصول على الجنسية.

السلطات التركية تتغاضى

تتغاضى السلطات التركية عن الكثير من الأطباء والمراكز الصحية السورية التي تعمل في معالجة السوريين، سواء في مجال الطب العام أو طب الأسنان.

ولكنها لا تستطيع غض النظر عند ورود شكوى عن وجود عيادة أو مركز غير مرخص، فتعمد إلى المداهمة ومصادرة الأجهزة والمعدات دون التعرض للأطباء مع توجيه إنذار شفهي لهم بعد التأكد من صحة شهاداتهم.

لا يشكو الأطباء السوريون من سوء معاملة، ويعلمون أن عملهم مخالف للقوانين، ويدركون أن السلطات التركية متساهلة في أمرهم، وفقاً لحديث طبيب الأسنان “محمد – ن” مع موقع “اقتصاد”، حيث أكد أنه يعمل منذ عامين ولم يتعرض لأية مشكلة، وأكد على حسن المعاملة من قبل السلطات التركية، حيث زاره منذ عدة أيام مسؤول في البوليس التركي، وأخبره بإمكانية منحه الجنسية التركية إن رغب بها، وطلب منه تعديل شهادته، لكي يتمكن من ممارسة عمله بكل أريحية، وأبلغه بصعوبة التغاضي الدائم عن العمل غير المرخص، وخصوصاً مع ورود شكاوى من جهات تركية بحق الأطباء السوريين الذين يعملون بدون رخصة.

أسعار منخفضة وتقسيط

بحث والد الطالبة “دلال” عن طبيب أسنان مختص بالتقويم سوري الجنسية، نظراً لأنه لا يتقن التركية من ناحية ولأن الطبيب السوري أقل أجراً بما يعادل النصف تقريباً.

وجد عدة أطباء مختصين، ولكنه بحث عن الأفضل والمستقر، كان يهمه أن يكون الطبيب مقيماً في عنتاب، ولا يريد الهجرة أو النزوح لأن فترة العلاج طويلة، وعدد كبير من الأطباء حسب ما وصله من معلومات يرغب بالهجرة متى استطاع ذلك، أو تغيير مكان إقامته، لذلك كان شرط استقرار الطبيب هو الأهم.

وجد الطبيب الذي علم أنه ثقة، وتوجه إليه، وبالفعل تمكن من البدء بتقويم أسنان ابنته، وكان الطبيب متفهماً حيث اتفق معه على مبلغ يعادل أربعة آلاف ليرة تركية، على أن يتم الدفع تقسيطاً وحسب المقدرة بما لا يتجاوز فترة العلاج التي ستستمر لمدة عام وثلاثة أشهر.

كان الطبيب حريصاً على عدم تواجد أكثر من مريض في العيادة حرصاً على راحة الجيران، وخوفاً من الإبلاغ عنه، لذلك نظم مواعيده بشكل دقيق، ويطلب من زبائنه عدم إصدار ضجة، وبالطبع لم تكن هناك إشارات تدل على وجود عيادة.

 

تواصل موقع اقتصاد مع الطبيب “أحمد” الذي قال: “شكل أطباء الأسنان السوريين في تركيا مجموعة، وبدأوا يحضرون للامتحان الذي تفرضه الأنظمة التركية من أجل تعديل شهاداتهم، ووزعوا الأدوار فيما بينهم لترجمة المنهاج والأسئلة التركية وشرحها. وهم يتبادلون المعلومات حول آخر ما وصل إليه العلم في مجال طب الأسنان لكي يطوروا مهاراتهم ومعلوماتهم بعد سنوات من الانقطاع”.

وأوضح الطبيب: “لدينا بعض المعاناة من حيث المادة العلمية لصعوبة الترجمة، كما لدينا صعوبات مادية تحد من مقدرتنا على فتح عيادات متخصصة مع قلة الإمكانيات المادية للسوريين المحتاجين للعلاج”.

وأضاف: “نعمد إلى تخفيف الأعباء عن المرضى فنحن نتعاون مع مخبريين وأطباء أشعة سوريين، ونتواصل فيما بيننا مع أن الجميع يعمل بشكل غير مرخص، من أجل تقديم خدمة بأقل التكاليف للمحتاجين”.

 

اقتصاد

زر الذهاب إلى الأعلى