عـالـمـيـة

مع اقتراب معركة الحسم في سرت.. كتائب بالجنوب الليبي تدعم حكومة الوفاق وحراك دولي لوقف القتال

تسارع اليوم الاثنين الحراك الدبلوماسي في عدة عواصم معنية بالأزمة الليبية من أجل وقف الحرب واستئناف العملية السياسية، في وقت تحشد فيه حكومة الوفاق الوطني واللواء المتقاعد خليفة حفتر لمعركة حاسمة في مدينة سرت.

ونشطت الدبلوماسية بشأن الملف الليبي بعد الهزائم التي منيت بها قوات حفتر مؤخرا في ضواحي طرابلس الجنوبية وترهونة (80 كيلومترا تقريبا جنوب شرق العاصمة) وزحف قوات الوفاق نحو مدينة سرت (450 كيلومترا شرق طرابلس) في إطار عملية تستهدف أيضا استعادة قاعدة الجفرة التي أفادت تقارير بأن روسيا نشرت فيها مؤخرا طائرات حربية دعما لحفتر.

 

وفي روسيا قالت الخارجية اليوم إن الوزير سيرغي لافروف ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو أكدا التزامهما بالمساعدة في تهيئة الظروف للمصالحة بين الأطراف الليبية، ونقل بيان للوزارة عن لافروف وأوغلو أنهما شرعا في الترويج لشروط عملية سلام ليبيا.

 

ويأتي ذلك في وقت أبدى الرئيس فلاديمير بوتين -خلال اتصال هاتفي مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي اليوم- دعمه لمبادرة القاهرة حول التسوية في ليبيا.

وقالت الرئاسة الروسية إن السيسي أبلغ بوتين مضمون محادثاته في القاهرة مع كل من حفتر ورئيس برلمان طبرق عقيلة صالح.

 

وقد أعلن السيسي السبت في حضور حفتر وصالح عما سماها مبادرة لحل الأزمة الليبية تشمل وقفا لإطلاق النار كان يفترض أن يسري بداية من صباح اليوم، ولكن ذلك لم يتحقق. واعتبرت أطراف ليبية مبادرة السيسي محاولة لإنقاذ حفتر عقب خسارته كل معاقله في الغرب الليبي خلال أسابيع قليلة.

وكانت كل من السعودية والإمارات والكويت والأردن وروسيا واليونان أعلنت دعمها للمبادرة المصرية، في حين امتنعت الجزائر، وقابلتها حكومة الوفاق الليبية بالتصميم على مواصلة عملياتها حتى استعادة كل الأراضي.

وفي واشنطن، قال مجلس الأمن القومي في تغريدة أمس إنه يشجع مبادرة السلام التي أطلقتها مصر في ليبيا، مضيفا أنه لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به.

كما أعرب المجلس أن تؤدي المبادرة إلى وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الأجنبية من ليبيا، والعودة إلى المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة.

 

إطار التسوية

أما المتحدث باسم الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي بيتر ستانو فقال إن أي مبادرة بشأن ليبيا يجب أن تستند إلى قرارات الأمم المتحدة ومؤتمر برلين، وأضاف في تصريحات أن هذه المبادرة يجب أن تشمل جميع الأطراف دون استثناء.

وفي وقت سابق، أجرى وزير خارجية تونس نور الدين الري اتصالات مع نظرائه في كل من ليبيا والجزائر ومصر والمغرب، تناولت التطورات الجارية في ليبيا، والمساعي الرامية لوقف القتال هناك.

وكان رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى طرابلس آلان بوجيا قد بحث أمس مع وزير الخارجية محمد طاهر سيالة أهمية مشاركة طرفي الصراع في محادثات اللجنة العسكرية المشتركة “5+5” تحت رعاية الأمم المتحدة، وكان البعثة الأممية قالت إن حكومة الوفاق وقوات حفتر وافقا على العودة لهذه المحادثات، ولكن حكومة الوفاق لم تؤكد ذلك.

معركة سرت

ميدانيا، تستعد قوات حكومة الوفاق والمجموعات المسلحة الموالية لحفتر لمعركة فاصلة في سرت بإرسال المزيد من التعزيزات العسكرية للمنطقة.

ووصلت قوات الوفاق إلى مشارف سرت لكنها واجهت غارات جوية، ومقاومة على الأرض من قوات حفتر التي كانت سيطرت على المدينة مطلع العام الجاري.

وأفاد مراسل الجزيرة في ليبيا، نقلا عن مصدر عسكري، بمقتل عشرة من قوات الوفاق اليوم بمنطقة جنوب غرب سرت في قصف جوي بطائرات حربية وأخرى مسيرة إماراتية تابعة لقوات حفتر. وأكد المصدر استمرار محافظة قوات الوفاق على مواقعها المتقدمة غرب سرت في منطقة الكيلو ثلاثين.

وكان رئيس حكومة الوفاق فايز السراج دعا أمس إلى مواصلة العمليات حتى طرد ما وصفها بالعصابات الإجرامية والمرتزقة من كل أرجاء ليبيا، في حين أكد وزير الداخلية فتحي باشاغا أن الدخول في حوار سياسي لن يتم إلا بعد السيطرة على مدينة سرت وقاعدة الجفرة.

كما أكد قادة ميدانيون بقوات الوفاق أنهم سيواصلون التقدم نحو سرت حتى يستعيدوا السيطرةَ عليها. وفي المقابل، أعلن أحمد المسماري، الناطق باسم قوات حفتر، اليوم، أنهم سيستمرون في عملياتهم حتى الالتزام (من قبل حكومة الوفاق) بالمبادرة المصرية أو القضاء على ما وصفها بالمدن المارقة.

وفي خضم استعداد حكومة الوفاق لخوض معركة سرت، جددت 28 كتيبة وسرية تابعة للمنطقة العسكرية سبها (جنوب ليبيا) تأييدها وتمسكها بهذه الحكومة المعترف بها دوليا.

كما أعلن أعيان وحكماء من الطوارق في مدينة أوباري، التي تقع بدورها جنوبي ليبيا، تأييدهم لحكومة الوفاق، مؤكدين ضرورة توحيد المؤسسات الأمنية للدولة.

وطالب الحكماء والأعيان، في بيان لهم، الفريق علي كنة آمر المنطقة العسكرية في سبها، التابعة لحكومة الوفاق، باستلام زمام الأمور في الجنوب.

جثث وألغام

في غضون ذلك، عُثِرَ في المستشفى العام بمدينة ترهونة على عشرات الجثث التي تحلل بعضُها جراء وضعها لأيام عدة في غرف مغلقة دون تهوية.

وقالت مصادر للجزيرة إن بعض الجثث لنساء ومسلحين من كتيبة طارق بن زياد التابعة لقوات حفتر، وأضافت المصادر أن هؤلاء المسلحين قضوا في اشتباكات بمحاور القتال في ترهونة وجنوبي طرابلس.

كما ذكرت المصادر أن عددا من أهالي ترهونة تجمعوا أمام المستشفى أملا في معرفة مصير أبنائهم المفقودين.

من جهتها، أعلنت قوة مكافحة الإرهاب التابعة لحكومة الوفاق العثورَ على مخزن ألغام روسية وكمياتٍ من مادة “تي إن تي” شديدة الانفجار بجانب مهبطٍ للطائرات العسكرية بترهونة.

وكانت داخلية حكومة الوفاق دعت المواطنين لعدم الرجوع لمساكنهم في مناطق جنوبي طرابلس بسبب وجود ألغام زرعتها قوات حفتر داخل المنازل، وتسببت هذه الألغام خلال الأيام الماضية في مقتل مدنيين وأفراد متخصصين في إزالة الألغام والمتفجرات.

عودة النفط
في الأثناء، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط اليوم رفع حالة القوة القاهرة التي كانت أعلنتها قبل نحو أربعة أشهر في حقلي الشرارة والفيل جنوبي البلاد حين أغلقتهما قوات حفتر.

وقالت في بيان إنها استأنفت الإنتاج في حقل الفيل عند مستوى مبدئي 12 ألف برميل يوميا، مشيرة إلى أنه سيعود إلى طاقته الكاملة البالغة 70 ألف برميل يوميا في غضون 14 يوما.

وكانت المؤسسة الوطنية أعلنت استئناف الإنتاج في حقل الشرارة الذي ينتج 300 ألف برميل يوميا.

المصدر : الجزيرة + وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى