أخــبـار مـحـلـيـة

مواطن تركي يروي هول انفجار بيروت: لا أصدق أني نجوت

لم يتوقع المواطن التركي الحاج نور جوشكون أن ينجو من الانفجار الذي هز العاصمة اللبنانية بيروت، الثلاثاء، معتبرا أنه عناية الله وحدها هي من أنقذته.

 

ورغم نجاته إلا أن جوشكون أصيب بجروح في أنحاء جسده، وهو إلى حد الآن لا يصدق بأنه نجا، بحسب ما يقول للأناضول.

وخلف الانفجار الذي جرى في مرفأ بيروت 100 قتيل وأكثر من 4000 جريح، بحسب مصادر لبنانية رسمية.

 

واتشحت “ست الدنيا” بالسواد حزنا على أبنائها الذين فقدتهم، ومن جرحوا، ناهيك عن الأضرار المادية الجسيمة التي بلغت من 3 إلى 5 مليارات دولار، بحسب إحصائيات رسمية أولية.

وكان لجوشكون و5 مواطنين أتراك آخرين نصيب في مشاركة اللبنانيين أحزانهم في هذا الحادث الجلل، بل أنهم أصيبوا خلاله بحسب مصادر رسمية تركية.

ويقول جوشكون الذي يحمل أيضا الجنسية اللبنانية في وصفحه للانفجار، “كنت جالسا في منزلي، وبعد أدائي صلاة العصر شعرت بأن المنزل يهتز بقوة”.

ويضيف وهو في حالة ارتباك جراء هول الحدث “تفاجأت بشيئ نزل كصاعقة (..) لم أشعر بشيئ لكني نظرت حولي لأرى الأرض مضرجة بالدماء”.

ويردف جوشكون “لم أشعر بإصابتي (..) اتجهت سريعا إلى نافذة المنزل لأرى ما يحدث خاصة وأن رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري يقيم بالقرب من منزلي”.

ويتابع: “خفت أن يكون الاستهداف لمنزل الحريري، لكن عندما دققت البصر رأيت أعمدة الدخان تتصاعد من مرفأ بيروت”.

ويشير جوشكون، إلى أنه “بعد ذلك بدأ يشعر بآلام في أنحاء جسده ليرى جرحا طوليا في يده، وآخر متوسط العمق في رأسه، إضافة إلى آخر في بطنه”.

ويضيف: “تم نقلي إلى أحد المشافي وتلقيت الإسعافات ومن ضمنها 22 قطبة لجرح اليد”، لافتا إلى أنه “يحمد الله على البقاء حيا، في وقت تمنى فيه الرحمة لقتلى الانفجار والشفاء العاجل للجرحى”.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعرب في اتصال هاتفي مع الرئيس اللبناني ميشال عون، الثلاثاء، عن تعازيه الحارة لسقوط عدد من الضحايا متمنياً، الشفاء للجرحى.

وأكد أردوغان، استعداد بلاده لتقديم المساعدات إلى لبنان في كافة المجالات، وفي مقدمتها الصحة.

وفي وقت سابق أعربت السفارة التركية في لبنان، عن “بالغ الحزن والأسى لمقتل وإصابة العديد من الإخوة اللبنانيين جراء الانفجارات في مرفأ بيروت”.

وقالت السفارة في بيان: “نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمد برحمته من فقد حياتهم في هذا الحادث الأليم، ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى، ونتقدم بتعازينا للشعب اللبناني الصديق والشقيق”.

وأعلن الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة، عن ارتفاع ضحايا انفجار مرفأ بيروت إلى أكثر من 100 قتيل وأكثر من 4000 جريح.

وقال كتانة في تصريح متلفز: “مستشفيات بيروت لم يعد لديها قدرة على استيعاب تزايد أعداد الضحايا”.

فيما أعلن مجلس الدفاع الأعلى في لبنان بيروت “مدينة منكوبة”، ضمن حزمة قرارات، وتوصيات لمواجهة تداعيات الانفجار.

وعقب اجتماع له، برئاسة رئيس الجمهورية، ميشال عون، أوصى المجلس، بتكليف لجنة للتحقيق بأسباب الانفجار، “على أن ترفع نتائجه إلى المراجع القضائية المختصة، في مهلة أقصاها 5 أيام من تاريخه، وأن تُتخذ أقصى درجات العقوبات بحق المسؤولين”.

وجاء الانفجار قبيل أيام من صدور حكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، الجمعة، في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، في تفجير ضخم استهدف موكبه، وسط بيروت، في 14 فبراير/ شباط 2005.

وزاد انفجار الثلاثاء، من أوجاع بلد يعاني منذ أشهر، من تداعيات أزمة اقتصادية قاسية، واستقطاب سياسي حاد، في مشهد تتداخل فيه أطراف إقليمية ودولية.

زر الذهاب إلى الأعلى