أخــبـار مـحـلـيـةعـالـمـيـة

وزير الخارجي الألماني في أنقرة لبحث سبل إنهاء الخلافات مع تركيا

وصل وزير الخارجية الألماني، سيغمار غابريال، اليوم الاثنين، إلى العاصمة التركية أنقرة لبحث كافة القضايا العالقة بين بلاده وتركيا وإزالة الخلافات بينهما.

والتقى وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو نظيره الألماني غابريال بمقر وزارة الخارجية بأنقرة حيث عقدا لقاءاً ثنائياً تلاه اجتماع على مستوى الوفود.
ومن المقرر أن يلتقي غابريال خلال زيارته رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم.

وتوصف زيارة غابريال بأنها فرصة لكلا الجانبين لإزالة الاحتقان وإنهاء الأزمة الدبلوماسية والسياسية بين أنقرة وبرلين، بعد رفض السلطات التركية السماح لنواب ألمان بزيارة قاعدة إنجيرليك الجوية في ولاية أضنة جنوبي البلاد التي يتواجد فيها جنود ألمان.

وإلى جانب مناقشة أزمة قاعدة إنجيرليك، يعتزم الطرفان بحث مسائل أخرى أهمها نشاط أنصار منظمة “بي كا كا” الإرهابية في المدن الألمانية، وسماح الحكومة الألمانية لأتباع منظمة “فتح الله غولن” الإرهابية بالتجول والإقامة في البلاد.

يذكر أن منظمة “بي كا كا” الإرهابية تشن بين الحين والآخر هجمات داخل تركيا ضد المدنيين وعناصر الأمن، في حين أن منظمة “غولن” الإرهابية تقف خلف المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا في 15 يوليو/تموز 2016.

وتعتبر المواقف الألمانية تجاه أنصار هاتين المنظمتين والصحفي “دنيز يوجل” الموقوف في تركيا بسبب تأييده للمنظمات الإرهابية، من أهم العوامل التي تساهم في رفع حدة التوتر بين أنقرة وبرلين.

وفي منتصف أيار/مايو الماضي، تفاقمت أزمة قاعدة إنجيرليك بين البلدين، عندما ردّت السلطات التركية على طلب عدد من البرلمانيين الألمان بزيارة القاعدة بالقول إنّ الظروف الراهنة لا تسمح بإجراء مثل هذه الزيارات.

وعلّقت الحكومة التركية على طلب النواب الألمان قائلة إنه “من غير الممكن السماح لمن يقدّم الدعم لمنظمة بي كا كا الإرهابية في ألمانيا، بزيارة قاعدة إنجيرليك الجوية”.

ورداً على الموقف التركي الرافض لهذه الزيارة، قام البرلمان الألماني الأسبوع الماضي، بتحويل ملف سحب القوات الألمانية من القاعدة إلى لجنة العلاقات الخارجية.

يذكر أن الأزمة القائمة بين الجانبين، حضرت بقوة خلال لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي الـناتو التي جرت يومي 24 و25 مايو/أيار الماضي في العاصمة البلجيكية بروكسل.

وأبلغ أردوغان المستشارة الألمانية أنّ بوسع تركيا السماح للنواب الألمان بزيارة إنجيرليك، في حال تصرفت الحكومة الألمانية وفق مبدأ احترام السيادة التركية.

وأمس الأول السبت، قال غابريال في تصريحات صحفية من روسيا، إنّ بلاده تبحث عن السبل الكفيلة لإعادة علاقاتها مع تركيا إلى سابق عهدها، وأنّ محور محادثاته مع المسؤولين الأتراك سيكون حول القضايا التي يختلف عليها الجانبان.

وأمس الأحد، قال غابريال، في تصريحات لصحيفة “بيلد آم سونتاغ” المحلية إنه من مصلحة بلاده تجفيف مصادر تمويل منظمة “بي كا كا” الإرهابية، وعدم ترك أي هامش لتحركهم في البلاد.

وأضاف أن “بي كا كا، منظمة محظورة في ألمانيا أيضا، لأنها منظمة متورطة بشكل كبير بجمع الأموال من تجارة المخدرات والسلاح”.

ومن أهم المسائل التي تنتقد من خلالها الحكومة التركية نظيرتها الألمانية، مسألة قبول الأخيرة طلبات لجوء عدد من العسكريين الانقلابيين الضالعين في محاولة الانقلاب الفاشلة، لا سيما أنّ الكثير من الانقلابيين فضلوا الهروب إلى ألمانيا عقب فشل مخططاتهم.

وعلّقت وزارة الخارجية التركية على قبول السلطات الألمانية طلبات لجوء الانقلابيين قائلةً إنه”رغم تقديمنا كافة الأدلة التي تثبت تورط هؤلاء في محاولة الانقلاب الفاشلة، فإنّ قبول السلطات الألمانية طلباتهم لا يتوافق مع روح التحالف القائم بيننا، ويلحق الضرر بالعلاقات التاريخية بين الجانبين”.

وبحسب الأرقام الصادرة عن وزارة الخارجية الألمانية، فإنّ 437 شخصاً تقدموا بطلبات لجوء إلى سلطات برلين منذ 17 مايو/أيار الماضي.

ومن المسائل العالقة أيضًا منذ فترة طويلة، احتواء ألمانيا أنصار منظمة “بي كا كا” الإرهابية والسماح لهم بالقيام بأنشطة وفعاليات في مدنها.

وتحتضن المدن الألمانية نحو 4 آلاف و500 إرهابي من “بي كا كا” مطلوبين لدى السلطات التركية.

زر الذهاب إلى الأعلى