مقالات و أراء

من المتوسط.. قادمون لحصار تركيا

جراء انشغالنا بأجندة الانتخابات المحلية، لا أدري مدى إدراكنا أننا نواجه حملة دولية كبيرة لمحاصرة تركيا.

في البداية أثارت الانتباه تصريحات عدائية أدلى بها نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو في اجتماع بمناسبة الذكرى السبعين لتأسيس الناتو، الذي يتبنى هدفًا رئيسيًّا هو “حماية وحدة أعضائه”.

***

بعد ذلك، خلال الأسبوع الماضي فقط، عُرض على الكونغرس الأمريكي ثلاثة مشاريع قرارات ضد تركيا.

الأول، مشروع قرار ينص على فرض عقوبات بحق مسؤولين أتراك رفيعين لمسؤوليتهم عن توقيف عاملين في البعثات الدبلوماسية الأمريكية، في إطار التحقيقات في المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا.

قدم المشروع إلى الكونغرس الأمريكي كل من السيناتور الجمهوري روجر ويكر، وزميله الديمقراطي بن كاردين، أي أن المشروع قُدم بتوقيع مشترك من ممثلي الحزبين.

مشروع القرار الثاني عرضه على الكونغرس رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب آدم شيف، وترد فيه عبارة: “مجلس النواب يعتبر الاعتراف بالإبادة الأرمنية والاحتفال بذكراها سياسة للولايات المتحدة”.

بالتزامن مع ذلك، عرض السيناتور الديمقراطي بوب مينيديز وزميله الجمهوري تيد كروز، من جهة أخرى، مشروع قرار في الموضوع نفسه إلى مجلس الشيوخ الأمريكي.

***

برأيي أن الأهم هو المشروع الذي عرضه السيناتوران الأمريكيان ماركو روبيو وبوب مينيديز، بتوقيع ممثلي الحزبين مجددًا، تحت عنوان “مشروع الأمن والشراكة في شرق المتوسط – 2019”.

بعض مواد المشروع المذكور تستخدم لهجة منحازة وعدائية إلى حد قرع نواقيس الخطر بالنسبة لتركيا. على سبيل المثال، سيلغى حظر بيع الأسلحة للشطر الجنوبي من قبرص بحسب المشروع.

وعلاوة على ذلك، ستقدم الولايات المتحدة تدريبًا عسكريًّا ومساعدات بقيمة 5 ملايين دولار لليونان، ومليوني دولار للشطر الجنوبي من قبرص. ومن بين بنود المشروع أيضًا تجميد بيع مقاتلات إف-35 لتركيا في حال عدم تراجعها عن صفقة منظومة إس-400.

***

تمت الإطاحة أمس الأول، عبر انقلاب عسكري، بالرئيس السوداني عمر البشير، الذي اتفقنا معه على تنفيذ مشروع جزيرة سواكن.

سترسل بريطانيا في أشهر الخريف القادم إلى قواعدها في الشطر الجنوبي من قبرص مقاتلات من طراز “إف-35 بي”.

في السياق ذاته يمكنكم قراءة إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون 24 أبريل/ نيسان “يوم الإبادة الأرمنية” وعرض مشروع قانون “الإبادة الأرمنية” على البرلمان الإيطالي.

ما يحدث هو دليل على أن الحصار قادم عبر البحر المتوسط. لنواصل نحن الجدل فيما إذا كان هناك خطر على وجود تركيا، بينما تقرع طبول الحصار.

هلال قابلان – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

زر الذهاب إلى الأعلى