مقالات و أراء

أيها المضغوط “الفقعان”.. نحن عثمانيون وأنت مشرد في لبنان

قبل فترة من الزمن، طالعنا الرئيس اللبناني ميشال عون بخطاب وتغريدات بمناسبة المئوية الأولى لتأسيس “لبنان الكبير”.

تهجم يومها عون على الدولة العثمانية التي هي آخر خلافة للمسلمين بالتاريخ، متناسيا أنه من المفترض أن يكون رئيسا لكل اللبنانيين، فتجرأ بطريقة بعيدة عن منطق رجل الدولة ووصف الدولة العثمانية العليا أنها “كانت دولة إرهابية”، مدعيا أن “اللبنانيين عانوا منها وبسببها”، وما إلى ذلك من تجن وافتراء وتحريف للتاريخ.

 

كلام نسمعه بشكل شبه يومي من كل من يكره الدولة العثمانية ـ لأسباب دينية بحتة ـ وخاصة في لبنان، حتى طالعنا أمس “إعلامي” كل برامجه على شاشات التلفزة تدعو للانحراف الاجتماعي والأخلاقي، طالعنا ذاك المشرد في لبنان بتهجم جديد، ولكن هذه المرة ليس فقط على الدولة العثمانية، بل تجرأ أيضا على الدولة التركية، والشعب التركي، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

 

من باب الديمقراطية وحرية الرأي المحفوظتين في تركيا “العدالة والتنمية” ـ كما كان الحال في الدولة العثمانية العلية ـ نقول أنه يحق لأي شخص أن يعارض أردوغان وتركيا وأن يكرههما ويصرح بذلك، ولكن أن يصل الأمر لمرحلة الشتم والسباب وخاصة لشعب كامل هو صديق للشعب اللبناني، فهذا أمر واضح أنه مدفوع من جهة ما، ولا يعبّر إلا عن سفاهة مطلقه، وضعف موقفه في مواجهة الآخر، وضغطه المرتفع وهو يرى أن تركيا أصبحت اليوم من مصافي الدول الكبرى المتقدمة في العالم.

 

يرى بعينيه هذا المتشرد وأمثاله، نجاح تركيا الباهر ـ بشهادة العالم ـ بالتغلب على “كورونا” بعد أن كانوا ينتظرون “سقوط أردوغان”.. نعم سينضغط وينغاظ.

يرى بعينيه نجاح تركيا في عملياتها العسكرية هنا وهناك ضد الانقلابات وأنظمة الشر والانحراف الأخلاق.. نعم سينضغط وينغاظ.

 

يرى بعينيه نجاح تركيا الباهر بإدارة الملف الاقتصادي رغم كل الحرب التي تتعرض لها اقتصاديا وماليا.. نعم سينضغط وينغاظ.

يرى بعينيه نجاح تركيا بكسب قلوب مئات الملايين في العالم العربي بالتحديد.. نعم سينضغط وينغاظ.

أيها المشرد في لبنان، لنزيد ضغطك وغيظك أكثر، ونذكرك أيضا بنجاحات وخيرات الدولة العثمانية العليا وخاصة في لبنان هذا البلد الجميل الذي يحوي اليوم ـ مع الأسف ـ متشردا غير أخلاقي مثلك.

فلتعلم أيها المتشرد ومن على شاكلتك، أن العثمانيين هم من سنوا عام 1909 قانون الجمعيات، الذي مازال ساريا حتى اليوم في لبنان، وهو قانون يكرس حرية تكوين الجمعيات ويحترم المادة 13 من الدستور، وبالتالي هناك فضل كبير للعثمانيين بهذا الأمر، ووفق هذا القانون تعمل جماعتك في لبنان على تأسيس جمعياتها.. فضل العثمانيين عليك كبير.

العثمانيون هم من أنشأوا بلدية في بيروت عام 1867، الأمر الذي كان له أثر إيجابي لناحية إبراز أهمية مدينة بيروت والتي تحولت إلى عاصمة ومركز لولاية بيروت عام 1887، وبالتالي أنت الآن تعيش في مدينة عظيمة خدمها العثمانيون، ولم يجلبوا لها إلا كل سمعة حسنة.. على عكسك وعكس جماعتك.

 

العثمانيون هم من أنشأوا المصارف في لبنان، فبدأ فعليا في الفترة العثمانية ظهور المصارف المحلية والأجنبية، ومن أبرز المصارف المحلية بنك شيحا وفرعون، وبالتالي أموالك التي تكسبها من برامجك الخلاعية غير الأخلاقية الساقطة اجتماعيا وثقافيا تعضها أنت الآن في مصارف كان للعثمانيين فضل زرع بذرتها الأولى.

العثمانيون هم من أنشأوا غرفة التجارة والصناعة في بيروت عام 1898، والتي مازالت قائمة حتى اليوم، ولكن أنت أيها المشرد وجماعتك ماذا قدمتم لبيروت إلا الفتن والأحقاد وكل ما يفتت المجتمع أخلاقيا.

العثمانيون هم من بنو الجسور والسكك الحديدية والقطارات في لبنان، بنى تحتية مازالت موجودة حتى يومنا هذا شاهدة على الحضارة والرقي، وأنت أيها المشرد وجماعتك تستخدمون اليوم بنية تحتية العثمانيون هم من وضعوا مخططاتها الأولى خدمة للشعب في بيروت وبقية المناطق.

 

العثمانيون هم من بنو أهم بناء بالدولة اللبنانية اليوم، وهو مقر رئاسة الحكومة، حيث تدار شؤون لبنان تحت القبة العثمانية حتى يومنا هذا، شئت أم أبيت أيها المشرد العالة على الشعب اللبناني الذي يقدر الشعوب الصديقة له.

العثمانيون هم من بنوا المقر الذي يتم استخدامه اليوم لحماية أمن لبنان واستقراره، أي مقر وزارة الداخلية اللبنانية الحالي، أما أنت أيها المشرد وجماعتك فماذا قدمتم للبنان إلا المساهمة بزعزعة أمنه الاجتماعي الأخلاقي الثقافي من خلال انحطاط برامجكم التلفزيونية؟

العثمانيون هم من أعطوا الامتيازات للمسيحيين والدروز في لبنان بعد كانوا مضطهدين لسنين طويلة مضت، أما أنت أيها المشرد فيومها كنت في أصلاب عصابات كانت تذبح المسلمين وتحرق منازلهم وتدمر قراهم.

العثمانيون هم من بنوا مقر الجامعة الأمريكية في لبنان، أي أنهم كانوا أهل علم وثقافة وتطور ومعرفة، وليس عكسك أيها المتشرد أنت وجماعتك، فهمك لا علاقة له لا بالعلم ولا بالمعرفة، بل بكل ما يدمر المجتمعات أخلاقيا وثقافيا.

العثمانيون وخاصة السلطان عبد الحميد الثاني، هم من ساهموا بتأسيس مؤسسة قوى الأمن الداخلي في لبنان، هذه المؤسسة التي مازالت حتى اليوم قوية متميزة بحفظ الأمن والاستقرار، هذا الأمن والاستقرار اللذان تسعد أنت أيها المتشرد وجماعتك إذا زعزع لا قدر الله، فقلوبكم منذ مئات السنين تكره الآخر ولو قدم لها هذا الآخر كل خير وملجأ وحماية.

العثمانيون هم من حافظوا على فسيفساء لبنان وطوائفه، حتى بقي لبنان ليومنا هذا مضرب المثل بالعيش المشترك والتآخي، أما أنت المشرد فدعوتك دعوة فتن وعصبيات وأحقاد.

أنت لست لبناني أصلا لنبرر لك ماذا قدم العثمانيون من خير لهذا البلد الجميل، أنت مشرد لا أصل لك هرب أجدادك إلى أرض لبنان بعد أن ارتكبوا المذابح بحق المسلمين شرقي الأناضول.. لستَ لبناني لنبرر لك ولكن نعطيك درسا صغيرا كيف كان الكبار العظماء الذين يصعب على مشرد مثلك أن يصل لنصف سنتميتر من أحذيتهم.

هكذا كان العثمانيون العظماء، وهكذا هو الشعب التركي اليوم.. إنجازات، بناء، حضارة، تقدم، قوة، تطور، صناعات عسكرية فائقة التطور، اقتصاد قوي، معرفة، علم، تنمية، صناعات، زراعة، وكثير من الأمور التي تعجز أنت أيها المشرد ومن تمثلهم على الوصول لمستوياتها العالية.

كن على يقين أيها المشرد، أن محاولتك لزرع فتنة بين الشعبين اللبناني والتركي محاولة فاشلة تماما لسببين.. الأول أن الشعب اللبناني شعب واع يعلم أنك مجرد مشرد ولا تمثله لا برأي ولا قول وهو أصلا يستحقرك بعيد كل حلقة من برامجك الساقطة أخلاقيا، والسبب الثاني أن الشعب التركي مشغول ببناء دولته الكبيرة القوية ولا وقت عنده ليضيعه مع أمثالك.

أيها المضغوط.. نحن عثمانيون بأخلاقنا العالية التي تبني اليوم دولة قوية كبيرة ستقف مع كل أصدقائها وأحبابها في المنطقة، أما أنت فمشرد في لبنان أقصى ما يمكنك وجماعتك فعله بعبعة لا تدل إلا على قلة أخلاقكم وأنكم فعلا أحفاد أولئك الإرهابيين الذين ذبحوا المسلمين وعقروا بطون الحوامل وحرقوا القرى والمنازل قبل قرن من الزمن.

حقدكم ليس على تركيا لأنها تركيا، وليس على أردوغان لأنه أردوغان، وليس على الشعب التركي لأنه الشعب التركي، وليس على الدولة العثمانية لأنها الدولة العثمانية.. بل حقدكم قديم جديد على الإسلام وعلى الإسلام فقط.

نقول لك أيها المشرد ولكل من على شاكلتك وباختصار شديد.. نقدر أنكم مضغوطين جدا “مفقوعين”، ولكن اعلموا أن تركيا دولة قوية حرة بما تفعله وخاصة بقضية آيا صوفيا، وهي على وشك أن تقدم مساعدات طبية ضد “كورونا” لأرمينيا التي وقفت على باب الشعب التركي تطلب المساعدة من أردوغان.

 

 

 

 

حمزة تكين

زر الذهاب إلى الأعلى