عـالـمـيـة

هكذا دقّ ترامب طبول الحرب في الشرق الأوسط، وهذا شكل المواجهة التي تلوح في الأفق

لم يمر شهر مايو/أيار الجاري هذا العام دون توتر كبير تشهده منطقة الشرق الأوسط ربما قد ينذر بحرب ستكون إيران طرفاً فيها، فيما تحاول الولايات المتحدة صب الزيت على النار.

مساء الثلاثاء 14 مايو/أيار، طالبت الإدارة الأمريكية رعاياها في العراق بضرورة المغادرة في أسرع وقت، وبعدها بساعات طالبت أيضاً مواطنيها في الإمارات بضرورة توخي الحيطة والحذر خوفاً من «هجمات إرهابية» تقوم بها أذرع إيران رداً على التصعيد الكبير الموجه ضد طهران.

لماذا كل هذا التصعيد؟

البداية كانت عندما ألغت الولايات المتحدة الإعفاءات التي منحتها لبعض الدول من أجل شراء النفط الإيراني، وهو ما ضيّق الخناق أكثر على طهران.

كان من المتوقع أن يجر القرار الأمريكي عدداً من الأزمات الدبلوماسية للمنطقة، لكن الأمور تطورت سريعاً.

بدأت إيران بموجة عالية من التصريحات تمثلت في تهديدها بإغلاق مضيق هرمز، وإعطائها مهلة للدول الأوروبية لتحديد موقفها بشكل نهائي من قرار ترامب.

هجوم على ميناء الفجيرة الإماراتي

وما ضرب جرس الإنذار في الإدارة الأمريكية، هو وقوع هجوم في ميناء الفجيرة الإماراتي استهدف ناقلات نفط خليجية، دون الإعلان عن وقوع إصابات.

على الفور وجهت أصابع الاتهام لإيران، إلا أن طهران نفت مسؤولياتها عن الحادث.

أمريكا ترسل تعزيزات عسكرية إلى المنطقة

على إثرها، دفعت واشنطن بتعزيزات عسكرية إلى الشرق الأوسط، إضافة لتحركات فُجائية لمسؤولين في الإدارة الأمريكية بالمنطقة، كان أبرزها زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو للعراق.

رافق ذلك ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن أن باتريك شاناهان القائم بعمل وزير الدفاع قدَّم خطة تقضي بإرسال نحو 120 ألف جندي أمريكي إلى المنطقة، إذا هاجمت إيران القوات الأمريكية أو سارعت وتيرة العمل بشأن أسلحتها النووية.

وعلى الرغم من نفي الرئيس الأمريكي لهذه المعلومات، فإنه ترك الباب مفتوحاً لها، قائلاً: «نأمل ألا نضطر للتخطيط لذلك، وإذا فعلنا سنرسل عدداً أكبر من هذا».

السفارة الأمريكية تسحب رعاياها من العراق

صباح الأربعاء 15 مايو/أيار، أعلنت السفارة الأمريكية في بغداد في بيان أن وزارة الخارجية أمرت «موظفي الحكومة غير الضروريين» في العراق بالرحيل.

أوصى البيان أيضاً من شملهم القرار «بالرحيل بوسائل النقل التجارية في أسرع وقت ممكن».

ولم يوضح بيان السفارة طبيعة التهديدات، لكن الجيش الأمريكي كان واضحاً، الثلاثاء 14 مايو/أيار 2019، فقد حذر مرة ثانية من مخاوفه حيال تهديدات وشيكة من قوات مدعومة من إيران للقوات الأمريكية في العراق والتي أصبحت الآن في حالة تأهب قصوى.

الإدارة الأمريكية تحذر مواطنيها من هجمات في الإمارات

التحرك الثاني للإدارة الأمريكية كان في الإمارات، التي استُهدف أحد موانئها بهجوم قبل أيام،  فقد أصدرت الخارجية بياناً حذرت فيه المواطنين الأمريكيين من «هجمات إرهابية» والحفاظ على مستوى عالٍ من اليقظة.

والأخطر من ذلك، هو الهجوم الذي شنه الحوثيون بطائرات درون، استهدف إمدادات النفط العالمية في السعودية، ما أدى إلى إيقاف الضخ في أحد خطوط الأنابيب الرئيسية.

شكل المواجهة المتوقعة في منطقة

على الرغم من أن الأجواء في المنطقة تحمل رائحة حرب، فإنه من المستبعد أن تصل الأمور لهذا الحد، فإيران غير معنية بالدخول في حرب تعلم أنها ستدفع ثمناً كبيراً بها، وفي نفس الوقت، أمريكا ليست مستعدة لذلك، ولديها رغبة في سحب قواتها من الشرق الأوسط، إضافة إلى أن ترامب مقبل على انتخابات العام المقبل، قد تطيح فيه إذا ما قام بمغامرة كبيرة مع طهران.

لكن ذلك لا يعني أن الأوضاع تتجه للتهدئة في المنطقة، فإيران تعلم جيداً أنها تدفع حالياً ثمن العقوبات الأمريكية، ولن تقف صامتة أمام ضغوط ترامب.

لذلك ستفكر إيران باستخدام أذرعها في المنطقة، منتشرة بشكل أساسي في اليمن والعراق وسوريا، وبإمكانها تحريكها للضغط على أمريكا وحلفائها في المنطقة.

 

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى