عـالـمـيـة

من هو المرشد القادم لإيران؟

مَن يكون المرشد القادم لإيران؟ قد يكون هذا السؤال هو الأهم في السياسة الإيرانية، والأغرب أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يكون له دور في الاختيار!.

 

شهدت إيران في هذا الشهر حدثين شديدي الأهمية، وهما مؤشر على تزايد دور الحرس الثوري في حكم البلاد، ودوره المحتمل في اختيار المرشد القادم لإيران أو على الأقل التأثير عليه مع تقدم المرشد الحالي في العمر، حسبما ورد في تقرير صحيفة Financial Times البريطانية.

وأول الحدثين هو موكب جنازة قاسم سليمان، الذي وصفه خامنئي بـ «الأكبر في العالم»، وسليماني هو قائدٌ من الحرس الثوري الإيراني، كان مُكلّفاً بالعمليات الخارجية قبل أن تقتله الولايات المتحدة داخل بغداد، في الثالث من يناير/كانون الثاني.

 

أما الحدث الثاني فهو هجمات الصواريخ غير المسبوقة على القواعد التي تستضيف القوات الأمريكية في العراق، يوم الثامن من يناير/كانون الثاني، بواسطة نخبة قوات الحرس الثوري.

 

وبعثت لغة المرشد الأعلى المجازية برسالةٍ واضحة إلى الساسة الإيرانيين، وإلى بقية العالم، إذ يعتقد المُحلّلون أنّ الجمهورية الإسلامية ستكون أكثر ثباتاً في مسارها الأيديولوجي داخل البلاد، في حين سيُروّج الحرس الثوري للتشدُّد الجديد في بقية أنحاء الشرق الأوسط.

 

خامنئي وصف جنازة سليماني بأنها الأكبر في العالم/رويترز

ويأتي دعم خامنئي الثابت للحرس الثوري -رغم دورهم في إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية ومقتل 82 إيرانياً بعد ساعاتٍ فقط من الهجوم على القوات الأمريكية- على خلفية معركةٍ شديدة حول هوية المرشد القادم لإيران، الذي سيخلف المرشد الأعلى (80 عاماً) عقب وفاته، وهو القرار الذي سيُحدّد مصير إيران لعقودٍ مُقبلة.

سيعتمد الاختيار على وضعية موازين القوى حينها داخل الجمهورية الإسلامية.

انقلبت موازين القوى أكثر في صالح الحرس الثوري ومُؤيّديه المُتشدّدين خلال الأسابيع الأخيرة.

قال أحد المُحلّلين الإصلاحيين: «نحن نرى حالياً أنَّ أكثر الألعاب المحلية والأجنبية تعقيداً تدور بالكامل حول قضية خلافة المرشد. ولا شكّ أنّ تعزيز قوة الحرس الثوري هي سياسةٌ مُتعمّدة لجعلهم القوة المُهيمنة، حتى يتمكنوا من تأدية دورٍ رئيسي في انتقال السلطة».

معايير الحرس الثوري للمرشد القادم لإيران مختلفة عما يريده الشعب

ووفقاً للكثير من المُتشدّدين، تُسلّط الأحداث الضوء على الحاجة إلى وجود زعيمٍ براغماتي آخر مُستعد للوقوف في وجه الولايات المتحدة. كما يستهينون بتكهّنات الإصلاحيين حول أنّ الإيرانيين سيرغبون في أن يكون مرشدهم الأعلى المُقبل صاحب منصبٍ شرفيٍّ أكثر، وليس شخصيةً أخرى بالغة النفوذ.

وكان آية الله خامنئي هو من أذِنَ بأول هجومٍ صاروخي على القوات الأمريكية، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو هجومٌ صُمِّمَ لإظهار عزم إيران على الانتقام لاغتيال سليماني دون إطلاق حربٍ شاملة.

ورغم عدم وفاة أيّ جندي أمريكي، فإن إيران بعثت برسائل إلى الولايات المتحدة عبر السفارة السويسرية، فحواها أنّ ذلك الهجوم سيكون الأول والأخير في حال امتناع الإدارة الأمريكية عن الرد.

وقال أحد أقارب المُرشد الأعلى: «كانت الأحداث الأخيرة بمثابة صيحة استفاقة، إذ ذكّرتنا بأنّ الولايات المتحدة قد تقترب بشدة من خوض حربٍ مع إيران، ونحن بحاجةٍ إلى زعيمٍ شُجاعٍ آخر يستطيع الحفاظ على استقرار البلاد وقوتها. ولا تستطيع البلاد تحمّل خطورة مرحلة تجربةٍ وخطأ مع زعيم غير متمرّس».

يختاره رجال الدين الشيعة ليحكم العالم الإسلامي كله في غياب أحفاد النبي

ويعتمد نظام الحكم الديني الإيراني على «ولاية الفقيه»، بموجب المذهب الشيعي الإسلامي. وبحسب التفسير المُفضّل لدى الساسة المُتشدّدين يُمكن اختيار الزعيم الديني بواسطة كبار رجال الدين في مجلس خبراء القيادة، لكنه يُعتبر مُختاراً من قبل الله ليحكُم العالم الإسلامي في غياب أحفاد النبي محمد المعصومين.

لكن الساسة الإصلاحيين يرفضون هذا التفسير الديني. ويقولون بدلاً من ذلك إنّ أوراق اعتماد الزعيم تحتاج إلى شرعيةٍ عامة تتجلّى في الانتخابات الوطنية.

وتأتي هذه التفسيرات المُختلفة في قلب الصراع السياسي الداخلي بإيران منذ عام 1989، حين حلّ آية الله خامنئي محل آية الله روح الله الخميني، زعيم الثورة الإسلامية عام 1979.

استخدم خامنئي الحرس الثوري بديلاً لكاريزما الخميني، والآن سيسيطر على البلاد بعد رحيله

واعتمد خامنئي، الذي كان يفتقر إلى كاريزما ومكانة سلفه الدينية، على الدستور المُعدّل الذي منحه «سلطةً مُطلقة» على كل شؤون الدولة. ومنذ ذلك الحين، ساعد الحرس الثوري على توسيع نفوذهم، وحوَّلهم إلى ذراعه الرئيسية لممارسة السلطة. وفي أعقاب الأحداث الأخيرة، صار من المُرجّح أن تتسارع تلك الجهود بحسب المُقرّبين من النظام.

قال مصدرٌ مُطّلع على خبايا النظام: «حين يموت خامنئي، لا قدّر الله، سيُسطر الحرس الثوري بالكامل على البلاد حتى يتمكّن مجلس خبراء القيادة من اختيار زعيم. وفي ذلك اليوم، سيكون الحرس الثوري هو أهم قوةٍ للتأثير على الاختيار، وكبح زمام أيّ أزمةٍ مُحتملة، والأهم من ذلك هو الحفاظ على سلامة أراضي البلاد».

ويُعَدُّ الحرس الثوري، الذي يبلغ عدد أفراده 120 ألفاً، أكثر المؤسسات تنظيماً في إيران. مما يمنحه نفوذاً كبيراً على الخلافة. كما يُسيطر على قوةٍ من المُتطوّعين يُعتقد أنّ تعدادها يصل إلى عدة ملايين من الجنود، مما يزيد قدرته على ممارسة هذا النفوذ.

وليس الحرس الثوري قوةً عسكريةً فقط، إذ يُوجد ساسةٌ مُقرّبون من الحرس الثوري في مختلف المؤسسات، مثل مكتب الرئيس والبرلمان والقضاء. ويُعتقد أنَّ الحرس الثوري له مصالح في قطاعات الاتصالات، والتجارة، والبتروكيماويات، وغيرها من القطاعات، وهو الأمر الذي حاول الرئيس حسن روحاني تقييده في السابق، عن طريق وقف عقود الحرس الثوري داخل المؤسسات المملوكة للدولة.

كما وسّع الحرس الثوري نطاق نفوذه الثقافي، بدءاً من إنتاج الأفلام والوثائقيات ووصولاً إلى الفن المُعاصر. ويُدير في الوقت ذاته جهازاً استخباراتياً مرهوب الجانب هو المسؤول عن سجن النشطاء المؤيدين للديمقراطية ومزدوجي الجنسية المُتّهمين بالتجسّس.

ويقول المحللون إنَّ الحرس الثوري يمتلك بعضَ النفوذ على آية الله خامنئي، لكنّهم لا يزالون يدينون بالولاء الكامل له، ويحترمون كلمته الأخيرة في كافة الأمور. ورغم ذلك، قد لا يتمتّع الزعيم المُقبل بهذا القدر من السلطة عليهم.

وقال أمير محبيان، المُعلّق المُقرّب من القوى المُحافظة في البلاد: «الحرس الثوري الآن في مكانةٍ شديدة النفوذ، لدرجة أنّ أيّ زعيم مُستقبلي لن يتمكّن من تهديد مصالحهم مطلقاً. ونحن دائماً في حالة طوارئ، وحاجةٍ ماسة إلى الاستقرار، داخل بلد تُهيمن عليه مشاعر الخوف التاريخي من انعدام الأمن».

وتقول نخبة الحرس الثوري إنّهم ملتزمون بواجبهم الدستوري الذي يُحتّم عليهم الحفاظ على حدود البلاد، ولكنّهم أيضاً مُلتزمون بـ «مباشرة المهمة الأيديولوجية للجهاد في سبيل الله».

وهذا يعني بالتبعية أنّ الحرس الثوري يُؤمنون بأنّ لديهم مسؤولية لتعبئة البلاد ضد أي تهديدٍ أمريكي مُتوقّع على إيران والعالم الإسلامي.

وهكذا تسبّبت سياسات ترامب في إضعاف المرشح المعتدل لمنصب المرشد القادم لإيران

ويخشى المُتشدّدون في طهران من قدرة واشنطن على التأثير في السياسات الإيرانية، ويشُكّون أنّ الديمقراطيين الأمريكيين والإصلاحيين الإيرانيين يأملون منذ وقتٍ طويل في حل للخلافات التاريخية، من أجل صياغة مستقبل الجمهورية الإسلامية.

وحين وقّع روحاني الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة وغيرها من القوى العظمى عام 2015، من أجل كبح جماح طموحات طهران النووية، تزايدت المخاوف داخل الحرس الثوري إزاء احتمال خسارة النفوذ الإيراني في المنطقة.

انسحاب ترامب من الاتفاق النووي أضعف فرص روحاني للوصول لمنصب المرشد/رويترز

وكان هذا الأمر مُقلقاً على نحوٍ خاص، لأنّ روحاني أُعيد انتخابه باكتساح عام 2017، بسبب وعدٍ برفع كافة العقوبات الأمريكية، في تصريحٍ واضح عن رغبته في إقامة علاقاتٍ ودية.

ولكن دونالد ترامب قرّر انسحاب الولايات المتحدة من المعاهدة عام 2018، وفرض عقوبات أكثر قسوة على البلاد. وبهذا مُحِيَ إنجاز روحاني التاريخي، وتبخّرت معه أيّ طموحات ساورته ليصير المرشد الأعلى المُقبل.

المتشددون هم الذين سيتفاوضون مع الأمريكيين

أضاف المصدر المُطّلع على خبايا النظام: «حتى لو تفاوضنا مع الولايات المتحدة في يومٍ من الأيام فلن تكون المحادثات مع ترامب ولن تكون محادثات استراتيجية (لتطبيع العلاقات)، وسيُجريها المُحافظون وليس الإصلاحيين. ويجب أن نشهد تغييرات في الكونغرس الأمريكي، ونرى ما إذا كان الديمقراطيون سيتبعون سياسةً عادلة لا تُخضِعُ إيران لأي ضغطٍ حيال برنامجها الصاروخي».

ويبدو أنّ الاستراتيجية الحالية تنطوي على التقليل من شأن العقوبات الأمريكية القاسية الجديدة، وتعبئة الرأي العام في المنطقة ضد واشنطن وإسرائيل.

وقال سياسيٌّ إصلاحي: «تتعارض هوية ونفوذ الحرس الثوري مع الولايات المتحدة. وهم يعلمون أنّهم في حال تراجعهم خطوةً للوراء فسيُطاردهم الأمريكيون في أفنية منازلهم. وازداد اهتمام الحرس الثوري بالألعاب التي صارت أكثر عنفاً، مع احتفاظها بالذكاء في الوقت ذاته حتى لا يُخاطروا ببقاء النظام».

لكن الإصلاحيين يقولون إنّ الحرس الثوري يُبالغ في تقدير قدراته على مستوى السياسات المحلية، وداخل الشرق الأوسط عموماً، مع وقائع مثل الهجوم المزعوم على منشآت شركة أرامكو السعودية، العام الماضي، الأمر الذي من شأنّه أن يُثير المزيد من الاضطرابات على أرض الوطن.

ولكن المجتمع الإيراني لم يعد خاضعاً كما كان

ولم يَعُد المجتمع الإيراني خاضعاً بقدر ما كان قبل ثلاثة عقود، وهو على الأرجح أقل استعداداً لقبول زعيمٍ جديد في حال كان مُقرّباً من القوى المُتشدّدة. والإيرانيون صاروا أكثر تعلّماً، وقاوموا الحدود المفروضة باستمرار، وهو ما أجبر حُكّام الجمهورية على السماح ببعض الانفتاح السياسي والثقافي والاجتماعي في البلاد على مضض.

ويُحذّر الساسة الإصلاحيون من أنّ الرأي العام الإيراني لا يستطيع أن يتساهل إلى الأبد مع عدائية النظام الخطيرة ضد الولايات المتحدة. وخير مثالٍ على ذلك هو إسقاط طائرة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية، الذي أسفر عن مقتل 176 شخصاً كانوا على متنها دون ناجين.

وفي أعقاب الإنكار الأوّلي، اعترف الحرس الثوري بالخطأ، ولكن بعد أن كشفت الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا كافة تفاصيل دور إيران غير المقصود في الكارثة. وأضرّ ذلك الاعتراف بالثقة الشعبية في النظام إلى حدٍّ كبير.

إذ انطلق آلاف الأشخاص في المدن الكُبرى، ومن بينهم طلبة الجامعات، إلى الشوارع بشعارات تحريضية. ووصفوا الزعيم بـ «القاتل»، قائلين إنّ ولايته «لاغية وباطلة»، في حين وصفوا الحرس الثوري بأنّه قوةٌ شبيهةٌ بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش). لكن آية الله خامنئي لم يتراجع، قائلاً إنّ «المئات» التي تظاهرت ليس لها وزنٌ في مواجهة «عشرات الملايين» الذين حضروا جنازة سليماني.

هذه هي الاحتجاجات التي تسمح بها الجمهورية الإسلامية

وقال المصدر المُطّلع: «يُمكن أن تتساهل الجمهورية الإسلامية مع المعارضة السليطة غير المسلحة، وهي تُدرك أنّنا سنشهد المزيد من الاحتجاجات بشكلٍ مُتكرّر، ولكنّها احتجاجات سهلة الاحتواء عموماً. ولن نسمح للجماعات المُؤيدة للإصلاح باستخدام واقعة الطائرة للتغطية على مُكتسبات جنازة سليماني».

وتأتي الاحتجاجات الأخيرة في أعقاب اضطرابات عنيفة اندلعت بطول البلاد، في نوفمبر/تشرين الثاني، على يد مُتظاهرين غالبيتهم من الطبقة العاملة التي تُؤيّد النظام عادةً. إذ انتقدوا المرشد الأعلى والصعوبات المتزايدة -التي تشمل نسبة تضخُّم وصلت إلى 38.6% سنوياً، وانخفاض قيمة العملة الوطنية بنسبة 60%- نتيجة العقوبات الأمريكية والفساد المُستشري.

وقمع الحرس الثوري أعمال الشغب بوحشية، وفتحوا النار على المُحتجّين ليقتلوا قرابة الـ300 شخص، وفقاً لمنظمة العفو الدولية.

الرئيس القادم سيكون شاباً متشدداً

لكن العديد من الإيرانيين فقدوا ثقتهم في قدرة الإصلاحيين على إحداث أيّ تغيير. وغالبية المُرشّحين الإصلاحيين ممنوعون من الترشّح في انتخابات فبراير/شباط البرلمانية، ومن المتوقّع أن يُمهّد ذلك الطريق أمام انتصار للمُتشدّدين.

وحين نتطلّع إلى انتخابات 2021 الرئاسية، يعتقد بعض المراقبين السياسيين أنّ المرشح الفائز يجب أن يكون شاباً مُتشدّداً تُحرِّكه الأيديولوجية.

ولم يُصبح المتنافسون المُحتملون جزءاً من النقاشات العامة حتى الآن، على غرار أسماء المرشحين لمنصب المرشد الأعلى. إذ تخشى الجماعات السياسية أنّ خياراتها المُفضّلة قد تصير ضحيةً لـ «متلازمة الخشخاش طويل القامة»، وذلك في حال حصولهم على صيتٍ أعلى من اللازم في هذه المرحلة.

مَن المرشد القادم لإيران الذي يفضله الحرس الثوري؟

في المجالس الخاصة، تكثُر التكهّنات حول هوية من سيُفضّله الحرس الثوري ليكون المرشد القادم لإيران خلفاً لخامنئي.

وبالنظر إلى الأحداث الأخيرة، نجد أنّ الاحتمالات تصب في صالح نجل آية الله خامنئي الثاني مجتبى، رغم أنّه لا يزال غير معروف في حياته الدينية والسياسية.

ويُدرِّس مجتبى (51 عاماً) على أعلى المستويات في مدينة قُم -مركز التعليم الشيعي الإسلامي- لخمسة أيامٍ في الأسبوع، وهو ما يمنحه مكانة رجل الدين الضرورية للاضطلاع بدور المرشد الأعلى. وبفضل عقليته المُشابهة لوالده يقول قريبه إنّ لديه معرفةً جيدة بالقضايا السياسية والعسكرية، كما «يميل إلى الاقتصاد المبني على المعرفة. وله علاقةٌ جيدة بالحرس الثوري، وربما لا يمتلك سلطة والده، لكن الحرس الثوري لا يستطيع أن يُملي عليه الأوامر».

واستهان المصدر المُطّلع بالتصورات التي تقول إنّ خياراً من هذا النوع قد يجعل الجمهورية الإسلامية تبدو أشبه بملكية التوريث التي أطاحت بها قبل أكثر من 40 عاماً.

وهناك المرشح الذي سقط في الانتخابات الرئاسية

والمُرشّح المُحتمل الآخر هو إبراهيم رئيسي، رئيس القضاء المُتشدّد، الذي خسر الانتخابات الرئاسية عام 2017 لصالح روحاني، ثم شنّ حملته ضد الفساد في أعقاب الخسارة.

وقال مُحلّلٌ مُحافظ إنّ الأفضلية ستكون في صالح الحرس الثوري: «ما سيُحدّد اختيار الزعيم هو تكلفة ومكاسب عملية المقايضة السياسية بين مُختلف الجماعات التي لها مصالح. ويجب أن تُدرك الجماعات السياسية والمجتمع أنّ هذه العملية ستصُب في صالحهم في النهاية».

ويأتي تغيير المراكز هذا بين المرشحين المُحتملين في وقتٍ تشهد خلاله مدينة قُم تغييراً كبيراً. إذ أدّت حوزة قُم دوراً محورياً في انتصار الثورة، وهي تُمثّل الآن ثاني أهم مؤسسات البلاد بعد الحرس الثوري. ولكن أبرز رجال الدين في قُم تقدّموا في العمر بشدة.

وأبرزهم هو آية الله العظمى حسين وحيد الخراساني، الذي يبلغ من العمر 99 عاماً. والآخرون هم لطف الله صفي غولبايغاني (100 عام)، وحسين نوري الهمداني (92 عاماً)، وموسى الشبيري الزنجاني (91 عاماً).

وفي حين تدور مخاوف رجال الدين الرئيسية حول تديُّن الناس، الذي ضعُف في عهد الجمهورية الإسلامية على مدار العقود الأربعة الماضية؛ نجد أنّ الحرس الثوري عازمٌ على أنّ يكون المؤسسة الأيديولوجية والسياسية المركزية التي تستطيع اختيار الزعيم الديني المُقبل لحُكم إيران وتوسيع نفوذها عبر الحدود في العراق.

وقال المصدر المُطّلع: «نحن نستفيد من أيّ شيءٍ يفعله الأمريكيون، وهذا يشمل حروبهم في العراق وأفغانستان، ثم قتل سليماني الآن. من يحكم بلادنا هو الإمام الأخير (المهدي، الذي يعتقد المسلمون الشيعة أنّه مفقود) الذي يُحدّد «أيام الله»، وسيُساعدنا على اختيار زعيمٍ عظيم حين يأتي اليوم الموعود».

 

 

عربي بوست

زر الذهاب إلى الأعلى