أخــبـار مـحـلـيـةثقافية

“مرحبًا أخي” مبادرة لحوار الحضارات في اسطنبول

دشن مركز “حريات” للدراسات السياسية والاستراتيجية، الثلاثاء، مبادرة مجتمعية تحت عنوان “مرحباً أخي”، للحوار بين الحضارات والتعايش بين الأمم.

وتهدف المبادرة العالمية، إلى تفعيل المحاصرة الشعبية والعالمية لكافة مظاهر العنصرية والقتل على الهوية ومنع أسبابها، لا سيما بعد هجوم المسجدين الإرهابي في نيوزلندا، والتصدي المجتمعي لكل أشكالها وموجباتها بغية بناء عالم أفضل يعيش فيه الجميع بسلام، بحسب المنظمين.

والمبادرة مستوحاة من عبارة الأفغاني “داوود نبي”، الذي استقبل منفذ هجوم المسجدين ببشاشة قائلًا: “مرحبا أخي”، فيما باغته القاتل بوابل من الرصاص ليرديه قتيلًا.

ودُشنت المبادرة في مركز حريات (غير حكومي)، بمنطقة باشاك شهير في مدينة إسطنبول التركية، بمشاركة عشرات من الحقوقيين والباحثين العرب والأتراك.

وقال “عمر فاروق كوركماز”، المستشار السابق لرئيس الوزراء التركي، في كلمته خلال تدشين المبادرة: “نحن بأمسّ الحاجة إلى الحوار بين الديانات والثقافات المختلفة”.

وأكد: “نحن المسلمون من أسسنا مبادئ التعايش في التاريخ، ووثيقة المدينة المنورة شاهدة على ذلك، كانت عندنا بعد انتهاء الخلافة العثمانية صدمة بسبب انتهائها، والآن لا بد لنا من مبادرات أن ننزل نصوص السلام الشرعية بطرق عملية”.

وأشار أن “المسلمين مسؤولون عن سلام العالم، لأننا دعاة السلام، حتى لو لم نكن أصحاب سلطة سياسية، وأنا أفتخر كمسلم أن ديني يدعو إلى دار السلام”.

من جهته، قال طارق الزمر، رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن “المبادرة معنية بالتصدي للعنصرية والذين يدعون للكراهية بكل أنواعها”.

وأضاف: “لم يعد خافيا على أحد أن صراع الهويات أصبح مرتعاً خصباً لتجار الحروب، ومن المؤسف في القرن الواحد والعشرين اتساع دائرة الأنظمة الفاشية التي تصب بمصلحة اليمين المتطرف”.

وتابع “الشعوب التي هربت من الصراعات في الغرب سابقاً، تجد نفسها اليوم أمام اليمين المتطرف، والشعوب الشرقية تعاني من مطرقة الدكتاتورية وسندان الإرهاب”.

ورأى أن “أهم ما يميز مبادرة مرحباً أخي، أنها تستهدف المجتمع المدني، لأنها تخاطب كافة أشكال المجتمع وصولاً لتشبيك القوى الناعمة المحفزة للمجتمعات”.

بدوره أفاد يحيى حامد، وزير الاستثمار المصري الأسبق، أن “ردة فعل حادثة نيوزلندا أثبتت أن الشعوب قادرة على التعايش وهي تريد ذلك، وأن هناك فئة من الشعوب تريد معاداة الآخر بناءً على العرق أو الدين”.

وأكد حامد أن “هناك يمين متطرف يسعى لإسكات صوت المبادرات المجتمعية التي تسعى إلى التعايش السلمي”.

ودعا المركز المنظم للفعالية، في بيان وزعه عقب إطلاق المبادرة، كافة الرموز العالمية والشخصيات العامة، والتجمعات الحقوقية والإنسانية والخيرية، وكافة الهيئات والمؤسسات غير الحكومية، للتضامن والمشاركة في إنفاذ المبادرة المجتمعية العالمية “التي تستلزم استثمار يقظة الضمير العالمي”.

ودعا البيان “الشعوب كافة للتداعي في هذه الحقبة من تاريخ البشرية، لوضع أسس للتعايش والحوار لضمان الحد الأدنى من الحياة الآمنة الكريمة لكل الشعوب والأمم، كمقدمة ضرورية لبناء سلام عالمي، ينطلق من قلب طموحات الشعوب والمجتمعات، وليس من داخل قصور الحكم وكواليس السياسة”.

وأشار البيان إلى “أهمية دعوة الأمم المتحدة لضرورة العمل على تجريم العنصرية، والوقوف في وجهها بكافة السبل القانونية والمجتمعية والثقافية، والتعريف الجامع وغير المنحاز للإرهاب؛ ليشمل كل صور ومظاهر العدوان على الإنسان، بما في ذلك إرهاب الدولة الأبشع والأخطر والأعمق أثرًا من إرهاب الأفراد والتنظيمات”.

وأكد البيان أن “الإرهاب لا ينتمي لدين أو ثقافة معينة، بقدر ما ينتمي للبيئة والظروف والملابسات السياسية والمجتمعية البائسة وغير السوية التي تعيشها العديد من المناطق حول العالم”.

ورأى أنه “أصبح من الضروري بمكان إطلاق ميثاق شرف إعلامي إنساني، ينأى بسلاح الكلمة بعيدًا كل البعد عن مستنقع العنصرية والقتل على الهوية، بل يعمل على حماية التنوع وصيانة التعدد”.

زر الذهاب إلى الأعلى