مقالات و أراء

أفلام رعب ! ماذا تفعل المعارضة؟ .. لن تكونوا قادرين على إثارة الفوضى والحرب الأهلية

تشهد بلادنا (تركيا) أحداثا مأساوية وهزلية في نفس الوقت. رئيس بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو في رحلة للبحر الأسود.كان في رحلة إلى مسقط رأسه طرابزون والمناطق المحيطة بها مباشرة. يقولون “زيارة العيد”.

قال نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، “سيت تورون”: ” لا يجبب أن تأخذ زيارة عطلة رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو منحى مختلف”.

قال: “في حدود معرفتنا” (أي أبلغ أكرم إمام أوغلو حزبه عن زيارة البحر الأسود).

لذلك يبدو أن الجميع سعداء بخدعة زيارة العيد هذه.

دعهم لا يجعلونا نضحك عليهم بخدعة “الصدمة” غدًا عندما يعلن إمام أوغلو ترشيحه أو يتسبب في فوضى بقوله: “لم يجعلوني مرشحًا”.

أتمنى أن يكون هذا هو جدول أعمالنا الوحيد. لكن هناك قضية أخرى خطيرة وعنصرية ومأساوية .

فيلم قصير نُشر على موقع يوتيوب بعنوان “الغزو الصامت”، حيث يعتقد زعيم حزب النصر “أوميت أوزداغ” أنه يظهر نتائج “الهجرة غير المنضبطة” ويقول “أمرت بإنتاج الفيلم” .

فيلم استفزازي وقاسي وعنصري يغذي العداء ويصنع الكراهية ويخرج الأسوأ في مجتمعنا.

لن نخبركم بإسهاب عن عنصرية هذا الفيلم، لكن كلمات “هاندي كاراجاسو”، التي يقال أنها منتجة الفيلم وشهدت في قسم الشرطة، تخبرنا بما نعنيه بكلامنا في نهاية الفيلم حيث قالت:

“الأتراك هم بالفعل أقلية في مدينة الريحانية بولاية هاتاي . وقد أصبحت اللغة التركية شيئًا من الماضي في الفاتح وباشاك شهير في إسطنبول وفي العديد من المناطق في أنقرة”.

“مع الوكيل العقاري العربي الذي لا يعطي منزلاً للتركي ومع المتحرش الأفغاني ومع الضغط الديموغرافي للسوريين القادم بتسارع لم يعد “الغزو الصامت” صامتًا”.

وقالت:

“يجب ألا ينسى الشباب التركي، الذين غادروا البلاد أو يفكرون في مغادرتها، كلمات مصطفى كمال أتاتورك:

“أولئك الذين لديهم سلطة داخل البلاد قد يكونون في حالة من الإهمال والتعتيم وحتى الخيانة. قد يوحد هؤلاء الحكام مصالحهم الشخصية مع طموحاتهم السياسية . قد تكون الأمة محطمة ومنهكة بسبب الفقر. يا ابن المستقبل التركي! حتى في ظل هذه الظروف، واجبكم هو الحفاظ على استقلال تركيا والجمهورية التركية. القوة التي تحتاجها موجودة في الدم النبيل في عروقك”.

ما الذي يمكن أن يكون أكثر استفزازًا من التلفظ بكلمات أتاتورك هذه التي كانت في سياق حربنا للتحرير الوطني، وإسقاطها على اللاجئين السوريين؟

كان لأوميت أوزداغ إجراءات مماثلة من قبل. ومع ذلك، لا يمكننا أن نقول إننا لسنا متفاجئين. سوف نستمر في اندهاشنا لاستمرار مثل هذا الخطاب والسلوك الشرير. لأن هذه ليست من الأشياء التي يمكن رفضها بالقول “هذا الشخص عنصري بالفعل، فهو يفعل ذلك دائمًا.

من الضروري التوقف والتفكر . ما المقصود بالفيلم أو الخطابات المماثلة له؟ من المستفيد من هذا الهدف؟

لا يوجد اقتراح سياسة. هناك اتهامات وافتراءات وترهيب وهذا هو أخطر شيء.

والخوف من أبرز أسباب العنف لأن الخوف هو المكان الذي تقع فيه العمليات النفسية وإثارته يولد العدوان.

كما يمكنك جر الناس إلى مثل هذا المكان، قد يشعرون بأنهم مستبعدون ومحاصرون وضحايا بدون سبب وجيه.

إذا تلاعبت بهم بالأكاذيب وغذيت هذا الخوف، فقد يهاجمون بشعور الضحية من يرونهم على أنهم “مجموعة معاكسة”. وهم يبررون ذلك كثيرًا في عقولهم، ويكاد يصبح شكلاً من أشكال الدفاع عن النفس بالنسبة لهم. عندها لن يكون هناك توقف، لا مزيد من التوقفات.

ألم تبدأ العديد من الأحداث التي نعرفها من تاريخ بلدنا على هذا النحو؟ ألم تقرأ الأجيال القادمة بدهشة أسباب هذه الأحداث الشبيهة بالحرب الأهلية ؟! ألم نر جميعًا أن ما يسمى بالتبرير هو في الواقع عذر وأنه الشرارة الأخيرة وأن جبال الخوف التي تم بناؤها قبل ذلك كانت تُفكك المجتمع؟!

إن مشكلة اللاجئين وطالبي اللجوء ليست مشكلتنا فقط، بل هي مشكلة العالم بأسره، وخاصة السوريين والأفغان والباكستانيين الذين اضطروا إلى مغادرة بلادهم، وحلها ممكن من خلال تطوير السياسات.

وبدورها تقوم تركيا بذلك أيضًا وهي تحتضن الفارين من الحرب وتضع خططًا لمستوطناتها واحتياجات أخرى داخل البلاد.

تركيا تتخذ خطوات كثيرة، من بناء البيوت إلى إيقاف الحروب، حتى يتمكنوا من العودة إلى وطنهم.

ماذا تفعل المعارضة؟ أفلام رعب.

مستحيل، لن يحدث هذا. إنه أمر خطير للغاية.

إثارة الصراع والفتنة والعداء في تركيا هو عمل الإمبرياليين الغربيين مثل الولايات المتحدة، التي جعلت من مثل هؤلاء العنصريين يعيشون في سوريا وأفغانستان وفيتنام. لخدمة مصالحهم.

هذا الفيلم يخدم فقط الفوضى والحرب الأهلية. شعب بلدنا لن يسمح بذلك. مثلما منع انقلاب 15 يوليو/تموز.

 

 

علي صيدم – يني شفق

زر الذهاب إلى الأعلى