مقالات و أراء

هل قدموا ملفات غولن إلى سادات بيكر؟ من يعاني الضعف يهرول إلى دبي ليكون من رجال بن زايد. سيتخلصون من العشرات من أمثال بيكر

هناك عملية مدمرة تستهدف تركيا من خلال شخصية زعيم المافيا سادات بيكر. فنحن أمام سلسلة من الهجمات الانتحارية، فتجد أن كل من يواجه مشاكل في تركيا يهرع لطلب النجدة ممن يعادون تركيا ليوجه ضرباته لهذا الوطن بأسلحة هؤلاء ورصاصاتهم وأساليبهم ووقف التوقيت الذي اختاروه.

 

 

يبدو زعيم المافيا سادات بيكر ينتقم لشخصه، إلا أن الذين يقفون وراء هذا السيناريو ويوفرون له الحماية يوجهون ضرباتهم لتركيا من خلاله. إنهم يحسنون اختيار العناصر البشرية، فيختارون من يعانون من المشاكل والضعف ويقدمون لهم الحماية ويستغلونهم حتى تنفد طاقتهم.

أمور خيالية تشبه سابقاتها:

 

 

ترسيخ فكرة “دولة المافيا”

لقد بدأوا تنفيذ مخطط جديد من دبي يستهدف تركيا بشكل مباشر على غرار المخططات السابقة، فهذا أمر واضح. وبغض النظر عما يقوله بيكر وتفسيره لعلاقات المافيا في تركيا، فالجميع يعلم أن الحادثة لا تقتصر على هذا الأمر وأن هناك تصفية حسابات تتم مع تركيا من خلال شخصية زعيم المافيا بيكر الذي يستغلونه لنشر تصور على المستوي الدولي مفاده أن تركيا دولة مافيا.

لكنهم يطرحون هذا السؤال: ما دمت كنت تعرف هذه الأمور وكنت في مركز تلك الأعمال القذرة، فلماذا لم تفصح عنها عندما كنت في تركيا؟ لقد كنتم متعاونين في الأعمال القذرة وأنشطة المافيا وكنتم تستولون على مقدرات هذا الشعب وتديرون أموركم من خلال العناصر التي استملتموها داخل كيان الدولة، فما الذي حدث الآن؟ هل صار هؤلاء الرجال أشرارا عندما تعقدت الأمور؟

من منح بيكر أرشيف غولن؟

المزاعم ومحاولات الابتزاز متشابهة للغاية

لقد أطلقوا من خلال شخصية بيكر موجة تدخل جديدة تشبه موجة 17-25 كانون الأول 2013، فتجد كل شيء في ملفات تنظيم غولن الإرهابي، كما تتشابه سجلات المزاعم والافتراءات والابتزازات، لم يتغير شيء سوى أنهم كانوا يروجون لمخططهم أمس من خلال غولن واليوم من خلال بيكر، فالذين حرضوا غولن أمس لتحقيق هذا الغرض حرضوا اليوم بيكر.

إن الذين وضعوا مخططاتهم من خلال شبكة استخبارات مأجورة ترتدي زي “جماعة إسلامية” وضعوا مخططهم اليوم كذلك من خلال “المافيا”. ولا يوجد مافيا طيبة ومافيا شريرة، فالمافيا واحدة ولا يهمها سوى الأعمال القذرة.

يجب الكشف عن كل المتورطين في هذه الأعمال القذرة وإقصائهم من مواقعهم بغض النظر عما إذا كان مقربا من الحكومة أو المعارضة والمنصب الذي يتولاه. ذلك أن أمثال هؤلاء ينسفون كلام وجهود كل من يخوضون الكفاح الحقيقي.

رجل بن زايد ودحلان:

يجب فتح ملف غولن في دبي!

إن قضية سادات بيكر ليست قضية مافيا فحسب، بل إننا نرى أشياء أخرى في أعماق هذه القضية. ذلك أن أحداث 17-25 كانون الأول و15 تموز ما تزال مستمرة لكن في عباءة مختلفة.

لا أعلم شيئا عن أرشيف بيكر نفسه، لكن من قدم لهم هذا القدر من ملفات أرشيف غولن؟ وهل تستضيف دبي بعض ملفات هذا الأرشيف؟ هل يرسم رجال استخبارات بن زايد ودحلان ملامح المقاطع المصورة التي ينشرها بيكر؟

ولن يستغرب أحد إذا ما فتحوا قريبا الملفات التي أعدها نواب عموم تنظيم غولن الإرهابي والملفات التي أعدها زكريا أوز في اجتماعاته في دبي وسائر الملفات السياسية الأخرى. وربما تكون المرحلة التالية مبنية على الكشف عن البعد السياسي والدولي لهذا الأمر، وحينها سيظهر الوجه الحقيقي لعملية سادات بيكر.

المعارضة التركية تنتظر الوصول للسلطة هذه المرة بجهود بيكر الذي أصبح المتحدث السياسي باسمهم!

والعجيب في الأمر أن الذين سكتوا خلال أحداث 17-25 كانون الأول وتمنوا خلسة أن ينجح مخطط غولن وانتظروا ليفتح أمامهم المجال في حال نجاح محاولة انقلاب 15 تموز بل وخاضوا مساومات سرية يعقدون اليوم آمالهم على بيكر.

إن جميع أحزاب المعارضة في تركيا تنتظر ما الذي سيقوله بيكر ليوجه ضربته للحكومة ليضعفها. إنهم يبحثون عن طريق للاستفادة من هذا الوضع، فيهاجمون الحكومة بكلامه وادعاءاته.

ذلك أنهم وقفوا دائما وأبدا إلى جانب كل من هاجم تركيا، فدعموا غولن بل إنهم كانوا شركاؤه، دعموا بي كا كا بل كانوا شركاؤه، كما أنهم يدعمون جبهة حزب التحرر الشعبي الثوري.

لقد ارتدوا عباءة فرنسا في البحر المتوسط وأرمينيا في قره باغ واليونان في بحر إيجة وإسرائيل في فلسطين وقدموا الدعم لكل من هاجم تركيا التي لم يدعموها بأي شيء في أي من حملات الكفاح الكبرى التي تخوضها منذ 5 سنين.

ينتظرون دعما وإشارة من بن زايد ودحلان

انظروا ماذا فعلت دبي؟

واليوم يحدوهم أمل جديد بتلقي الدعم من دبي ومحمد بن زايد ومحمد بن دحلان وساداتهم في الموساد والسي أي ايه. إنهم يتلقون رسائل مقدمة لهم في مقاطع بيكر المصورة. لكن مستوى هذا الفساد الذي وصلت إليه الأحزاب السياسية الشرعية في تركيا مخز للغاية بالنسبة لتركيا وشعبنا وتاريخنا الممتد على مدار مئات السنين.

لقد مولت دبي محاولة انقلاب 15 تموز باسم أمريكا وإسرائيل حين تعرضت تركيا لهجوم خارجي للمرة الأولى منذ قيام الجمهورية، فالعملية أديرت من تلك المدينة الإماراتية.

كما أدارت دبي الانقلاب المالي في تركيا في 17-25 كانون الأول، ثم بعد ذلك أدارة سيناريوهات الأزمات الاقتصادية، وتحركت بالتعاون مع غولن في قضية الأموال الإيرانية وسيناريوهات الانقلاب، فأدارت عناصر غولن ووجهتها نيابة عن ساداتهم.

لقد نفذوا الاغتيالات في تركيا

لقد مولت دبي بي كا كا في سوريا والعراق ونظمت صفوف التنظيمات الإرهابية لقتال تركيا، كما نفذت محاولات اغتيال داخل تركيا وكانت سببا في استشهاد مواطنينا في ليبيا. كما أن دبي هي مركز العمليات الإقليمي الرئيس للتحالف الصليبي الجديد الذي شكلوه لمواجهة عودة تركيا إلى المنطقة بعد مائة عام.

إن محمد بن زايد هو رأس الإرهاب وزعيم المافيا في الشرق الأوسط، وهو يدير كل تحركات الأموال السوداء في المنطقة ويبيض أموال إيران نيابة عن أمريكا وإسرائيل.

من يعاني الضعف يهرول إلى دبي

ستنتهي موجة بيكر لكن هذه الحرب لن تنتهي

لماذا يهرول إلى دبي كل من لديه مشكلة في تركيا ومع تركيا؟ من يجمعهم هناك ويهيئ لهم المناخ لتأسيس كل هذه العلاقات؟ وحينها يرد على الذهن فورا التنظيم الذي نطلق عليه اسم “جبهة الاحتلال الداخلية”.

ما هي المخططات الأخرى التي تتم في مركز عمليات دبي؟ ومتى سيروجون لهذه المخططات؟ هذا ما سننتظر لنراه. لا شك أن موجة بيكر والنقاش حول المافيا ستنتهي عند نقطة ما، لكن هذه الحرب لن تنتهي.

سيتخلصون من العشرات من أمثال بيكر

لا شك أنهم سينقمون لبي كا كاو غولن وما حدث في ليبيا وقره باغ وتأسيس درع حماية في سوريا وشمال العراق. سينتقمون من نشر قواتنا في شرق المتوسط وبحر إيجة، سينتقمون لموقفنا من القدس وفلسطين.

إننا نقف على هذا الجانب من الكفاح. ولا ريب أننا وهذه الأرض وهذا الشعب سيحاسب من تورط في هذا الأمور حسابا عسيرا، ذلك أننا أمام تصفية حسابات القرن الحادي والعشرين وأنهم سيتخلصون من العشرات من أمثال بيكر.

أما بالنسبة لمن يوجهون ضرباتهم لتركيا وأردوغان بدعم بيكر وتعليق الآمال على مخططاته السياسية والاختباء خلفه، فهؤلاء من نطلق عليهم “المحتلون الداخليون”…

  • إبراهيم قراغول yenisafak

زر الذهاب إلى الأعلى