أخــبـار مـحـلـيـة

الخبز السوري يدخل الأسواق التركية والأتراك يبدأون في تناوله

 يبحث السوريون عن خبزهم المفضل علماً أن الخبز التركي يختلف اختلافاً كبيراً عن الخبز السوري من نواح كثيرة منها نوع الطحين، وطريقة التحضير والسعر، وهو الجانب المهم الذي لا يناسب السوريين في هذه الفترة حيث أنه يعتبر الغذاء الرئيسي والوحيد لكثير من العوائل المعدومة والتي لا يوجد لديها مصدر دخل.

يقول السيد علي العبيد مدير عام المخابز لـ «القدس العربي»: عندما نزحت تلك العوائل إلى تركيا واجهت مشكلة عدم وجود نوعية الخبز المخصص للسوريين، وكان ذلك في بداية النزوح، ولكن في الفترة الأخيرة قام عدد من الصناعيين وأصحاب الخبرة في هذا المجال بافتتاح عدد من المخابز التي تنتج الخبز السوري في المدن التركية ذات العدد الأكبر من النازحين، وبهذه الخطوة تم حل مشكلة رئيسية من مشاكل الحياة اليومية، وإضافة لذلك تعددت تلك المخابز في المدن التركية وانتشر الخبز السوري بشكل كبير لدرجة أن الأتراك باشروا بتجربته وقد لاقى استحساناً من قبل الكثير منهم فأصبح هناك اقبال من المواطنين الأتراك على شرائه. في حين يؤكد صاحب أحد الأفران بأن الكثير من العوائل التركية أصبح يتناول الخبز السوري بكثرة بعد تجربته، والكثير أيضاً من المطاعم التركية يستخدم الخبز السوري لجودته وسهولة هضمه وفائدته الصحية. ويوجد أكثر من 40 فرناً ينتج الخبز السوري ممتدة من كلس إلى عنتاب إلى مرعش إلى أورفة مرسين، اسطنبول، قيصري، بورصة مما أدى إلى زيادة المنافسة بين هذه الأفران سواء بكمية الإنتاج أو السعر أو الجودة، والطلب على زيادة الإنتاج أصبح بشكل دائم، بسبب التفات المواطن التركي بشكل مباشر وبعض المطاعم التركية إلى الخبز السوري. أما من ناحية السعر فاليوم هناك افران تقدم الربطة للمحلات بـ 65 قرشاً ويتم بيعها للمستهلك النهائي بـ 75 قرشاً وهناك أسعار متفاوتة تنتهي بليرتين لبعض المخابز وهذا التنافس انعكس إيجاباً على المواطن السوري، وأصحاب العائلات التي من الممكن أن يصل استهلاك بعضها إلى خمس ربطات يومياً فيدفع قيمتها 375 قرشاً بدلاً من عشر ليرات.

وعلى مدار الشهر يكون الفارق كبير بالنسبة للعامل الذي لا يتجاوز راتبه 1000 ليرة كما أن الكثير من الأتراك يتناولون الخبز السوري.

ويضيف السيد العبيد: «يتوجب على من تصدى لإنشاء المخابز الالتزام بالمعايير القياسية للإنتاج حتى تتوسع دائرة المستهلكين وينال المنتج ثقة المواطنين الاتراك، لا سيما ان الخبز السوري هو افضل من الأنواع الأخرى فدخول اعداد كبيرة من أصحاب رؤوس الأموال السوريين على خط انتاج الخبز ساعد كثيراً السوريين في حل مشكلتهم الرئيسية، فتطوير هذا المنتج يعود بالفائدة المشتركة للجانبين السوري والتركي ولكنه يتطلب من الجانب التركي الرعاية لهذه المهنة كونها تشكل منتجاً أساسياً للنازحين السوريين الذين يعيشون على أرضها والذي يقدر عددهم بالملايين، والمطلوب هو بكل بساطة ارتفاع الوعي المهني والأخلاقي لدى العاملين في هذا المجال بحيث يكون هدفهم تامين خبز بأعلى جودة ممكنة وبسعر مناسب».

 

– القدس العربي _ أنور المشاعل

زر الذهاب إلى الأعلى