أخــبـار مـحـلـيـة

التحذيرات تتكرر .. إلى متى ستستمر الهزّات الارتدادية بتركيا؟

.

منذ 23 أبريل/نيسان الماضي، تعيش مدينة إسطنبول على وقع هزّات أرضية ارتدادية أثارت موجة من القلق بين السكان، إثر زلزال بلغت شدته 6.2 درجات على مقياس ريختر ضرب قبالة سواحل سيليفري، ما تسبب بحالة من الذعر استمرت لعدة أيام في أكبر مدن تركيا وأكثرها جذبًا للسياح.

هزّات مستمرة وتحذيرات لا تهدأ

ووفقًا للبروفيسور شكري أرسوي، الخبير التركي في علم الزلازل، فإن الهزّات الارتدادية قد تستمر حتى نهاية شهر مايو الجاري، محذرًا من أن النشاط الزلزالي لا يزال متواصلاً، خاصة بعد تسجيل هزّة بقوة 3.7 درجات قبالة سواحل سيليفري مجددًا، يوم السبت الماضي.

وفي تصريحات لقناة “A Haber”، أوضح أرسوي أن هذه الهزّات قد لا تكون الأخيرة، داعيًا الحكومة إلى اتخاذ خطوات عاجلة لتعزيز مقاومة المباني في المدن المعرضة للخطر، لا سيما إسطنبول.

 

 

جدل علمي وخوف شعبي

لكن تحذيرات أرسوي أثارت جدلاً في الأوساط الأكاديمية، حيث رفض خبير الزلازل المعروف ناجي غورور فكرة توقع توقيت الزلزال القادم، مؤكدًا أنه “لا يمكن تحديد موعد زلزال مدمر”، مع الإشارة إلى أن التحذيرات ينبغي أن تركز على الاستعداد والبنية التحتية لا التوقعات.

ورغم ذلك، عادت أسماء مثل فرانك هوغربيتس، الخبير الهولندي المثير للجدل، إلى الواجهة، محذرًا في تغريدة على منصة “إكس” من احتمال وقوع هزّات قوية قادمة، مطالبًا بتوخي الحذر في تركيا ومحيطها.

زلزال إسطنبول يعيد الذكريات المؤلمة

وبحسب وكالة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (AFAD)، فقد سُجّلت عشرات الهزات الارتدادية في عموم البلاد خلال الأيام الماضية، بعضها في مناطق غير معتادة على هذا النشاط.

وكان زلزال 23 أبريل قد تسبب في إصابة 236 شخصًا على الأقل، بينهم 173 في إسطنبول، معظمهم جراء قفزهم من المباني بسبب الهلع، وفقًا لمكتب رئيس بلدية المدينة، دون تسجيل حالات حرجة.

ذاكرة فبراير الأسود حاضرة

وتأتي هذه التطورات بعد مرور عام فقط على الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا في فبراير 2023، وبلغت قوته 7.8 درجات، مخلّفًا أكثر من 55 ألف قتيل وأكثر من 107 آلاف جريح، إلى جانب دمار واسع لا تزال آثاره حاضرة حتى اليوم، حيث لا يزال مئات الآلاف مشردين في مراكز سكن مؤقت.

كما أعادت الهزات الأخيرة إلى الأذهان زلزال عام 1999 قرب إسطنبول، والذي أودى بحياة نحو 17 ألف شخص.

ما القادم؟

رغم عدم وجود تأكيدات علمية قاطعة بشأن تكرار زلزال مدمر قريبًا، إلا أن المؤشرات تدفع السلطات إلى رفع مستوى الجاهزية وتعزيز البنية التحتية، وسط دعوات من الخبراء والمواطنين للانتقال من التحذير إلى الاستعداد الحقيقي والفعّال.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى