مقالات و أراء

هل يريد الغرب إقامة دولة يهودية في سوريا؟

تبلغ مساحة قطاع غزة 360 كيلومترًا مربعًا، ويعيش في هذه المنطقة الضيقة حوالي 2 مليون من سكان غزة. وبحسب التقارير الإسرائيلية في اليومين الماضيين فإن القنابل التي أسقطتها قوات الاحتلال على هذه البقعة الجغرافية كانت أكثر من 1000 طن.

معلومات أخرى يدعمها منظمة هيومن رايتس ووتش تفيد بأن اسرائيل استخدمت أيضًا السلاح الكيميائي المسمى “الفسفور الأبيض” ضد السكان المدنيين في قطاع غزة، منتهكةً بذلك مبادئ القانون الإنساني.

وبينما تقصف إسرائيل مليوني شخص في قطاع غزة، فإنها تدفعهم أيضاً إلى الجنوب. وأتساءل كم من سكان غزة سيتمكنون من المرور عبر بوابة رفح – مصر التي سيتم فتحها ولو لبضع ساعات؟ يجب عبور النساء والأطفال والفتيات الصغيرات والمسنين والمعاقين والرضع والحيوانات الأليفة والطيور والقطط.

قبل 2023 سنة، ألم يُخرج الإسرائيليون مريم وطفلها عيسى من باب رفح تحت التهديد بالقتل، تماماً كما يحاولون طرد الأبرياء اليوم من غزة؟ ألم يرجموا بيتها ويحرقوها بالنار؟ ألم يتعقبوها؟. وكما فعلوا بمريم، فإن أهل غزة ما زالوا يعيشون هذا المصير حتى اليوم، وآمل من الله عز وجل أن يمنح أهل غزة نفس الخلاص الذي أعطاه لأمنا مريم.

ووفقاً للسياسة الإسرائيلية التي تم وضعها عام 2011، سيتم إبعاد سكان غزة من القطاع وترحيلهم إلى شبه جزيرة سيناء. إسرائيل تطرد شعباً من وطنه، وتمزقه إرباً وتقتله أمام أعين العالم.

بالتزامن مع ذلك وصلت حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس جيرالد آر فورد” إلى شرق البحر الأبيض المتوسط. ويقال إن مهام السفينة تشمل توفير الأسلحة والذخيرة لإسرائيل ومراقبة وردع إيران وحزب الله.

قطاع غزة أصغر من منطقة بيكوز في إسطنبول… فهل تعتقدون أن هذه السفينة القتالية الضخمة التي أنتجتها الولايات المتحدة خلال 40 عاماً ووضعتها في الخدمة عام 2017، همّها غزة فقط؟. الولايات المتحدة الأمريكية تقدم بالفعل جميع أنواع الدعم من المعدات والأسلحة لإسرائيل بشكل علني، فلماذا ترسل حاملة طائراتها إلى شرق البحر الأبيض المتوسط؟.

بالطبع لا! هناك مخطط لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط وإعادة تشكيله، لذلك تولت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا زمام الأمور. فطبول حرب جديدة ومتعددة الأطراف تقرع في الشرق الأوسط حالياً.

والحقيقة أن تركيا تواجه الولايات المتحدة الأمريكية التي تهدد أمن تركيا من خلال خرقها كافة قواعد التحالف في الحرب القذرة التي تخوضها في سوريا بالوكالة عبر التنظيمات الإرهابية التابعة لها.

وإذا كنا متفقين على أن قطاع غزة ليس همّ الولايات المتحدة وبريطانيا، فهنا يتبادر إلى الأذهان السؤال التالي، هل يُراد تأسيس دولة يهودية في المنطقة؟ وهل ستكون سوريا هي مكان هذه الدولة؟.

إسرائيل هي المستوطنة الوحيدة في العالم التي ليس لها حدود واضحة وتتوسع باستمرار. لذا، فإنهم يعتزمون تحقيق اختراق جديد فيما يتعلق بنمو إسرائيل بدلاً من قيام دولة يهودية جديدة. ولهذا السبب فإنهم لا يحبذون استراتيجية تركيا الأمنية في سوريا وينزعجون من كفاح أنقرة ضد الإرهاب هناك.

لكن ما لا يدركونه هو أنه لا أحد لذيه ضمير ووجدان يوافقهم على هذا المشروع، وبسبب هذا الجشع وهذه العنصرية المتهورة وجرائم القتل والعداء الصارخ للإنسانية الذي لا يمكن التستر عليه أبدًا، لم يكره الناس الولايات المتحدة وحلفائها وخاصة إسرائيل، إلى هذا الحد على مدى التاريخ.

صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

سيبال أراسلان

زر الذهاب إلى الأعلى