ثقافية

هكذا تفاعل هتلر مع هجوم اليابان على أميركا

بشكل مفاجئ يوم 7 كانون الأول/ديسمبر 1941، هاجمت الطائرات اليابانية قاعدة بيرل هاربر الأميركية بعرض المحيط الهادئ متسببة في مقتل ما لا يقل عن ألفي أميركي، وتدمير عدد كبير من الطائرات والقطع البحرية الأميركية.

وخلال اليوم التالي، لم يتردد الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت، بتأييد من الكونغرس وأغلبية الشعب الأميركي، في إعلان الحرب على اليابان متوعدا بالثأر لحادثة بيرل هاربر.

في حين لم يخبر اليابانيون بشكل مسبق حلفاءهم الألمان عن موعد الهجوم على بيرل هاربر.

بالمقابل، كان السفير الياباني ببرلين هيروشي أوشيما (Hiroshi Ōshima) قد أطلع وزير الخارجية الألمانية يوهاكيم فون ريبنتروب (Joachim von Ribbentrop) مطلع شهر كانون الأول/ديسمبر 1941 على تردي العلاقات الدبلوماسية الأميركية اليابانية مؤكدا أن الحرب بين الطرفين حتمية. وأمام هذا الوضع، حث أدولف هتلر ووزير خارجيته فون ريبنتروب اليابانيين على التدخل ضد المستعمرات البريطانية بشرق آسيا، تزامنا مع إعلان الحرب على واشنطن، أملا في إضعاف بريطانيا وإجبارها على الاستسلام والخروج من الحرب العالمية الثانية.

من جهة ثانية، عبّر هتلر للسفير الياباني ببرلين عن دعم ألمانيا لليابان، مؤكدا على استعداده لإعلان الحرب على الولايات المتحدة الأميركية في حال نشوب نزاع ياباني أميركي بالمحيط الهادئ.

هتلر وعدد من الجنرالات
هتلر وعدد من الجنرالات

وبالجانب الآخر من المحيط الأطلسي، تزايد عداء الأميركيين لألمانيا بشكل كبير عقب هجوم بيرل هاربر. فتزامنا مع إعلان الحرب على اليابان يوم 8 كانون الأول/ديسمبر 1941، أثبتت نتائج استفتاء أجري حينها تأييد 90% من الأميركيين لفكرة إعلان الحرب على ألمانيا.

إعلان الحرب على أميركا

يوم 9 كانون الأول/ديسمبر 1941، حلّ أدولف هتلر ببرلين ليلتقي وزير الدعاية جوزيف غوبلز (Joseph Goebbels) في حدود منتصف النهار. وأثناء هذا الاجتماع، عبر هتلر لغوبلز عن رغبته في إعلان الحرب على واشنطن من خلال خطاب حماسي يلقيه أمام البرلمان الألماني.

والتقى هتلر مجددا باليوم التالي، بوزير الدعاية ليطلعه على خطة إعلان الحرب. وقد اختار هتلر الساعة الثالثة مساء، أي ما يعادل الثامنة صباحا بتوقيت واشنطن، يوم 11 كانون الأول/ديسمبر 1941 لإلقاء كلمته، التي ستبث بالراديو، أمام البرلمان وإعلان الحرب على الأميركيين.

كما اتصل وزير الخارجية الألماني فون ريبنتروب بسفير بلاده بروما وحثّه على عقد اجتماع عاجل مع الدكتاتور الإيطالي بينيتو موسوليني للتنسيق بين ألمانيا وإيطاليا حول كيفية دخول الحرب ضد الأميركيين.

وبفضل مشروع ماجيك (Magic) لفك الرسائل المشفرة، علم الأميركيون والبريطانيون منذ يوم 9 كانون الأول/ديسمبر 1941 بنية هتلر إعلان الحرب على الولايات المتحدة الأميركية.

اندلعت الحرب

في حدود الساعة الثانية وعشرين دقيقة مساء يوم 11 كانون الأول/ديسمبر 1941، استدعى وزير الخارجية الألماني فون ريبنتروب السفير الأميركي ببرلين ليلاند موريس (Leland B. Morris) لمكتبه ليقرأ عليه رسالة تحدث من خلالها عن انتهاكات أميركية ضد السفن والغواصات الألمانية بالمحيط الأطلسي.

صورة تجمع بين هتلر وغوبلز

وقد انتقد فون ريبنتروب عدم حياد الأميركيين بالنزاع وتعمدهم استهداف المصالح الألمانية قبل أن يعلن حالة الحرب بين ألمانيا والولايات المتحدة الأميركية. ومع نهاية اللقاء، صرخ فون ريبنتروب بوجه السفير الأميركي قائلا “رئيسكم أراد الحرب وها قد حصل عليها”.

أمام 855 نائبا من البرلمان الألماني، ألقى أدولف هتلر في حدود الساعة الثالثة مساء من نفس اليوم خطابا عدد فيه ما وصفها بالانتهاكات الأميركية قبل أن يعلن الحرب على الأميركيين وسط حالة من القلق بين كبار قادة الجيش الألماني الذين تخوفوا من خطورة فتح جبهة ثالثة.

زر الذهاب إلى الأعلى