أخــبـار مـحـلـيـة

منصة “ديزني بلس” تثير سخطًا واسعًا لدى الأتراك.. ما علاقة “أتاتورك”؟

أثار قرار منصة “ديزني بلس” إلغاء عرض فيلم “أتاتورك” سخطا واسعا لدى الأتراك، ودعا بعض مشاهير الفن، وسياسيون إلى مقاطعة المنصة وإلغاء الاشتراك في خدمتها وفرض عقوبات عليها.

وانتجت ديزني الفيلم المؤلف من جزأين بتكلفة تقدر نحو 8 ملايين دولار، ويتناول شخصية مؤسس جمهورية تركيا الحديثة، ووعدت بعرضه لمشتركيها في مختلف أنحاء العالم في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وأكدت “ديزني بلس” في بيان صدر عن فرعها التركي يوم الأربعاء؛ التقارير التي كشفت في وقت سابق عن قرار التراجع عن عرض الفيلم.

وحسب البيان، فإن الجزء الأول من الفيلم كان من المؤمل عرضه على شاشة “فوكس” التركية في 29 أكتوبر/تشرين الأول المقبل أولا احتفاء بالذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية على يد أتاتورك، ثم في صالات السينما في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، ويتبعه الجزء الثاني في 22 ديسمبر/كانون الأول المقبل، قبل أن يعرض كلا الجزأين على شاشة “فوكس” مجددا.

فيلم “أتاتورك” الذي أنتجته “ديزني بلس” كان من المنتظر عرضه في الشهور القادمة (الجزيرة)

ردود غاضبة

وأطلق رواد وسائل التواصل الاجتماعي في تركيا دعوات لإلغاء الاشتراك بالمنصة، لا سيما أن التقارير تحدثت عن أن امتناعها عن عرض الفيلم عبر منصتها الرقمية جاء نتيجة ضغوط ما وصفوه “باللوبي الأرمني” في الولايات المتحدة، وفق ما أفادت به صحف محلية.

ويزعم الأرمن أنهم تعرضوا لحملة إبادة جماعية عام 1915 على يد الإمبراطورية العثمانية، كما يتهمون مؤسس الجمهورية التركية كمال أتاتورك بارتكاب مجازر بحقهم خلال حروب الاستقلال التي قادها بين عامي 1918 و1923، وهي اتهامات ترفضها تركيا بشدة.

وكتب الصحفي الشهير أوغور دوندار “لم يفهموا حتى الآن أن أتاتورك يحظى بمكانة لا نظير لها في قلوب الشعب التركي. ولكي نشرح لهم ذلك، لنبدأ بإلغاء الاشتراك بديزني بلس، ثم نواصل مقاطعتها ونعلمهم قيمة أتاتورك”.

أما عضو البرلمان التركي عن ولاية هاتاي عن حزب العدالة والتنمية الحاكم ورئيس لجنة القنوات الرقمية في المجلس حسين يايمان فتوعد “ديزني بلس” بالرد على قرارها بفرض عقوبات عليها يمكن أن تتضمن سحب ترخيصها المحلي، وحظر إعلاناتها.

وقال يايمان “إن ما ينال من أتاتورك ينال من 85 مليون تركي، وسنفعل ما بوسعنا لحظر ديزني بلس عند فتح المجلس”.

من جهته، أعلن أبو بكر شاهين رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية المشرفة على وسائل الإعلام في البلاد فتح تحقيق بحق المنصة على خلفية قرارها الأخير، مشددا على أن “أتاتورك يحظى بأهمية خاصة بوصفه شخصية وطنية.

أما عمر جيليك المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم ونائب رئيس الحزب فوصف قرار “ديزني بلس” بـ”المثير للخجل”، معتبرا أن موقف المنصة المشار إليه يفتقر إلى احترام الشعب التركي وقيم الجمهورية التركية”.

واتهم جيليك “ديزني بلس” بالخضوع لضغوط “اللوبي” الأرمني في الولايات المتحدة، الذي وصفه بأنه “شبكة لصوصية تتخذ من الأحداث التاريخية أداة لاتباع سياسة كاذبة”.

وشارك العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي لقطات شاشة تظهر قيامهم بإلغاء الاشتراك في منصة “ديزني بلس” في تركيا، وتصدرهم بعض المشاهير مثل الفنان مصطفى صندل الذي كتب مخاطبا متابعيه “فعلت الصواب والآن الدور عليكم”.

أما الفنان والمغني مصطفى جيجلي، فقد كتب معلقا على لقطة شاشة تظهر قيامه بإلغاء الاشتراك “كما جاؤوا يذهبون”، في إشارة إلى عدم الترحيب “بديزني بلس” في تركيا.

وعقب تأكيد “ديزني بلس” تراجعها عن بث فيلم أتاتورك في منصتها الرقمية العالمية، احتفت اللجنة الوطنية الأرمنية لأميركا بالقرار عبر حسابها في منصة “إكس” (تويتر سابقا) ووصفت الفيلم بأنه “مثير بشدة للجدل”.

زر الذهاب إلى الأعلى