أخــبـار مـحـلـيـة

ولاية تركية تفرض حظراً للتجول على اللاجئين السوريين وتُحدد زمانه وسببه

قررت ولاية هاتاي التركية فرض حظر تجول على اللاجئين السوريين الذين يعيشون فيها، طوال اليوم الذي ستجري فيه الانتخابات المحلية في مارس/ آذار المقبل، في قرار هو الأول من نوعه.

وذكرت عدة مواقع تركية، اليوم الإثنين، من بينها موقع “خبر ترك” أن والي هاتاي (جنوب تركيا)، رحيم دوغان، قرر فرض حظر على السوريين في الولاية يوم 31 مارس/ آذار المقبل.

 

ونقل الموقع عن الوالي في خبر ترجمته “السورية نت” أنه “يجري العمل على العديد من الأمور والقرارات، التي تضمن للمواطنين الأتراك الذهاب لصناديق الاقتراع  والانتخاب بحرية وبأمان، حيث سيُمنع السوريون الموجودون في المخيمات في الولاية من الخروج منها في ذلك التاريخ”.

ويشمل القرار أيضاً اللاجئين السوريين الذين يعيشون في منازل داخل أحياء الولاية، وقال موقع “خبر ترك” إنه بحسب قرار الوالي: “لا يجب عليهم الخروج إلا لأسباب قاهرة”، ونقل الموقع طلب الوالي من السوريين الذين يعيشون في الولاية  خارج المخيمات “عدم الخروج إلى الشوارع خلال يوم الانتخابات”.

وبحسب الموقع نفسه، فإن الإعلان عن هذا القرار حصل  خلال عدة اجتماعات تحضيراً للانتخابات، أحدها كان اجتماعاً نظمه والي هاتاي مع عدد من “قيادات المجتمع السوري” في الولاية، وأكد أن  الولاية ستتخذ كافة الإجراءات لتأمين الانتخابات، وأنه يوجد عدد كاف من عناصر الشرطة والأمن، وأنهم سوف لن يحتاجون أي دعم من خارج الولاية.

وهذا القرار المتضمن فرض حظر تجول على السوريين، هو الأول من نوعه منذ بدء لجوء السوريين إلى الأراضي التركية منذ العام 2011، وعلى الرغم من أنه خلال الأعوام الماضية قد وجهت إرشادات ومطالبات للسوريين بالابتعاد عن مراكز الانتخابات إلا أنه لم يُفرض عليهم أي حظر للتجول.

مشاركة السوريين المجنسين بالانتخابات

ومع اقتراب الانتخابات البلدية في تركيا تزايد انتشار كم هائل من المعلومات الخاطئة حول اللاجئين السوريين، من خلال استخدامهم في كل انتخابات كورقة للتأثير على قرار الناخبين، كالادعاء بأن الحكومة جنست أعداداً كبيرة منهم لكي يمنحوها أصواتهم، وأنهم يحصلون على ما يريدون بالمجان.

وتغذي أحزاب المعارضة ووسائل إعلامها حملات الشائعات والتخويف من السوريين، وباتت تستهدف في رسائلها السوريين الذين حصلوا على الجنسية التركية، لتقدم أرقاماً مغلوطة عن عدد المجنسين، لكن ما الذي تقوله الإحصاءات عن أعداد السوريين المجنسين وما تأثيرهم على الانتخابات؟

بحسب آخر تصريح لوزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، عن أعداد السوريين المجنسين، فإن 79 ألف شخص حصلوا عليها منذ أن بدأت تركيا بمنح جنسيتها لبعض اللاجئين، مشيراً إلى أن عدد السوريين الحاصلين على الجنسية والذين يحق لهم الانتخاب بلغ 36 ألف شخص.

وتعكس أرقام ذكرتها وسائل إعلام تركية حجم التأثير القليل للسوريين المجنسين في أي انتخابات حاصلة في تركيا، حيث قال موقع “ميديا بر التركي، في خبر ترجمته “السورية نت”، إن عدد السوريين المجنسين الذين يحق لهم الانتخاب في ولاية صقاريا 206 أشخاص فقط، من أصل قرابة 16 ألفا من السوريين يعيشون في الولاية (التي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليون شخص، يحق لثلثيهم الانتخاب تقريباً).

وتبلغ نسبة المقترعين السوريين في هذه الولاية أقل من 1 بالألف، ما يعتبر المعدل العام لعدد السوريين الذين يحق لهم الانتخاب في كل ولاية تركية  لا يزيد على 0.01 بالمئة من كتلة المقترعين العامة في معظم الولايات، وهذه الأرقام مخالفة لما تذكره أحزاب المعارضة عن السوريين.

كذلك في ولاية كيليس التركية (التي تحتوي أعلى نسبة بين الولايات التركية بوجود السوريين فيها) فإن نسبة المقترعين السوريين تبلغ حوالي 1.17 بالمئة (يحق لحوالي 12500 سوريا الانتخاب من أصل أكثر من مليون من الناخبين).

أما بالنسبة للعدد الكامل للسوريين وتوزيعه على الولايات التركية، فتحتوي عدة ولايات مثل “أرتفن، وبيتليست، وشانكير” على سوري واحد فقط يحق له الانتخاب، في حين أن الولايات التي تعيش بها أعداد كبيرة من السوريين، مثل أضنة فيحق لـ 980 سورياً فقط المشاركة بالانتخابات، وفي قونيا 2070 شخصاً، وفي ماردين 2960 شخص.

في حين تحتوي معظم الولايات على عدد محدود من السوريين لا يتجاوز بضع مئات أو عشرات؛ مثل  أدرنة 17 سورياً يحق لهم الانتخاب، وإسبارطة 69 شخصاً، بحسب ما نقل موقع “كوجالي كوز“، وترجمت “السورية نت”.

وكان وزير الداخلية التركي صويلو، قد ردّ على  الشائعات التي تتعلق بتضخيم أعداد السوريين الذين يحق لهم الانتخاب، والتي كان أبرزها حديث رئيس بلدية ولاية هاتاي، الذي قال إن “السوريين سيسيطرون على الولاية في حال ترشحوا للانتخابات”.

وقال صويلو: “رئيس بلدية ولاية هاتاي بعيد كل البعد عن مسؤولية الإدارة، ويكذب بشكل واضح على تركيا وهاتاي، احذروا عدوى الكذب”.

وفي وقت سابق، أشار صويلو إلى أن الانتخابات التركية الماضية شهدت مشاركة حوالي 53 مليون شخص داخل البلاد، حسبما نقل موقع  “خبر ترك”، وهو ما يجعل من نسبة السوريين الذين يحق لهم الانتخاب ككل لا تتجاوز “واحد بالألف” من الناخبين، وهي نسبة منخفضة جداً ولا تستطيع التأثير في الانتخابات التركية إطلاقاً.

السورية نت

زر الذهاب إلى الأعلى