مقالات و أراء

هل تنتهي “لعبة القط والفأر” بين تركيا والغرب.. إلى أين تتجه؟

يتعمق الخلاف بين تركيا والاتحاد الأوروبي، ومع اقتراب قمة الأخير، تثار التساؤلات حول المسار الذي قد تتخذه أوروبا ضد أنقرة، فالتباينات باتت لا تقتصر فقط على منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، بل إنها شملت أيضا الموقف التركي تجاه الحرب في قره باغ، والإسلاموفوبيا الأوروبية، وقضايا أخرى.
 

وقال رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، الجمعة، إنه “يجب أن تنتهي لعبة القط والفأر مع تركيا”، ولكن الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، قال إن تركيا والاتحاد يتقاسمان مصالح مشتركة، والقمة الأوروبية الأخيرة التي جرت مطلع الشهر الماضي، قررت الدخول في أجندة إيجابية مع الجانب التركي خلال الأشهر المقبلة.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد أعطى إشارات إيجابية بالتأكيد على أن بلاده ترى نفسها في أوروبا، وسحبت أنقرة سفينة “أوروتش رئيس” من شرق المتوسط، ولكن في الوقت ذاته هاجم أمس الجمعة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وباريس بسبب النزاع في قره باغ.

 

وقال الكاتب التركي، برهان الدين دوران، في مقال في صحيفة “صباح” التركية وترجمته “عربي21″، إن القمة الأوروبية في 10- 11 كاون الأول/ ديسمبر الجاري، سيكون على جدول أعمالها تحديد العلاقة مع تركيا، وبعد قمة تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بات الاتحاد الأوروبي الآن يتحدث عن فرض العقوبات.

وأضاف أن “الثلاثي الأوروبي” اليونان والنمسا وفرنسا، بقيادة الأخيرة، يدفع بفرض عقوبات على أنقرة بسبب قضية شرق البحر الأبيض المتوسط وقبرص، والتي لم يكن ممكنا تحقيقها في الشهرين الماضيين في ظل المحادثات اليونانية التركية.

وأشار إلى أن ألمانيا ما زالت تعمل جاهدة لمنع انسداد الأفق مع تركيا، ومع ذلك أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، أنهم مستعدون لاستخدام كافة الوسائل لديهم، ما يعزز إمكانية أن تكون فعلا هناك حزمة عقوبات على تركيا.

ورأى أن “لعبة القط والفأر” بين تركيا والاتحاد الأوروبي كما يقول ميشيل، لن تنتهي، ففي الوقت الذي لم يتضح فيه مستقبل التحالف عبر الأطلسي ولم يتم تشكيل سياسة الغرب بشأن روسيا بعد، فلا ينبغي أن تكون بروكسل وأنقرة في مهب العاصفة.

وأضاف أن تصريحات أردوغان الإيجابية تجاه أوروبا، لا تعني المساس بمصالح تركيا في قبرص وشرق البحر الأبيض المتوسط، والمطلوب من قادة الاتحاد الأوروبي التخلص من النهج الهجومي الفرنسي والمتطرف اليوناني تجاه السياسة التركية.

وتابع بأن المطلوب، هو تبني سلوك ألمانيا العقلاني والتصالحي، والكرة الآن في ملعب بروكسل، فالوقت قد حان لاتخاذ قرار استراتيجي ينهي “لعبة القط والفأر” لصالح المصالح المشتركة.

ولفت إلى أن الرئيس التركي انتقد مواقف ماكرون تجاه النزاع في قره باغ، مؤكدا أن دور فرنسا كوسيط ضمن مجموعة “مينسك” قد انتهى.

ولفت إلى أن تحذيرات أردوغان من ماكرون، تؤكد أنه العقبة التي تقوض سياسات الاتحاد الأوروبي، مشيرا الشعبوية التي ينتهجها الرئيس الفرنسي بإعلان العداء لتركيا، ومهاجمة الإسلام.

من جهته قال الكاتب التركي، سامي كوهين في مقال على صحيفة “ملييت” وترجمته “عربي21″، إن أحد الانتقادات الأخيرة من الدول الغربية تجاه تركيا، هو موقف أنقرة من حرب قره باغ، وبالتالي فإن بعض دول الاتحاد الأوروبي، مستشهدة بالدعم التركي الفعال لأذربيجان في هذا الصراع، تريد فرض العقوبات على أنقرة.

وأضاف أنه على النهج ذاته، وجه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو اتهامات مفاجئة وخطيرة ضد تركيا في قمة “الناتو” قبل أيام.

وأشار إلى أن الذين يعارضون موقف تركيا من قضية قره باغ، يزعمون أن أنقرة دفعت باكو للدخول في الحرب، لزعزعة استقرار المنطقة، والسبب الرئيسي وراء هذا الاتهامات هو مواقف تركيا والتحركات المستقلة التي خطتها في المنطقة بعيدا عن تحالفها مع الغرب.

ولفت إلى أن دوائر المعارضة الغربية ترى أن تركيا لم تعد “الحليف القديم والمخلص والموثوق به”، ويكمن هنا سبب ذلك الموقف الأوروبي تجاهها.

وأضاف أنه من الواضح أن خلافا عميقا وخطيرا في المرحلة الحالية، بين أنقرة ومعارضي سياستها في الغرب، التي تضغط باتجاه فرض العقوبات.

وأشار إلى أن تركيا أصبحت تنتهج سياسة مختلفة وأكثر استقلالية من قبل، وترى أن مصالحها الخاصة فوق كل شيء، وتحاول توسيع نطاق نفوذها، ولكن هذا لا يمنع إقامة دول أوروبا علاقات وتعاونا أكثر انسجاما مع أنقرة.

زر الذهاب إلى الأعلى