مقالات و أراء

يوسف كاتب أوغلو،: ماكرون يتعمد خلق الأزمات في الشرق الأوسط

أكد الكاتب والمحلل السياسي التركي، يوسف كاتب أوغلو، أن فرنسا تمارس النفاق السياسي، مشددا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يبحث عن “مغامرات غير محسوبة” في الشرق الأوسط.

 

كلام كاتب أوغلو جاء في لقاء خاص مع “وكالة أنباء تركيا”، تعليقا على ما يسعى إليه ماكرون في الشرق الأوسط.

وفيما يأتي أبرز ما تحدث به كاتب أوغلو:

 

 

  • ماكرون يريد أن يقوم باستعراض سياسي خارجي عبر الشرق الأوسط، خاصة أنه يتعرض لحملة داخلية محبطة في فرنسا بسبب الفشل السياسي المستمر، وبالتالي هو بحاجة أن يعيد قوته داخل فرنسا من خلال الاستعراضات الخارجية، وهو يبحث عن مغامرات غير محسوبة، ويرى أن المنطقة الخصبة لهكذا استعراضات هي الشرق الأوسط.

 

  • ماكرون يعاني من فشل ذريع بعد ما عانى من فشل في الملفين السوري والليبي، وهو الآن يبحث عن ملف آخر لتعويض خسارته وفشله، وبالتالي ربما يكون لبنان وربما شرقي المتوسط وربما الدعم لليونان أحد هذه الملفات التي يظن أنها ستعدل خسارته الفادحة عندما راهن على أوراق خاسرة مثل خليفة حفتر ومثل نظام بشار الأسد.

 

  • ماكرون يرى أن تركيا تهدد الدور الفرنسي المؤثر في المنطقة وبالتالي يجب تحجيم تركيا، كون تركيا تلعب اليوم دور الدول الكبرى التي كانت فرنسا تلعبها في هذه المنطقة قبل 100 عام، وبالتالي تركيا أصبحت تهدد النفوذ الفرنسي في المنطقة ويجب تحجيمها، ويجب أن يكون ذلك بإعادة تموضع فرنسا في المنطقة، وأكبر مثال على ذلك زيارته لبنان والعراق والتدخل في ليبيا.

 

  • بسبب اخفاقات فرنسا الجيوسياسية والاستراتيجية في المنطقة، يراد من قبل ماكرون الآن البحث عن تلافي لتلك الأخطاء والاخفاقات من خلال التدخل، ولكن أيضا هي تتدخل بالطريق الخطأ والأسلوب الخطأ والوقت الخطأ أيضا.

 

  • فرنسا تتخبط سياسيا وديبلوماسيا وتمارس النفاق السياسي والديبلوماسي، ولا يمكن الوثوق بأي موقف لها في المنطقة ولا يعول عليه شيء، لأنها تقف في الوجهة الخطأ.

 

  • لا ننسى أن الموقف الفرنسي موقف تصعيدي فهو يقوم الآن بخلق أزمات وتصعيدها، وهو يغازل الدول التي تقف في ما يسمى محور الثورات المضادة، ويغازل الإمارات والسعودية ويصعد ضد تركيا، ويغازل اليونان وقبرص وإسرائيل، وهو يريد أن يكون رأس حربة في محور الثورات المضادة، وهذا بالطبع أكبر خطأ استراتيجي تقوم به فرنسا ألا وهو استعدائها لشعوب المنطقة، وهذا هو النفاق السياسي بعينه ولن يعطي أية فائدة.

 

وكان كثير من المراقبين وصفوا ماكرون أنه “الثعلب القادم إلى الشرق من بوابة لبنان وليبيا”، الذي وجد في الشرق الأوسط فرصة سانحة لتطبيق “السياسة الفرنسية الاستعمارية”، وهذ ما لفت انتباه تركيا التي وجهت له النصائح بـ”التوقف عن التصرفات الهيستيرية والمواقف المضحكة التي يضع نفسه فيها”.

يشار إلى أن ماكرون بات حديث الساعة بتصرفاته وتصريحاته المثيرة للجدل، حسب مراقبين، سواء من خلال تدخله بالشؤون الداخلية والسياسية في لبنان، أو دعم الميليشيات في ليبيا، أو على صعيد تأييده لصحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية التي نشرت رسوما مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، على أساس أنها “حرية تعبير”.

زر الذهاب إلى الأعلى