أخــبـار مـحـلـيـة

نكاية بتركيا.. دعوات للعبث بالحرم المكي وإزالة الرواق العثماني

– من الغريب المريب أن نجد من يتمنى إزالة معلم من معالم عمارة المسجد الحرام، لا لشيء سوى لأن هذا المعلم ارتبط تاريخيا ببناته، وهم سلاطين الدولة العثمانية ومنها أخذ اسمه “الرواق العثماني”.

 

– ردود على أمنيات إزالة “الرواق العثماني” بعضها يجهل التاريخ ويعيده إلى الخليفة الراشد عثمان بن عفان الذي لا ينكر أحد أنه رضي الله عنه كان من أوائل من أجروا توسعات في الحرم المكي، لكن هذا كان بعيدا عن “الرواق العثماني”

– ردود أخرى تستهجن أمنيات كتلك لإزالة جزء من بناء المسجد الحرام الذي تقرّ رئاسة شؤون المسجدين الحرام والنبوي ببنائه من خلفاء الدولة العثمانية وتذكرهم بهذا الاسم دون أن تغمط تاريخهم أو تسيء إليهم كما يفعل هؤلاء الطارئون المدفوعون بالأحقاد والكراهية

 

 

يبدو أن بعضاً أو كثيراً من المغردين السعوديين قد كرسوا حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي للإساءة إلى كل ما يتعلق بتركيا، قيادة وشعبًا، تاريخًا وحاضرًا، ولم يكتفوا بتشويه إنجازات الأتراك في هذا العصر، بل تتبعوا إنجازات أسلافهم العثمانيين للنيل منها.

المغرد السعودي “منذر آل الشيخ مبارك @monther72″، المعروف بمواقفه “العدائية” لتركيا والدولة العثمانية ولكل ما يمت إليها بصلة، يتابعه 377 ألف حساب، يسوق “أمنياته” بتغريدة حظيت بتفاعل واسع، تضمنت الدعوة إلى إزالة صرح من صروح الحرم المكي، وهو “الرواق العثماني”.

 

https://twitter.com/monther72/status/1253820871241633793

 

 

 

 

 

مواطنه المغرد “عادل الفراج @adelalfarraj”، “مهتم بمتابعة الإعلام الجديد والصحافة الإلكترونية ويتابعه 55 ألفا” هكذا يعرف نفسه، ذهب بعيدا في “الإنكار” ليغرد بقوله: “الرواق العثماني لا تعود نسبته للدولة العثمانية، إنما نسبة للخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه”.

 

لكن مغرد آخر، هو “خالد آل سعود @kmsaud2″، وهو من الأسرة المالكة ويتابعه نحو 40 ألفا، يرد على المغرد “منذر آل الشيخ مبارك” منكرا الرواق العثماني بالقول إن هذا الرواق الذي يدور حوله الجدل هو في حقيقته “رواق عباسي بني في عهد الخليفة الهادي عندما زاد في مساحة الحرم وفي عهد الدولة العثمانية استبدل سقفه الخشبي بالقباب”.

وسنكتفي بنقل رد واحد من ردود عدة تفضح سطحية ما تفوّه به المغرد السعودي من دعوة وأمنيات لإزالة “الرواق العثماني”، لمجرد أنه يحمل اسما يدل على تاريخ معتبر للدولة العثمانية ودورها في توسعة الحرم المكي وإعادة إعماره بعد نحو 810 سنوات مضت على آخر عمارة للحرم المكي في عهد الخليفة العباسي “المهدي”.

و”لم يحصل للحرم المكي تجديد ولا توسعة تذكر مدة (810) سنة، سوى بعض الترميمات والتحسينات وبعض الزيادات اليسيرة”، وهذا ما ورد نصا في موقع “الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي”، صفحة عمارة المسجد الحرام.

وهو ما استند إليه المغرد السعودي “عبد الله الذيب @AbdullahAltheeb”، الذي كتب ردا على المغرد “منذر آل الشيخ مبارك”، قال فيه مستهجنا:

“لو وجد مسجد من المساجد بناه الأتراك، هل نهدمه بسبب أن من بناه الأتراك قبل 300 سنة؟

أي تخلف وفكر شاذ يحمله ذلك الأخرق الذي يتمنى إزالة الرواق العثماني بالحرم؟

هل ترضى يا متخلف أن يقول أي أحد من المسلمين بإزالة التوسعات الملكية في الحرمين لأنها سعودية؟

أبعد المقدسات عن فكرك العفن”.

https://twitter.com/AbdullahAltheeb/status/1254082850455945217

 

لكن “آل الشيخ مبارك” أراد أن يحسم الجدل، وكما يقول “لكثرة الاستفسارات عن تاريخ الرواق العثماني والذي أتمنى أن يزال، أرجو العودة لموقع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على هذا الرابط: https://gph.gov.sa/ar-sa/alharamain/Pages/Building-mosque-Haram.aspx

وهنا رابط تغريدة “ال الشيخ مبارك”.

واستجابة منا لـ”نصيحة” المغرد “منذر آل الشيخ مبارك” ذهبنا إلى رابط موقع “الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي”.

 

 

 

https://twitter.com/monther72/status/1253820871241633793

لذلك سنكتفي بما نجده على الرابط، وسوف لن نبحث في كتب التاريخ ولن نفتح أرشيف تاريخ الدولة العثمانية أو الدولة السعودية الأولى أو الثانية أو الثالثة، أو حتى الدولة السعودية الرابعة المولودة باعتلاء الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود عرش المملكة.

 

نقتطف نصوصا مما ورد في موقع “الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي”، صفحة عمارة المسجد الحرام ونجد أن:

 

الزيادة الكبرى والبناء العظيم هو الذي قام به الخليفة المهدي العباسي، حيث بدأت التوسعة سنة 167هـ، غير أن الخليفة المهدي وافته المنية قبل أن تكتمل هذه التوسعة، فأكملها ابنه الخليفة موسى الهادي سنة 169-170هـ. ثم حصلت في المسجد الحرام إصلاحات وترميمات متعددة في عهود عدد من خلفاء بني العباس، كان آخرها في عهد الخليفة المقتدر بالله سنة 306 هـ.

والأهم، ووفقا لما أورده الموقع، فإن المسجد الحرام لم يحصل له أي تجديد ولا توسعة تذكر مدة 810 سنوات، سوى بعض الترميمات والتحسينات وبعض الزيادات اليسيرة حتى عهد “الخليفة العثماني السلطان سليم خان سنة 979هـ”، وتسميته بالخليفة العثماني، هي كما وردت في الموقع الرسمي لرئاسة شؤون الحرمين.

حيث حصل في المسجد الحرام خلل وتصدع كبير، بحيث لا ينفع معه أي علاج، فأصدر السلطان سليم خان أمره ببناء المسجد الحرام جميعه بغاية الإتقان والإحكام، كما ورد نصا في الموقع الذي يعدد “أهم ما يميز عمارة الرواق العثماني أنه حل فيها القباب محل السقف الخشبي، وأنشئت نتيجة لذلك العديد من الأعمدة الرخامية، واستخدمت الأعمدة التي تبقت من عمارة المهدي، وأعمدة من الحجر الشميسي، وقد أصبح عدد الأعمدة بعد هذه العمارة (589) عمودًا، موزعة على جميع جهات المسجد الحرام حتى بلغت مساحته في العمارة العثمانية (28003) أمتار مربعة.

 

 

 

إحسان الفقيه / الأناضول

 

زر الذهاب إلى الأعلى