أخــبـار مـحـلـيـة

مسؤولان صربيان: الدور التركي بقضية كوسوفو “قوة توازن”(مقابلة)

 

وصف مسؤولان صربيان الدور التركي في قضية كوسوفو بأنه “قوة توازن”، مؤكّدين رغبة بلغراد بتطوير علاقاتها مع أنقرة في مجال الدفاع.

جاء ذلك وفق سكرتير الدولة لشؤون وزارة الدفاع الصربية، نيمانيا ستاروفيتش، ومدير مركز السياسات الوطنية، بيركو ماتوفيتش، في حديثهما إلى مراسل الأناضول.

وفي 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تولت تركيا قيادة قوة السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، في كوسوفو “كفور/ KFOR” لمدة عام واحد.

وبناء على ذلك، يتولى الجنرال التركي أوزكان أولوتاش قيادة قوة السلام في كوسوفو حتى 10 أكتوبر 2024.

دور تركيا أصبح مهما

واعتبر المسؤولان الصربيان أن تركيا “قوة دولية عظمى، وليست إقليمية فقط”، مشددين على أهمية تولي أولوتاش قيادة قوة السلام التابعة للناتو في كوسوفو.

وقال ستاروفيتش: “إن صربيا لا تعترف باستقلال كوسوفو التي أعلنت استقلالها من جانب واحد في العام 2008”.

وأضاف أن بلغراد “تؤكد على أهمية الحفاظ على السلام والاستقرار من خلال الحوار”، مشددا على “رفض بلاده الاعتراف باستقلال كوسوفو”.

وقال: لدينا خلافات، ليس فقط مع تركيا، بل أيضا مع العديد من الدول بشأن هذه القضية، لكن ما يقرب وجهات النظر، هو الرغبة في الحفاظ على السلام والاستقرار في منطقة غرب البلقان”.

وأوضح أن “الدور الذي تلعبه تركيا، أصبح أكثر أهمية منذ تولى اللواء أولوتاش، قيادة قوة السلام التابعة للناتو في كوسوفو”.

وأشار إلى أن “أولوتاش يعتبر ضمانة مهمة لأمن الصرب الذين يعيشون في كوسوفو، وفي اللقاءات التي عقدناها مع كل من أولوتاش ووزير الدفاع التركي يشار غولر، تم الاتفاق على الخدمات التي سوف توفرها قيادة قوة السلام التابعة للناتو في كوسوفو للسكان المحليين”.

وعن الدور التركي والصربي، قال ستاروفيتش: “تركيا هي أكبر دولة في منطقة البلقان، وتتمتع صربيا بموقع مركزي في المنطقة أيضا، ولذلك فإن التعاون بين البلدين يكتسب أهمية حيوية، على صعيد تخفيف التوتر وضمان السلام والاستقرار في المنطقة”.

وأكد أن العلاقات بين تركيا وصربيا في مجال الدفاع “لم تحقق أي تقدم كبير بعد، لكن البلدين يمتلكان خططا مشتركة، من أجل تعزيز التعاون في مجال الدفاع، بما يخدم تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة”.

تركيا قوة دولية عظمى

من جانبه، قال بيركو ماتوفيتش، إن “العلاقات بين تركيا وصربيا مبنية على الثقة المتبادلة”.

وأضاف للأناضول، أن “الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، كان من أوائل القادة الذين اتصلوا بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال محاولة الانقلاب في 15 يوليو/ تموز 2016”.

وأكد على “ترحيب بلغراد بتولي تركيا قيادة قوة السلام التابعة للناتو في كوسوفو، لأن الصرب في كوسوفو سعداء للغاية بوجود الجنود الأتراك، ونحن كذلك سعداء جدا”.

وأشار إلى أن بلاده “لديها خلافات عميقة مع إدارة كوسوفو، إنهم مثل السفينة التي ضلت البوصلة، فهم لا يقبلون أي التزامات دولية”، على حد تعبيره.

وعن مستوى الدور التركي، قال ماتوفيتش: إن “تركيا دولة مستقرة وذات سيادة، وليست مجرّد قوة إقليمية، بل هي قوة دولية عظمى”.

وأضاف: “تتمتع تركيا بالقدرة على التأثير في العديد من القضايا العالمية، فهي قوية بالرئيس أردوغان، فضلًا عن كونها أيضا قوة توازن في المنطقة”.

وأكد أنه “رغم اختلاف وجهات نظرنا بشأن كوسوفو، إلا أن تركيا تشكل إحدى القوى النادرة التي تستطيع التصرف بطريقة متوازنة، ورغم تأييد أنقرة لاستقلال كوسوفو، إلا أنها تصرفت على الدوام بشكل متّزن للغاية ولم تنحز أبدا إلى أي طرف، وأخذت دائما آراءنا بعين الاعتبار، ونحن ممتنون جدا لتركيا”.

وأشار ماتوفيتش إلى أن “العلاقات بين تركيا وصربيا سوف تستمر بالسير قدما نحو الأمام، وأن موقف صربيا فيما يتعلق بـالحياد العسكري، سمح بتعزيز العلاقات مع تركيا في كافة المجالات.

تركيا لديها ثاني أكبر قوة في كوسوفو

بدوره، أشار سفير تركيا لدى بلغراد، حامي أقصوي، إلى أن “العلاقات الصربية التركية تشهد فترة ذهبية”.

وأضاف للأناضول: “نسعى مع بلغراد لتطوير العلاقات في المجال العسكري، وأفضل مؤشر على هذه الجهود هو زيارة وزير الدفاع التركي كولر إلى بلغراد في الفترة ما بين 24و25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي”.

وأشار إلى أن “سكرتير الدولة بوزارة الدفاع ستاروفيتش، سيجري قريبا زيارة إلى تركيا، في إطار الجهود المبذولة لتطوير العلاقات في المجالات العسكرية والدفاعية”.

وأكد أن “اللواء أولوتاش تولى قيادة قوة السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي في كوسوفو، اعتبارا من 10 أكتوبر الماضي”.

وتابع: “أولوتاش جنرال محترف وذو خبرة، يعمل وينفذ المهام والأنشطة بطريقة محايدة وشفافة، وهذا تطور مهم بالنسبة لتركيا التي تمتلك ثاني أكبر قوة عسكرية بكوسوفو، ويبلغ قوامها 800 عسكري”.

كما شدد على “أهمية الحوار بين بلغراد وبريشتينا (عاصمة كوسوفو)، وأولويتنا في تركيا هي إحلال السلام والاستقرار في منطقة البلقان، لذلك فإننا نولي أهمية قصوى لعملية الحوار، ونعتبر أبرز الداعمين لها.

صربيا ترفض الاعتراف باستقلال كوسوفو

وفي 2008، أعلنت كوسوفو استقلالها من جانب واحد، ما تسبب بتوترات مع صربيا، التي لا تزال تعتبر كوسوفو إقليما يتبع لها.

وفي 2011، انطلق بين بلغراد وبريشتينا حوار بوساطة الاتحاد الأوروبي، من أجل تطبيع العلاقات الثنائية وضمان اعتراف البلدين ببعضهما البعض.

وفي هذا الإطار، عقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، اجتماعات منفصلة مع قادة صربيا وكوسوفو في العاصمة البلجيكية بروكسل، في 26 أكتوبر الماضي.

وبعد المحادثات، أصدر زعماء الاتحاد الأوروبي بيانا مشتركا، دعوا فيه كوسوفو للبدء بإنشاء اتحاد للبلديات التي يقطنها أغلبية من الصرب، كما دعوا صربيا إلى الاعتراف باستقلال كوسوفو.




زر الذهاب إلى الأعلى