أخــبـار مـحـلـيـةمقالات و أراء

31 مارس ليست انتخابات محلية وحسب، فلا تنخدع! .. لا يمكننا أن نرضى بقرن جديد من الخسران.

لا يمكننا مكافأة من يخونون تركيا.

لا يمكننا مكافأة من يطلقون النار على هذا الوطن.

لا يمكننا مسامحة من حاولوا ضربنا بأيدي أمريكية وإسرائيلية وبأيدي الإرهاب.

لا يمكننا العودة من حيث بدأنا.

لا يمكننا العودة مرة أخرى.

لا يمكننا أن نطأطأ رؤوسنا مجددا.

لا يمكننا أن نرضى بقرن جديد من الخسران.

لا يمكننا أن نسلم هذا البلد إلى بي كا كا وغولن الإرهابي والشبكات التنظيمية التابعة لهما.

لا يمكننا أن نسلم تركيا إلى أباطرة الإرهاب ومخططي محاولة انقلاب 15 يوليو.

لا يمكننا أن نثق بمن يتلقون التعليمات من الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا وألمانيا.

لا يمكن إخفاء قوائم العار بعد اليوم..

لا يمكننا أن نثق بمن يعقدون الاجتماعات السرية بتعليمات من أولئك، ولا بمن يعقدون التحالفات خلف الأبواب الموصدة، ولا بمن يخفون عن الشعب المرشحين الذين يفرضونهم عليهم ويدرجونهم على قوائمهم الانتخابية. لا يمكننا أن ننخدع بتصرفاتهم وكأن شيئا لم يكن دون حياء عندما كشف النقاب عن كل شيء.

لا يمكننا أن نعتبر مرشح حزب السعادة عن ولاية أضيامان الذي قال “التقيت بمن فوق الجبال، سيدعموننا في الانتخابات” من أبناء تيار الرؤية الوطنية، كما لا يمكن أن نعطي الحق لمن ورطوا حركة الرؤية الوطنية في مستنقع الجبهة الدولية.

كما لا يمكننا أن نثق برئيس البلدية الذي كان يحتفل وكأس الخمر بين يديه ليلة 15 يوليو في الوقت الذي تحولت فيه شوارع تركيا إلى بحيرات دماء وكان الشعب يقاوم الانقلابيين.

ما هذه الأشياء يا إمام أوغلو! أكنتم تنتظرون الدبابات الأمريكية؟

أي محور وطني تنتمي إليه ديلك قايا إمام أوغلو زوجة أكرم إمام أوغلو؟ وهي التي قالت “أتمنى أن يهب الله العقل للشعب الذي نزل إلى الشوارع. لقد أصيب بلدي بالموت السريري، ألهمنا الله الصبر والسلوان” وهي تطلق الضحكات فرحة ليلة 15 يوليو عندما شهدت تركيا محاولة الانقلاب وأعلنت القوات المسلحة المنتمية لتنظيم غولن الإرهابي المدعوم أمريكيا الحرب على هذا البلد وصدر فيه قرار فصل الضفة الأوروبية عن الضفة الآسيوية في إسطنبول لتطلق الحرب الأهلية في الأناضول، إلا أن شعبنا نجح في تحويل مجرى التاريخ في تلك الليلة. أكانت تنتظر أن يسحق أبناء هذا الوطن بالدبابات الأمريكية؟ أكانت تأمل في أن تقصف الطائرات الأمريكية إسطنبول؟

من جمعكم على جبهة واحدة؟

من نصبكم في مواجهة تركيا؟

لقد سلخ كمال كيليتشدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري، الحزب المؤسس لهذه الدولة من “محور تركيا” ليرميه بين أحضان بي كا كا وحزب التحرر الشعبي الثوري ومحور التدخل الدولي، ففي سبيل أي وطن يكافح هذا الرجل؟

لا يمكننا أن نطلق وصف الوطنيين على كل من طلب العون من 15 يوليو والإرهاب والهجمات الاقتصادية. من جمعهم تحت مظلة واحدة؟ أي قوة نصبتهم في مواجهة تركيا ووحدتها؟

لا يمكننا أن نسامح من عجوزا عن التفوه بأي كلمة للرد على جميل بايك الذي دعا قائلا “لا تعطوا أصواتكم لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية”، وعجوزا عن أن يقولوا له “هذا أمر لا يخصك”، بل وعقدوا معه ومع أمثاله مساومات سرية. فهذا الخزي كفيل بالقضاء عليهم.

لا يمكننا أن نرضى بإضعاف هذا البلد وتركه بلا حيلة مجددا في مواجهة الهجمات الدولية، كما لا يمكننا أن نجبره على الوقوف موقف المدافع مرة ثانية.

سهل سنتلقى التعليمات مجددا من واشنطن وبروكسل ولندن؟

لا يمكننا أن نعيش مجددا الفترات التي كانت الحكومة التركية فيها تسقط بتعليمات من واشنطن وبروكسل ولندن، والأيام التي كنا نعيش فيها كوارث اقتصادية لمجرد نشر مقال من المقالات في الصحافة الأمريكية.

لا يمكننا أن ننتظر ونحن نطأطئ رؤوسنا أن يضربنا من خلال الأحزاب السياسية في العهد الجديد أولئك الذين ضربونا في السابق بأيدي بي كا كا وغولن وسائر التنظيمات الإرهابية الأخرى.

لا يمكننا أن نقف موقف المتفرج الصامت أمام من يحاولون تضليل عقول شعبنا والدمج بين الأحزاب السياسية والتنظيمات الإرهابية من خلال مؤامرات لا يصدقها عقل في سبيل تصفية حساب ما حدث في تشاناق قلعة وتحويل الأناضول إلى نموذج سوري جديد وإيقاف مسيرة تركيا التي بدأت حملة صعود تاريخي كبيرة بعد مائة عام من الغفلة.

لقد تفاوضوا حتى بشأن المبالغ التي ستنقل إلى قنديل..

لا يمكننا أن نصدق أكذوبة أنهم يكافحون من أجل تركيا وهم حتى قرروا خلال مساوماتهم مع جبال قنديل أي شركات البلدية ستمنح لهم ومقدار المبالغ المالية التي ستحول إليهم.

لا يمكننا مكافأة من يعجزون عن أن ينبسوا ببنت شفة أمام أولئك الذين يحاولون حصار الأناضول من الجهات الأربع ويشكلون جبهات الهجوم حول بلدنا، بل على العكس فإنهم يتلقون منهم التعليمات ويشكلون التحالفات التي يأمرونهم بتشكيلها.

لا يمكننا أن نعتبر من عارضوا التدخل في عفرين وقنديل ودرع الفرات ومن قالوا “ندعو قوات الناتو والولايات المتحدة بالمجيء إلى جنوب شرق الأناضول وشرق المتوسط”، أن نعتبرهم من عناصر الكفاح الوطني الذي يخوضه هذا البلد. هيا اخرجوا عليهم وقولوا لهم شيئا!

إنهم لا يعتبرون 31 مارس انتخابات محلية، فلماذا سنعتبرها نحن كذلك؟!

إن انتخابات 31 مارس ليست انتخابات محلية، فلم تعد أي انتخابات تجرى في تركيا ذات أثر محلي، بل إن قرار شعبنا وتفضيلاته ذات طابع إقليمي ودولي. فلقد صارت كل كلماتنا وتحركاتنا وكفاحنا ذا طابع دولي.

فإذا كانوا لا يعتبرون 31 مارس انتخابات محلية، فلماذا سنعتبرها نحن كذلك؟!

فهذه الانتخابات ليست انتخابات محلية على الإطلاق إذا كانوا يعتبرونها فرصة للحيلولة دون استيقاظ تركيا من السبات الذي استمر لمائة عام وإسكاتها ووضعها تحت الوصاية مجددا.

لماذا عقدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل والتنظيمات الإرهابية آمالها على هذه الانتخابات؟ ولماذا علقت الجبهة التي عقدت شراكة مع كل هؤلاء آمالها على هذه الانتخابات؟

أعداء تركيا كافة يدعمونهم!

انظروا لتروا من يقف ضد تركيا، جميعهم يدعمونهم. فهل هناك حاجة لقول المزيد من الكلام؟

هل هؤلاء يحملون هم خدمة الشعب من خلال البلديات؟ هل يحملون مسؤولية تعزيز قدرات تركيا والعمل على نهضتها؟ إنهم مدينون لأولئك الذين يصدرون لهم التعليمات ويوزعون عليهم الأدوار وينظمون صفوفهم، فهم يطيعون من يدينون لهم؛ إذ ليس أمامهم خيار آخر.

إن كل من وقف خارج “محور تركيا” فهو ضمن الجبهة الدولية ومتعاون مع غولن والولايات المتحدة وبي كا كا وإسرائيل ومن يتدخلون في تركيا ويهجامونها منذ 15 عاما.

علينا أن نستيقظ؛ إذ لا يمكننا أن ننخدع بحيل من يضللون عقولنا ونفوت الفرصة التي جاءتنا بعد مائة عام من الغفلة.

إرادة شعبنا القوية وفراسته العميقة ستفشل هذا المخطط…

لكن حتما سيفشلون، لن ينجحوا لا هم ولا ساداتهم، وكذلك التنظيمات الإرهابية التي يتعاونون معها.

لن ينجحوا لا هم ولا ساداتهم في انتخابات 31 مارس وشمال سوريا وبحر إيجة وشرق المتوسط ومحاولاتهم لنشر الفوضى في تركيا بالإضرار بالاقتصاد ومخططاتهم لإخضاع تركيا لتعليماتهم. فكل المخططات التي يحاولون تنفيذها بخبث وخداع يتفشل بفضل إرادة شعبنا القوية وفراسته العميقة.

إن تركيا ستكمل مسيرتها الكبرى وصعودها التاريخي، كما ستواصل الجينات السياسية التي يعود تاريخها لمئات السنين رسم ملامح التاريخ والجغرافيا بغض النظر عن الهجمات الداخلية والخارجية والتحالفات المعلنة والسرية والجبهات التي يشكلونها في كل مكان.

تركيا هي أكبر حساب

فهذا هو أعظم كفاح..

كونوا أنفسكم، ولا تعتبروا هذه الانتخابات انتخابات محلية، ولا تظنوا أنها مسألة رئاسة بلدية؛ إذ إن الخطوة التالية من هذا الأمر هي شل حركة تركيا، فهم يستعدون لهذه الخطوة.

ذلك أن نوايا الجميع صارت عيانا بيانا، ولم يعد أحد قادرا على إخفاء الجبهة التي يقف بها. لا تدخلوا السرور على من أطلقوا النار على هذا الوطن وتاريخه ومستقبله والقوى التي تدعمهم وأولئك الذين يرغبون في إيقاف مسيرة تركيا.

ليس هناك حساب أكبر من ذلك، ولهذا فإننا سنواصل السير في هذا الطريق إلى ما لا نهاية. ولن نسمح لمن عجوزا عن إيقاف مسيرة تركيا من الخارج أن يوقفوا من الداخل في الوقت الذي بدأ فيه بلدنا عهدا جديدا من الصعود والانطلاق.

 

إبراهيم قراغول – يني شفق

زر الذهاب إلى الأعلى