عـالـمـيـة

هل تحارب مصر تركيا في ليبيا؟ السؤال إسرائيلي والإجابة أيضا

بعد ساعات قليلة من كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التي ألقاها خلال تفقده الوحدات المقاتلة للقوات الجوية المصرية في المنطقة الغربية العسكرية أمس، بحضور وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش المصري وقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، كتبت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية تتساءل: هل تتجه مصر وتركيا للحرب في ليبيا؟

وقبل أن يخوض تقرير الصحيفة في الإجابة على السؤال، استشهد بتلميح السيسي في كلمته إلى إمكانية التدخل العسكري في ليبيا، وقوله إن هذا الأمر “باتت تتوفر له الشرعية الدولية سواء للدفاع عن النفس أو بناء على السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة في ليبيا”، في اشاره منه إلى مجلس النواب في طبرق.

 

 

واعتبرت الصحيفة أن حديث السيسي يأتي ردا على “زيادة تركيا من تدخلها العسكري في ليبيا في الأشهر الأخيرة، حيث أرسلت السفن قبالة الساحل، وطائرات لجلب الأسلحة والمرتزقة والطائرات المسلحة من دون طيار إلى البلاد”.

 

 

وأضافت أن ظاهر “هذا التدخل العسكري التركي هو دعم حكومة الوفاق في طرابلس، لكنه في الواقع جزء من رغبة تركيا في لعب دور أكبر في استكشاف الطاقة في البحر المتوسط وإضعاف قوى المعارضة الليبية المدعومة من مصر”.

وفي سياق الإجابة عن السؤال، تقول الصحيفة الإسرائيلية إن مصر “تمتلك جيشا ضخما، لكنه أيضا لم يتم اختباره في الغالب في ساحات القتال الأجنبية”، مضيفة أن مصر “تقاتل الإرهابيين في سيناء منذ سنوات ولم تهزمهم”.

 

 

مقارنات

 

ثم ينتقل تقرير الصحيفة إلى بعض العمليات التي يقوم بها الجيش التركي قائلا “إن تركيا ترسل جيشها إلى سوريا منذ سنوات لمحاربة حزب العمال الكردستاني. لكن في فبراير/شباط الماضي اشتبكت القوات التركية مع النظام السوري ودمرت مركباتهم المدرعة والدفاع الجوي. وغزت حديثا شمالي العراق أيضا في عملية جديدة. كما كانت البحرية التركية أكثر تعاملا مع البحرية الفرنسية في البحر المتوسط التي يُزعم أنها تدعم الجنرال خليفة حفتر، كذلك البحرية اليونانية التي تعمل مع مصر”.

 

وفي إطار المقارنة مع الجيش المصري بهذا الشأن، تسألت الصحيفة في تقريرها: متى كانت آخر مرة واجهت فيها مصر قوة جوية حقيقية أخرى؟ وتجيب “ليس قبل عقود من الزمن”، ويمضي التقرير ليقارن تسليح الجيشين المصري والتركي قائلا إنهما “يتطابقان بشكل جيد. فكلاهما يمتلك طائرات إف-16 ومئات الطائرات المقاتلة”.

 

ويضيف التقرير “على الورق يحتل الجيش المصري المرتبة التاسعة في ترتيب أقوى جيوش العالم بما لديه من آلاف الدبابات، ويُعتقد أن القوات المسلحة التركية تحتل المرتبة الـ11 في قائمة أقوى جيوش العالم، ويستخدم جيش البلدين أنظمة الأسلحة الغربية المرتبطة بالولايات المتحدة أو حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ومن المرجح أن يجعل عمل تركيا مع الناتو أكثر فعالية من مصر”.

 

وجه شبه آخر يرى تقرير الصحيفة أنه حاضر في مهام الجيشين، “فكلا البلدين متورط في حملات مكافحة التمرد”، مضيفا أن مصر قريبة من ليبيا ويمكنها بسهولة نقل لواء أو قوات مدرعة إلى خط المواجهة، لكنه يخلص إلى أنه “من المرجح أنها تفضل استخدام المرتزقة المتمردين السوريين للقيام بعملها”.

تحركات

 

وفي تقييمه لحسابات الأطراف المعنية بالوضع في ليبيا، ذكر تقرير الصحيفة أن “هناك عجلات أخرى تتحرك، فقد طلبت روسيا أن تعمل الولايات المتحدة معها بشأن ليبيا. وألغى وزير الخارجية الروسي اجتماعا مع نظيره التركي كان مقررا يوم 16 يونيو/حزيران الجاري شعورا منه على ما يبدو بأن تركيا لن تتزحزح عن ليبيا، وأن اللقاء سيكون مضيعة للوقت، فاتجهت تركيا مباشرة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، على أمل أن تتواصل ميركل مع فرنسا واليونان”.

 

وترى الصحيفة أن ميركل “هي الداعم الرئيسي لنظام أنقرة، وتبيع الدبابات إلى تركيا وتسعى أيضا لاستضافة محادثات ليبيا. وتدفع ألمانيا تركيا عبر الاتحاد الأوروبي لمنع اللاجئين السوريين من القدوم إلى أوروبا، ويتم إرسال هؤلاء السوريين الآن إلى ليبيا من قبل تركيا، وهذا يعمل لصالح ألمانيا. وقد تحاول روسيا من جانبها تصعيد التوتر في إدلب السورية للضغط على تركيا في ليبيا”.

 

ويعيد التقرير السؤال الذي سبق أن طرحه ولكن بصيغة أخرى تنطوي على مقارنة بين أهمية مصر وتركيا بالنسبة لأميركا حاليا، فيقول إن السؤال الكبير الآن هو “هل سيرسل السيسي الجيش إلى ليبيا؟ أم تستمع الولايات المتحدة إلى مخاوف مصر وتشجع على وقف إطلاق النار؟

 

واعتبر أن الولايات المتحدة “تواجه صعوبة في عدم اتباع أوامر أنقرة لأن هذه الأخيرة يمكن أن تهدد القوات الأميركية في شرق سوريا”.

 

وحسب الصحيفة الإسرائيلية فإن هناك لوبيا في واشنطن “يعتقد أن أنقرة ستتجه صوب إيران وروسيا ذات يوم، وأن على الولايات المتحدة منحها المزيد من التنازلات لجعلها تتوقف عن العمل مع موسكو وطهران، وهكذا قد تجد الولايات المتحدة وإيران نفسيهما في الجانب نفسه في ليبيا عبر تركيا. وكل هذا يتوقف على القاهرة الآن. فإذا كانت لمصر قوة عسكرية في ليبيا، فيمكنها أن تفعل ما قامت به تركيا بنجاح والاستفادة منه للحصول على تنازلات”.

 

ويخلص تقرير الصحيفة إلى القول “في الوقت الحالي، على مصر أن تشاهد وتتأمل الخطوة التالية. في حين يتطلع الجميع أيضا إلى واشنطن للقيام بأكثر من مجرد التلميح إلى أنها تدعم اقتراح مصر لوقف إطلاق النار ونهج أنقرة. فما سيحدث بعد ذلك سيؤثر أيضا على حلفاء واشنطن الآخرين في إسرائيل والسعودية والإمارات”.

زر الذهاب إلى الأعلى