سيـاحـة وسفـر

متحف “سيدا” التركي.. رحلات أسطورية تحت الماء لهواة الغوص

تشتهر منطقة سيدا (Side) السياحية بمدينة أنطاليا التركية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، بمتحف تحت الماء، يقدم لزواره من هواة الغوص رحلة أسطورية في أعماق المياه الزرقاء.

أُزيح الستار عن متحف “سيدا” في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2015 من قبل غرفة التجارة البحرية التركية بمدينة أنطاليا، ومنذ افتتاحه وحتى اليوم زاره 50 ألف شخص من مختلف أنحاء العالم.

المتحف الذي يعتبر الأول من نوعه في تركيا، والثاني على مستوى العالم من حيث عدد المعروضات، فيه تماثيل تجسد وتحكي الكثير عن ثراء حضارة الأناضول.

ويقع المتحف على بعد 1.5 ميل بحري قبالة سواحل منطقة “سيدا”، وذلك على أعماق تتراوح بين 11، و18، و24 مترًا.

الأناضول التقت أحمد غونايدين، أحد مؤسسي المتحف، بمناسبة الذكرى الرابعة لتشييده، وجرى الحوار على النحو التالي:

– من أين جاءت فكرة تأسيس متحف تحت الماء في “سيدا”؟ 

“سيدا” منطقة خصبة للغاية من حيث الثراء الذي تتمتع به تحت الماء. وفي نهاية موسم 2008، قمنا بتعمد إغراق إحدى سفن خفر السواحل هنا، وكان هدفنا المساهمة في تعزيز ثقافة السياحة تحت الماء. فمنطقة “سيدا” يزورها سنويًا 5 ملايين سائح من دول مختلفة حول العالم. لذا قررنا تطوير مشروع موجه لهم.

ومن ثم قمنا بإعداد مشروع مع إينانتش كنديرأوغلو، رئيس غرفة التجارة البحرية، وقدمناه لوكالة تنمية غرب البحر المتوسط (BAKA) التي وافقت عليه، وقامت بدعم قسم منه.

قمنا بتأمين عملية إنتاج ونحت جزء من التماثيل المعروضة في المتحف، بفضل نحاتون جاء قسم منهم من مدينة إسطنبول، وقسم آخر من مدينة غازي عنتاب. نحتوا معًا نحو ـ117 تمثالًا.

– وفق أية معايير قمتم بتحديد التماثيل التي تم نحتها لتوضع بالمتحف ؟

في البداية فكرنا في الأشياء التي من الممكن أن تتباهى وتفخر بها تركيا، وكانت الأولوية لدينا حربا الدردنيل والاستقلال، فقلنا ليكن هناك تمثال لجندي. جندي وراء ساتر ترابي، وآخر يقف على قدميه، وعربة مدفع. كان هذا المشهد الذي فكرنا به بخصوص هاتين الحربين.

أما الموضوع الثاني، فكان له علاقة بمولانا جلال الدين الرومي الذي وضعنا له تمثالًا على عمق 12 مترًا، ومن حوله قرابة 30 من الدراويش الدواره.

وقديما كان الشعير والسمسم يحمل على الجمال لينقل من (سيدا) إلى أنقرة التي كانت تعود منها تلك الجمال محملة بالملح. لذلك قمنا بعمل قافلة من الجمال على عمق 18 مترًا.

وعلى عمق 24 مترًا يوجد تمثال لإله البحر، وآخر لحرب الاستقلال، وبجوارهما خريطة تركيا وعلمها.

كما صممنا حديقة زهور تخليدًا لذكرى الأطفال الذين لقوا حتفهم في البحر وهم يفرون من الحرب بسوريا. وبذلك أصبحنا بـ117 تمثالًا أصحاب المركز الثاني من حيث المتاحف تحت الماء، بعد متحف مماثل بالمكسيك به 400 تمثال.

 

–  يقع متحف “سيدا” على بعد 1.5 ميل بحري قبالة سواحل أنطاليا التركية المطلة على البحر المتوسط.
– المتحف يعتبر الأول من نوعه في تركيا، والثاني على مستوى العالم.
– يقدم لزواره من هواة الغوص رحلة أسطورية في أعمال المياه الزرقاء. 
– منذ افتتاحه وحتى اليوم زاره 50 ألف شخص من مختلف أنحاء العالم.

– ما هي إسهامات المتحف في سياحة الغوص؟

هناك ما يقرب من 10 آلاف سائح يأتون سنويًا لممارسة الغوص تحت الماء، والنزول لمشاهدة هذا المتحف.

ومن الممكن الغوص في (سيدا) خلال 6 أو 7 أشهر بالعام. ومن الجدير بالذكر أن العالم به ما يقرب من 3 ملايين غواص معتمد. وهم في الغالب يذهبون للمالديف، ومصر، وبالي، وتايلاند أو المكسيك. ومن ثم فإن هدفنا جذب جزء كبير من هؤلاء السياح الغواصين المعتمدين إلى تركيا.

– لماذا “سيدا” غير مشهورة كنقطة لممارسة رياضة الغطس في تركيا بشكل كبير رغم أن بها متحف كهذا؟

لا شك أن منطقة كاش، بولاية أنطاليا، تستقطب عشاق الغطس المحليين والأجانب، أكثر من منطقة “سيدا”. فالجميع دائما ما يفضلون “كاش”؛ رغم أن الغطس في “سيدا” سيمكنهم من رؤية أحياء بحرية أكثر من تلك الموجودة في “كاش”.

– أي التماثيل في المتحف التي كان لها تأثير على الغواصين؟

الغواصون المعتمدون في العموم يروقهم تمثال إله البحر الذي يعتبر أكبر تمثال لدينا، إذ يبلغ ارتفاعه 3.5 أمتار، ووزنه 5 أطنان كاملة. أما الغواصون المبتدئون فيمكنهم أن يروا من أعلى مجموعة تماثيل مولانا جلال الدين الرومي.

زر الذهاب إلى الأعلى