في بيان رسمي، كشف وزير الداخلية التركي علي يرليكايا عن تفاصيل التحقيقات الجارية حول سلسلة حرائق الغابات التي اندلعت في عدة ولايات تركية بين 22 و27 تموز/يوليو 2025، مشيرًا إلى أن أغلب هذه الحرائق لم تكن مفتعلة بدوافع عدائية أو تخريبية، بل ناتجة عن إهمال بشري واستخدام غير واعٍ للنار في مناطق حساسة.
توقيفات وتدابير قضائية
بحسب ما جاء في البيان، تمكّنت قوات الجندرما من تحديد هوية سبعة أشخاص على صلة مباشرة بأسباب اندلاع هذه الحرائق، حيث تم توقيف ثلاثة منهم بشكل رسمي وإيداعهم السجن، بينما فُرضت إجراءات رقابية قضائية على الأربعة الآخرين، في انتظار استكمال التحقيقات.
حوادث فردية… ونار امتدت إلى الغابات
التحقيقات كشفت عن سلسلة من الحالات التي كانت شرارة اندلاع الحرائق:
- في ساكاريا/هندك (22 تموز): نشب حريق نتيجة محاولة اثنين من السكان تنظيف قطعة أرض زراعية بإشعال النار، لكن النيران خرجت عن السيطرة وامتدت إلى منطقة الغابات المجاورة. وقد فُرضت عليهما رقابة قضائية.
- في ساكاريا/أقيازي: في حادثة لافتة، أقدم أحد السكان على حرق فراش قديم في منطقة قريبة من الأحراش، مما تسبب باندلاع حريق بالغابة، استدعى تدخل فرق الإطفاء. الشخص المعني تم توقيفه رسميًا.
- في كارابوك/أوفاجيك: اندلع حريق في 23 تموز واستمر حتى 26 منه، وتبين لاحقًا أن سببه كان استخدام النار لأغراض التنظيف في محيط منطقة حرجية. فُرضت رقابة قضائية على المشتبه به.
- في باليكسير/سواشتبه: أشعلت النيران داخل منشأة صناعية لأغراض تنظيف داخلية، لكنها سرعان ما امتدت إلى الغابة القريبة. وأُوقِف على إثرها ثلاثة أشخاص؛ تم سجن اثنين منهم، بينما أُخضع الثالث للرقابة القضائية.
تحذير ودعوة للوعي البيئي
الوزير يرليكايا اختتم بيانه بالدعوة إلى ضرورة اتخاذ أقصى درجات الحذر في التعامل مع النار خلال فصل الصيف، مؤكدًا أن الأجواء الحارة والجافة تجعل من الغابات بيئة شديدة القابلية للاشتعال. كما توجه بالدعاء قائلاً:
“نسأل الله أن يحفظ وطننا وشعبنا من كل شر، وأن يجنّبنا الكوارث والأضرار.”
مسؤولية جماعية
تعكس هذه الحوادث حجم التحدي الذي تواجهه السلطات التركية في حماية الغابات من السلوكيات الفردية غير المسؤولة، وتسلّط الضوء على الحاجة إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي تجاه أهمية الحفاظ على البيئة، لا سيما في ظل التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة خلال موسم الصيف.
