أخــبـار مـحـلـيـةمـنـوعــات

مصارعة الجمال.. إرث ألف عام لأتراك اليوروك

تقوم الولايات التركية في منطقة بحر إيجة (غرب)، بتنظيم مهرجانات لمصارعة الجمال، حيث يتم استخدام ريعها تلك في بناء مدارس، ومساجد، ومستوصفات، وسبل ماء، وجسور.

وتعود مصارعة الجمال التي تنظم في أشهر الشتاء من كل عام إلى ثقافة أتراك اليوروك (وهم أقوام تركية تشتهر بالترحال وتربية الحيوانات)، حيث تسمح الولايات التركية، بإقامة هذه المهرجانات، لأهداف فلكلورية، شريطة أن لا يتم إلحاق الأذى بالحيوانات.

وعادة ما تنظم هذه المهرجانات في شهري كانون الثاني/ يناير، وشباط / فبراير، حيث تخوض نزالات المصارعة جمال تتراوح أعمارها ما بين 6 إلى 25 عاماً.

ويحصل عادة أصحاب الجمال الفائزة على مبلغ يتراوح مابين ألف إلى 20 ألف ليرة تركية (الدولار الواحد يعادل 3.69 ليرة تركية).

وفي نهاية السباق يتم تقديم كأس لصاحب الجمل الفائز بالمرتبة الأولى في المصارعة.

وقال رئيس بلدية ولاية موغلا (غرب)،”جمهور جوبان”، إنهم يعملون على الحفاظ على تقاليد مصارعة الجمال المتواصلة منذ مئات السنين لدى أتراك اليوروك.

وأضاف جوبان أن ولايات موغلا، وأنطاليا، وبوردور، وآيدن، وإزمير تعتبر من المناطق التي يقطنها أتراك اليوروك، مشيراً إلى أن مصارعة الجمال والثيران راسخة في تقاليد و ثقافة اليوروك.

وأوضح أن عائدات سباق مصارعة الجمال، تُستخدم في تنمية المنطقة، و تعزيز شعور التماسك والتضامن بين الناس.

ولفت إلى أنه في أغلب الأحيان يتم إنفاق عائدات المهرجان للأعمال الخيرية، مؤكداً أن روح التعاون ومد يد المساعدة للمحتاجين متجذر في أعماق الشعب التركي.

وبيّن جوبان أن تعليم الأطفال، والاهتمام بالمدارس له مكانة مهمة في ثقافة وحياة الشعب التركي، لذلك فإنهم يعطون التعليم والمدارس، والمساجد أولوية الإنفاق عليها من عائدات هذه المهرجانات.

وأردف أن عائدات مصارعة الجمال تنفق على المدارس والمساجد أيضاً، وعلى الطلبة وتعليمهم.

وأشار إلى أن مصارعة الجمال تستقطب السكان من مدن آيدن، وبوردور، ودنيزلي، وموغلا ومن القرى المحيطة بها، حيث يقضون أوقات ممتعة في المهرجانات.

وأضاف جوبان أن سباق مصارعة الجمال تُشكل مصدرا لدعم مربي الأبل في المنطقة، إلى جانب كونها فعالية اجتماعية، لجمع التبرعات، وتنفيذ الجمعيات الأعمال العامة والخيرية.

من جانبه أشار رئيس “جمعية قرى أتراك اليوروك في موغلا”، “أورهان أقجان”، أن مصارعة الجمال تقليد لأتراك اليوروك منذ ألف عام.

وأكد أقجان أن مصارعة الجمال لا تنظم للأغراض التجارية، مبيناً أنها رياضة للترويح عن النفس بين سكان المنطقة في فصل الشتاء، وهي ثقافة تابعة لليوروك منذ مئات السنين.

وأضاف أن مصارعة الجمال تنظم من أجل إنشاء المدارس، والمساجد، والمستوصفات، وحفر آبار المياه، و تعبيد الطرق في القرى، وهي فعالية اجتماعية في نفس الوقت، بحسب قوله.

زر الذهاب إلى الأعلى