أخــبـار مـحـلـيـةالجاليات في تركيا

تجنيس السوريين في تركيا.. 8 أسئلة وأجوبتها

بات الحديث عن الجنسية التركية وتجنيس السوريين في تركيا هو أبرز الأحاديث وأكثرها تداولاً في أوساط الكثير من السوريين في تركيا، بعد التصريحات الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء، بن علي يلدريم، إضافة لما تناقلته عدد من وسائل الإعلام والصحف التركية عن طرح عدد من التعديلات على قانون الجنسية التركي للتصويت في البرلمان التركي بعد عطلة عيد الفطر.




تساولات كثيرة بدأت تدور في عقول ملايين السوريين في تركيا الذين هُجّروا من وطنهم وحرموا لسنوات من حق المواطنة والشعور به في مخيمات اللجوء.. هل سيتم تجنيسنا ونصبح مواطنين أتراك لنا حقوق وعلينا واجبات؟!

وللوقوف عند هذه التساؤلات والإجابة على أهمها أجرى مراسل “اقتصاد” حواراً على شكل “سؤال وجواب”، مع المحامي غزوان قرنفل، رئيس تجمع المحامين السوريين الأحرار، وأحد المهتمين والخبراء القانونيين في شؤون السوريين في تركيا، والذي أجاب بشكل مفصل عن أهم التساؤلات حول الجنسية التركية.

 كيف يحصل السوريون في تركيا على الجنسية التركية؟

على المستوى القانوني يمكن لأي أجنبي سواء كان سوري أو غير سوري التقدم للحصول على الجنسية التركية حيث أن هناك عدة حالات لاكتساب الجنسية التركية نذكر منها التبني والزواج بين السوريين والأتراك، والإقامة بصورة دائمة لمدة خمس سنوات بشرط عدم مغادرة الأراضي التركية لأكثر من 6 أشهر، وإثبات الأصول العثمانية، كما يمكن أن تمنح السلطات الجنسية التركية بموجب قرار من مجلس الوزراء للفنانين والعلماء أو من يقدم خدمات جليلة للدولة التركية على المستوى الاقتصادي أو العلمي أو الفني ..الخ

ما هي أهم المواد التي قد تعدل أو تضاف إلى قانون الجنسية التركي وتسهل على السوريين اكتساب الجنسية؟

وفق ما سُرب في وسائل الإعلام وفي الصحف التركية، أنه سيتم تخفيض مدة الإقامة كأحد شروط الحصول على الجنسية التركية من 5 سنوات إلى 3 سنوات، إضافة الى موضوع (خدمة العلم) الذي يثير مخاوف الكثير من الشباب السوري الطامحين للحصول على الجنسية التركية والذين يخشون من تكليفهم بأداء الخدمة الإلزامية حيث سيعفى من أداء خدمة العلم من أتم 22 سنة من عمره، وبالتالي لن يكلف بأدائها إلا من هم بين 18 و 22 سنة، ما لم يكن قد أداها في بلده، وهو أمر طبيعي موجود في الكثير من دول العالم التي تشترط على من يحصل على جنسيتها وهو في سن الخدمة الإلزامية، أدائها، كأحد أهم الواجبات المترتبة على أي مواطن فيها.




وفق التعديلات المرتقبة، هل سيكون التخلي عن الجنسية السورية أحد شروط الحصول على الجنسية التركية؟، وما آثار وتداعيات ذلك لو وضع مثل هذا الشرط؟

بنظري أن هذا الإشكال هو أخطر ما يقلق في موضوع تجنيس السوريين في تركيا، أي في حال طُلب من السوريين التخلي عن الجنسية السورية كشرط للحصول على الجنسية التركية عند التقدم إليها. فقانون الجنسية التركية بالأصل لا يلزم من يتقدم بالحصول على الجنسية التركية أن يتخلى عن جنسيته الأصلية. لكن من المحتمل، كنص أو كلام احتمالي قانوني، أن يُطلب من السوريين التخلي عن الجنسية السورية، وهنا نكون قد دخلنا في مساحة المحظور والحسابات الأخرى المتعلقة بالخريطة الديموغرافية والسكانية والعبث بها وتغييرها في سوريا إضافة للآثار السياسية القانونية التي قد تترتب على التخلي عن الجنسية السورية، وأثر ذلك على حقوق الملكية العقارية للسوريين في سوريا وغيرها من الإشكالات والقضايا السياسية والقانونية التي قد تطرأ مستقبلاً في حال فرض مثل هذا الشرط.

هل سيتم تجنيس جميع السوريين في تركيا؟

لا.. من الطبيعي والبديهي أن لا يتم تجنيس حوالي 3 مليون سوري في تركيا. أعتقد أنه سيتم اختيار فئات معينة من السوريين، كأصحاب المؤهلات العلمية والمستثمرين ورجال الأعمال، وذوي رؤوس الأموال. لكن لا أتصور أن يتم تجنيس عموم السوريين بطريقة (الدوغما)، لأن ذلك قد يسبب مشكلات كبيرة على المستوى القانوني والاجتماعي التركي وسيواجه بمواقف صلبة ومعارضة من المجتمع التركي لن تستطيع الحكومة التركية تحمل تبعاتها.

 ما هي الآثار القانونية والسياسية في حال حصول السوري على الجنسية التركية؟

إن اكتساب السوري للجنسية التركية يعطيه صفة المواطن وبالتالي اكتساب جميع حقوق المواطنة السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يمتلكها المواطن التركي كحق الانتخاب والترشح وحق الحصول على عمل وحق الضمان الصحي والاجتماعي..الخ. كما يترتب عليه مقابل ذلك الالتزام بكافة الواجبات والالتزامات الوطنية بما فيها واجب الدفاع عن البلاد وتأدية خدمة العلم لمن هم في سن الخدمة كما أشرنا سابقاً.

في حال حصول بعض السوريين على الجنسية التركية، هل يكتسب الجنسية باقي أفراد الأسرة؟

بالنسبة لانتقال الجنسية أعتقد جازماً أن حصول الوالدين أو أحدهما على الجنسية التركية، تجعل تلك الجنسية تنتقل إلى الأولاد إلا إذا تم استثناء من هم دون 18 سنة باعتبار أن لهم شخصية قانونية مستقلة، فهذا أمر آخر. لكن من حيث المبدأ كل من يحصل على الجنسية تنسحب تلك الجنسية إلى أسرته حيث أن هذا هو الوضع الطبيعي والصحيح وخصوصاً فيما يتعلق بتجنيس السوريين حيث يفقد هذا التجنيس قيمته للسوريين في تركيا في حال تجنيس بعض أفراد العائلة دون الباقين.

 ما هي المعوقات التي تعيق حصول السوريين على الجنسية التركية؟

إن أهم ما يمكن أن يعترض ويعيق مسار حصول السوريين في تركيا على الجنسية التركية أن يكون الشخص يُعتبر في نظر السلطات التركية مصدر تهديد للأمن القومي التركي أو أن يكون مرتكب لجريمة جنائية في تركيا. لذلك يشترط لمن يتقدم بالحصول على الجنسية التركية تقديم سجل عدلي (لا حكم عليه) من الجهات التركية يثبت عدم ارتكابه لأي جناية على الأراضي التركية. فالعبرة في السجل العدلي هو عدم ارتكاب جرائم في تركيا وليس في سوريا كما يظن البعض.

 



أخيراً.. ما هو رأيك الشخصي بمنح أو تسهيل حصول السوريين على الجنسية التركية؟

بنظري وبرأيي الشخصي إن الكثير من السوريين في تركيا وفي غيرها أصبحوا بعد هذه السنوات من التهجير بحاجة إلى ملاذ يشعرون فيه بالأمان القانوني والوطني، لأن الانتماء السوري أصبح عبئاً على الكثير منهم بكل أسف، كما أن حمل جواز السفر السوري أصبح إحدى المشكلات وعدم حمله كذلك مشكلة، إضافة إلى الصمت والتجاهل المستمر من جانب المجتمع الدولي حيال أوضاع السوريين القانونية بعد تهجير أكثر من نصف الشعب السوري، الأمر الذي دفع بالكثير من السوريين إلى البحث عن حلول فردية لمشاكلهم كالهجرة إلى البلدان الأوروبية طمعاً بالأمان والإقامة والحصول على جنسية تلك الدول، وهو أمر لا ضير منه ولا ضير من حصول السوريين على أي جنسية، لكن الضير والحيف يكون بإلزام السوريين على التخلي عن الجنسية السورية، كشرط للحصول على الجنسية التركية أو أي جنسية غيرها.

 

– اقتصاد

زر الذهاب إلى الأعلى