عـالـمـيـة

هذا آخر ما ستراه في نهاية حياتك.. طبيب أميركي يحذر من خطورة كورونا

نشر طبيب أميركي فيديو يحذر فيه من عدم الالتزام بممارسة الاحتياطات والإرشادات اللازمة لتقليل انتشار فيروس كورونا المستجد، وذلك في وقت أكد فيه مسؤول أممي أن طرح لقاح سيسمح للعالم بالسيطرة على المرض العام المقبل؛ لكن يجب الاستمرار في الحفاظ على النظافة الشخصية والتباعد الجسدي.

 

 

نستعرض في هذا التقرير آخر التساؤلات حول لقاحات كوفيد-19، ولماذا يجب عدم التساهل في إجراءات الحماية الشخصية والتباعد الاجتماعي، رغم الأخبار الطيبة من العديد من مطوري لقاح كوفيد-19 في العالم؟.

نبدأ مع الطبيب كينيث ريمي -وهو طبيب أميركي بقسم رعاية الحالات الحرجة في إحدى المستشفيات- الذي نشر مقطعا مصورا يظهره بملابس الوقاية، محذرا بذلك المواطنين من مخاطر فيروس كورونا قائلا “لا أريد أن أكون آخر شخص تنظر إليه بعينيك الخائفتين”.

 

 

وقال الطبيب ريمي -وعضو مجلس مدينة وايلدوود بولاية ميسوري- “هذا ما ستبدو عليه حين تتنفس 40 مرة بالدقيقة، ويكون مستوى الأكسجين عندك أقل من 80%”، مضيفا “أتمنى ألا تكون تلك هي اللحظات الأخيرة في حياتك؛ لأن هذا آخر ما ستراه في نهايتها، إذا لم نبدأ بارتداء الأقنعة حين نكون بالخارج”، وذلك وفق ما نقلته وحدة سند للتحقق في شبكة الجزيرة.

وظهر “ريمي”، وهو يتوسل الناس قائلا “هذا ما سيراه أطفالك ووالديك حين يصابون بكوفيد-19 في نهاية حياتهم، أتوسل إليكم إن الأمر جاد، عليكم بممارسة الاحتياطات لتقليل انتشار المرض، وحتى نتمكن من السيطرة على المرض بشكل فعال لك ولأحبابك”.

 

 

الصحة العالمية تؤكد أيضا ضرورة الحفاظ على الاحتياطات

وقال كبير خبراء الطوارئ في منظمة الصحة العالمية أمس، الخميس، إن طرح لقاح للوقاية من كوفيد-19 سيسمح للعالم بالسيطرة التدريجية على المرض العام المقبل.

وقال مايك رايان لتلفزيون “آر تي إي” (RTE) في أيرلندا “الحياة كما اعتدنا أن نعرفها، أعتقد أن هذا ممكن جدا؛ لكن سيتعين علينا الاستمرار في الحفاظ على النظافة الشخصية والتباعد الجسدي”.

وأضاف رايان “اللقاحات لا تعني انتهاء كوفيد.. إضافة اللقاحات ستسمح لنا مع إجراءاتنا الحالية بسحق المنحنى حقا، وتجنب العزل العام، واكتساب السيطرة التدريجية على المرض”.

وقال المسؤول الدولي “علينا أن ندرك تماما أننا بحاجة إلى تقليل فرص إصابة الآخرين عند تنظيم العائلات بعناية لاحتفالات عيد الميلاد”.

تساؤلات تحتم عدم التهاون

ومن المهم الحفاظ على إجراءات الوقاية بالرغم من التطور الذي أحرزته خطوات إجراء اللقاح؛ لأن العديد من نقاط الاستفهام ما زالت قائمة.

من هذه النقاط متى سيصل اللقاح للناس؟، فمثلا في أوروبا، أكدت الوكالة الأوروبية للأدوية لوكالة الصحافة الفرنسية أنها قد تعطي الترخيص لأولى اللقاحات قبل حلول نهاية العام أو مطلع عام 2021. على أساس هذه المواعيد رسمت العديد من الدول خططها في الأيام الأخيرة، على غرار إسبانيا وإيطاليا وفرنسا.

تأمل الولايات المتحدة من جهتها الشروع بحملة تلقيح منتصف ديسمبر/كانون الأول، فور الحصول على ترخيص إدارة الغذاء والدواء.

وأعطت السلطات الصينية بدورها الضوء الأخضر لاستخدام طارئ لبعض اللقاحات التي صنعتها شركاتها.

ولكن أيا كان تاريخ الموافقة الرسمية على اللقاحات، لن يتم تلقيح كافة سكان الأرض مرة واحدة وفورا.

وذكر مؤخرا مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أنه “في المرحلة الأولى، ستكون كميات اللقاح محدودة والأولوية ستكون للفئات الأكثر عرضة للخطر”.

معضلة أخرى مهمة ستطرح في هذا الإطار، وهي المساواة بين الدول الفقيرة والغنية في الحصول على اللقاح.

بالنسبة لغيبريسوس “طورت اللقاحات بشكل عاجل، ويجب أن يكون توزيعها العادل أيضا أمرا عاجلا”، مضيفا أن الدول الفقيرة والأكثر هشاشة “تواجه خطر التجاهل في خضم تدفق اللقاحات”.

 

 

اللقاح سيكون مكملا لوسائل أخرى بحوزتنا

وحذر مدير عام منظمة الصحة أن “اللقاح سيكون مكملا لوسائل أخرى بحوزتنا، ولن يستبدلها”، ولو “أن الضوء في نهاية النفق بات أقوى”.

وفي تقرير مشترك بين فيرونيك رادييه وكليمان لاكومب في مجلة “لوبس” (l’obs) الفرنسية، قالت المجلة إن عالم الفيروسات وعضو المجلس العلمي الفرنسي، برونو لينا، أعلن أن “هذه أخبار ممتازة”، بعد الإعلان عن مشروع لقاح فعال بنسبة 95% من قبل مختبر “فايزر” (Pfizer) بالتعاون مع شركة “بيونتك” (BioNTech) الألمانية الناشئة، وآخر فعال بنسبة 94.5% من شركة التكنولوجيا الحيوية “مودرنا” (Moderna).

وعلق عالم الفيروسات بأن هذه الإعلانات تمثل شعاع نور، في غياب علاج فعال، موضحا أن “التطعيم، وإن أدت الرعاية المحسنة إلى خفض معدل الوفيات إلى حوالي 0.7% أو حتى 0.3%، هو الذي سيمكن من تحقيق مناعة جماعية والخروج من دورة الحجر والفتح”.

بالمقابل قال الكاتبان إنه يتعين على المختبرات تقديم أدلة مقنعة من حيث الفعالية والسلامة الكاملة للقاحات، علما أن الاختبارات الجارية لم تكشف عن أي آثار جانبية كبيرة؛ لكن الآثار النادرة لن تعرف إلا مع مرور الوقت.

وأثار الكاتبان مصادر قلق عديدة بالنسبة للقاح، بعضها يتعلق باحتمال مقاومة الفيروس للقاحات، علما أن هذا الجانب لم تتم دراسته بما فيه الكفاية، وبعضها الآخر يتعلق بتوصيل اللقاحات بكميات كافية، خاصة أنها تتطلب وسائل لوجستية ليست في متناول الفقراء.

ففي حالة شركة فايزر مثلا، يجب حفظ اللقاح في ثلاجات عند درجة حرارة 70 درجة تحت الصفر، أما في الثلاجة العادية فلا يمكن حفظه إلا لساعات قليلة فقط، وهذا -كما تقول أخصائية الأدوية في منظمة أطباء بلا حدود ناتالي أرنو- “يكفي لجعل التلقيح الشامل صعبا للغاية في بعض البلدان ذات الموارد المحدودة”.

هل توفر اللقاحات المنتظرة حصانة طويلة؟

وفي حوار مع صحيفة “لوفيغارو” (Le Figaro) الفرنسية، تقول ماري بول كيني، عالمة الفيروسات والخبيرة في علم اللقاحات، ورئيسة اللجنة العلمية الفرنسية للقاح كوفيد-19، إن الكثير من التفاصيل ما زالت تحتاج إلى توضيح خلال الفترة القادمة بخصوص لقاحات كورونا.

ومن النقاط الرئيسية التي ينبغي توضيحها، حسب الخبيرة الفرنسية، هي مدة الحصانة التي توفرها هذه اللقاحات، إذ من الضروري التحقق مما إذا كان اللقاح يحمي الجسم من الفيروس بعد أسبوعين أو 3 أسابيع من حقنه، أو لمدة 6 أشهر، أو سنة.

وتقول كيني إنه من المعروف علميا أن بعد مرور أسبوعين من التطعيم ستكون المناعة في ذروتها، وبعد ذلك تنخفض تدريجيا؛ لذلك من السابق لأوانه معرفة طبيعة المناعة، التي توفرها هذه اللقاحات ضد كوفيد-19.

ولن نتمكن من الحصول على إجابات، حسب رأيها، حتى يبدأ التسويق الفعلي الذي من المنتظر ألا ينطلق قبل نهاية شهر ديسمبر/كانون الأول. وفي أفضل الأحوال، لن تعرف مدة الحصانة التي يوفرها اللقاح قبل مرور شهرين أو 3 أشهر.

وتقول كيني إنه ليس معروفا إن كان الفيروس قادرا على الانتقال من الأشخاص الذين سيتم تطعيمهم أم لا. واستنادا إلى التجارب التي أجريت على الحيوانات، وخاصة الرئيسيات غير البشرية، تبين أن القرود الملقحة أقل نقلا للعدوى من القرود التي لم يتم تطعيمها. وإذا طبقنا هذه النتائج على البشر، فإن اللقاح يمكن أن يمنع انتقال الفيروس بنسبة عالية.

هل يقضي اللقاح على الفيروس؟

وتضيف كيني أن تراخيص التسويق التي ستمنحها السلطات الصحية لإنتاج اللقاحات، ستتضمن مبدئيا عدم حدوث آثار جانبية خطيرة؛ لكن من المحتمل، حسب قولها، أن تكون هناك بعض الآثار الجانبية التي لن تظهر إلا بعد 6 أشهر من التطعيم، في حين أن هناك آثارا جانبية لا تظهر إلا بعد تلقيح عدد كبير جدا من الأشخاص.

ورغم أن عدد التجارب السريرية التي أجريت على لقاحات كوفيد-19 كان كبيرا؛ إلا أنه لا يمكن الحصول على الكثير من البيانات إلا خلال المرحلة الرابعة، أي ما بعد التسويق، وفقا للخبيرة الفرنسية.

وعن الوقت الذي قد يستغرقه التغلب بشكل كامل على الجائحة والعودة إلى الحياة الطبيعية، تقول كييني إنه ينبغي أن لا نعول كثيرا على اللقاحات من أجل إيقاف انتشار الفيروس بشكل كامل.

وتوضح في هذا السياق، أن مقالا نشر مؤخرا، أكد أن التغلب على فيروس كورونا المستجد على المدى البعيد يتطلب لقاحا فعالا بنسبة 100%، وتطعيم كل الناس تقريبا.

وختمت كييني بأن السيطرة على الوباء بشكل جيد، يتطلب اتخاذ مجموعة من الإجراءات، التي تجمع بين اللقاح واحترام تدابير التباعد الاجتماعي والحجر الصحي.

المصدر : الجزيرة + وكالات + الصحافة الفرنسية + خدمة سند + لوفيغارو

زر الذهاب إلى الأعلى