أخــبـار مـحـلـيـةعـالـمـيـة

نائب أردوغان: منعنا أزمة انسانية كبيرة بإدلب بفضل الاتفاق المبرم مع روسيا

قال فؤاد أوقطاي، نائب الرئيس التركي، إن بلاده نجحت بالتصدي لحدوث أزمة إنسانية كبيرة بإدلب، من خلال اتفاقها مع روسيا، وأن أنقرة تولي أهمية لكسر الممر الإرهابي المراد تشكيله شرق الفرات.

جاء ذلك في كلمة ألقاها المسؤول التركي، مساء الإثنين، باسم الحكومة، أمام البرلمان خلال مناقشة مشروع الميزانية العامة للبلاد لعام 2019، بحسب مراسل الأناضول.

وذكر أوقطاي أن “تنظيم داعش الإرهابي تعرض لهزيمة نكراء من خلال عملية درع الفرات، كما أن عملية غصن الزيتون أفسدت اللعبة التي يتم وضعها من خلال تنظيم ب ي د”

وتمكنت القوات التركية والجيش السوري الحر خلال عملية “درع الفرات”، من تطهير مناطق واسعة من الريف الشمالي لمحافظة حلب، بينها مدينتي الباب وجرابلس، من تنظيم “داعش” الإرهابي، في الفترة أغسطس/آب 2016 ومارس/آذار 2017، ما أتاح لآلاف السوريين العودة إلى ديارهم.

وفي 24 مارس/آذار الماضي، تمكنت القوات التركية و”الجيش الحر”، عبر عملية “غصن الزيتون”، من تحرير عفرين بالكامل، من تنظيمات “ي ب ك/بي كا كا” و”داعش” الإرهابية، بعد 64 يوما من انطلاقها.

وأضاف نائب الرئيس التركي قائلا “لقد منعنا أزمة انسانية كبيرة في إدلب بفضل التفاهم المبرم مع روسيا والمدعوم من إيران، وعلى أجندتنا الآن كسر الممر الإرهابي المراد تشكيله شرق الفرات”.

وفي 17 سبتمبر/أيلول الماضي، أعلن الرئيس أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، اتفاقًا من مدينة سوتشي لإقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق النظام ومناطق المعارضة في إدلب ومحيطها.

أمن الحدود الجنوبية لتركيا

وفي سياق حديثه عن أمن الحدود الجنوبية لبلاده، قال نائب الرئيس التركي، إنهم يقومون بجهود هامة للغاية من خلال التعاون مع الحكومة العراقية بشأن تطهير شمالي العراق من المنظمة الإرهابية الانفصالية(بي كا كا).

واستطرد قائلا “ليس من الممكن بمكان أن نقف صامتين دون أن نبدي ردة فعل حيال أية تطورات بالعراق وسوريا اللتين تمتدان بطول كافة الحدود الجنوبية لتركيا، فنحن شعبًا ودولة ننظر لكافة الأحداث في هذين البلدين على أنها مسألة بقاء بالنسبة لنا”.

وتابع “ومن ثم نحن لم ولن نتوانَى عن حشد كافة إمكانياتنا العسكرية، والسياسية، والتجارية، والدبلوماسية، والإنسانية من أجل أمن حدودنا المنطقة المتاخمة لحدودنا الجنوبية”.

الحرب ضد الإرهاب

وفي كلمته تطرق المسؤول التركي إلى الحديث عن جهود بلاده لمكافحة الإرهاب، وذكر في هذا السياق أن تركيا تحت قيادة الرئيس، رجب طيب أردوغان، أجرت تغييرًا استيراتيجيًا هامًا على حربها ضد الإرهاب.

وأوضح أنه في إطار هذا التغيير فإن هذه النوعية من الحرب انتقلت من “مجرد عمليات يحركها حدث ما إلى عمليات مستمرة بلا انقطاع”.

ولفت أن عدد العمليات العسكرية التي شنتها القوات التركية خلال 2018 ضد عناصر “بي كا كا / ك جي ك” الإرهابية في مراكز المدن، بلغ 6 آلاف و763 عملية، و87 ألفًا و699 عملية ضد مناطق الإيواء والقواعد المزعومة في الريف.

وأوضح أن العام 2018 شهد تحييد 104قادة من الإرهابيين من بينهم 13 مدرجين على النشرة الحمراء.

كما شدد في ذات السياق على أن “أخطر الهجمات الإرهابية، هي تلك المحاولة الإنقلابية في 15 يوليو/تموز 2016 التي ارتكبها الخونة أتباع منظمة غولن الإرهابية الذين هجموا دون رحمة على دولتهم، وشعبها مستخدمين الأسلحة، والطائرات والدبابات الممنوحة للقوات المسلحة من أجمل حماية وطنهم”.

وذكر أوقطاي أنه تم “توقيف 47 ألفًا و778 شخصًا(على خلفية الانتماء لمنظمة غولن الإرهابية) خلال 2018، اعتقل منهم 9 آلاف و140 شخص”.

العلاقات التركية – الأمريكية

وبخصوص العلاقات التركية – الأمريكية، ذكر نائب الرئيس أردوغان أن تلك العلاقات مرت بفترة مضطربة خلال الآونة الأخيرة.

وأضاف “نرى أننا في الآونة الأخيرة نتبنى مقاربات مختلفة عن التي تتبناها تلك الدولة(الولايات المتحدة)، لا سيما بخصوص تنظيمي ب ي د، وفتح الله وغولن الإرهابيين”.

واستطرد “كما أن العقوبات الأمريكية التي فرضت علينا من قبل، تشكل وجهًا آخرًا متأزمًا من العلاقات الثنائية بيننا”، مضيفًا “وما تطلبه تركيا من أمريكا هو أن تتحرك بشكل يتناسب مع روح الشراكة بيننا”.

وتابع “نريد دولة أمريكية تحترم الحرب التي تخوضها بلادنا ضد التنظيمات الإرهابية، وتدعمها، وألا تدعم الممارسات الإسرائيلية غير القانونية، وغير الأخلاقية بخصوص القدس وفلسطين”.

ولفت أن “أمريكا التي تعارض هذه الممارسات الإسرائيلية، بكل تأكيد سيكون لها دور كبير في حل المشكلات القائمة في منطقتنا، فالولايات المتحدة يمكنها أن تكون شريكًا جديرًا بالثقة كما كانت في الماضي”.

التنقيب عن الهيدروكربون شرق المتوسط

نائب أردوغان شدد في سياق آخر على أن بلاده لن تتنازل ولو قيد أنملة عن مصالحها المتعلقة بمسألة مصادر الهيدروكربون سواء في قبرص أو بحر أيجه أو شرق المتوسط.

وأضاف في ذات النقطة قائلا “لن نسمح أبدا لليونان وقبرص الرومية المدللتين من قبل الاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص، باتخاذ خطوات تسعيان لها ضد دولتنا والقبارصة الأتراك”.

وتابع “ونحن نظهر التزامنا في هذا الموضوع من خلال قوتنا العسكرية، وسياسات الطاقة لدينا، إلى جانب المبادرات الدبلوماسية”.

المساعدات الإنسانية التركية

في شأن آخر أشاد أوقطاي بالدور الكبير الذي تقدمه بلاده في مجال المساعدات الإنسانية على المستوى الدولي، مشيرًا أنها أنفقت ما يقرب من ملياري دولار أمريكي في هذا السياق.

في السياق ذاته ذكر أن عدد الأجانب الموجودين في تركيا وصل إلى 4.7 مليون شخص، منهم أكثر من 3.6 مليون من السوريين.

زر الذهاب إلى الأعلى