اقـتصــاديـةالجاليات في تركيا

مخاوف تسيطر على المستثمرين السوريين في تركيا بعد هبوط أسعار الصرف

أثار هبوط سعر صرف الليرة التركية أمام العملات الأجنبية لمستويات قياسية، مخاوف المستثمرين السوريين في تركيا، من تكرار تعرضهم للخسائر المالية التي تكبدونها، عقب تدهور سعر صرف الليرة السورية، قبل قدومهم إلى تركيا، إبان اندلاع الثورة السورية.

وسجل سعر صرف الدولار الأمريكي الواحد 3.45 لليرة التركية، مساء أمس السبت، وسط توقعات اقتصادية بأن تواصل الليرة التركية خسارتها، كنتيجة طبيعية للتوتر السائد بين الرئيس التركي والبنك المركزي الذي رفع الفائدة الخميس الماضي، ونتيجة لأمور أخرى من بينها، عدم حسم مصير مدينة الباب، المدينة التي باتت معركتها من أولويات الأمن القومي التركي.

 

وأرجع الكاتب والمحلل السياسي، ناصر تركماني، أسباب هبوط سعر صرف الليرة التركية، إلى الظروف السياسية “المعقدة” التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، وتركيا على وجه الخصوص.

وبيّن لـ”اقتصاد” أن تركيا تخوض حروباً في كل من سوريا والعراق، وتعاني كذلك آثار المحاولة الانقلابية الفاشلة، ومن تجدد العمليات العسكرية مع حزب العمال الكردستاني (PKK)، في المدن الجنوبية الشرقية، ما أدى إلى ضغط على الميزانية العامة، على حد تقديره.

وبالمقابل، يرى تركماني أن الاقتصاد التركي “اقتصاد نشيط يعتمد على الإنتاج والتصدير”، مشيراً إلى حاجة الاقتصاد إلى قليل من الوقت، حتى يستعيد عافيته، مؤكداً أنه “لا داعي للقلق، فلطالما أثبت الاقتصاد التركي على مدار السنوات القليلة الماضية، أنه اقتصاد واعد، يمثل بيئة جاذبة للاستثمار”.

وفي تعقيبه على المخاوف التي يبديها المستثمرون السوريون في تركيا، قال: “قد يكون هذا الخوف طبيعي، فالمستثمر السوري لم يتأقلم مع الاقتصاد المرن، كما لم يتعامل مع اقتصاد حر منفتح كما هو حال الاقتصاد التركي، الذي يختلف من حيث التكوين عن نظيره السوري”.


وتابع، “لقد تعرض معظم المستثمرين السوريين لخسائر كبيرة جراء الحرب، لكن لا يعني هذا، أن تدني سعر صرف الليرة سيعرضهم لخسائر، لأن تعامل المستثمرين الرئيسي محصور بالدولار الأمريكي، العملة التي تستخدم للتصدير والاستيراد”.

رجل الأعمال السوري، سهيل عيد، أكد لـ”اقتصاد”، لجوء بعض المستثمرين السوريين في تركيا، إلى الدولار والذهب كملاذين آمنين للحفاظ على قيمة مدخراتهم، مشيراً في هذا الصدد إلى تخوف شديد يسود أوساط المستثمرين السوريين، من التعرض لعمليات “السطو” التي باتت تتكرر.

واستطرد المستثمر في القطاع العقاري في مدينة غازي عينتاب، “لدى السوري حساسية شديدة تجاه تدني سعر صرف العملة، سيما وأنهم عانوا ما عانوه من انعكاسات هذا الأمر سابقاً”.

واستدرك: “لكن لا يوجد هناك وجه شبه كبير بين ما جرى في سوريا، وما يجري حالياً في تركيا، فنحن نتحدث في الحالة الأخيرة عن نظام ديمقراطي”.

هذا، وتصدرت الاستثمارت السورية قائمة الاستثمارات الأجنبية في تركيا، وسجلت نسبة تصل لـ10% من إجمالي عدد الشركات الأجنبية في تركيا، بعدد يصل إلى خمسة آلاف شركة.

 

خاص اقتصاد

زر الذهاب إلى الأعلى