أخبار الهجرة و اللجوء حول العالمعـالـمـيـة

“السكن الإنساني اللائق”.. مشروع تركيّ لترميم منازل فقراء بغزة

“كانت فكرة امتلاكنا لمنزل كهذا أشبه بحلم”، بهذه الكلمات عبّرت الفلسطينية ميادة سويعد (42 عاما)، من مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، عن فرحتها باستلام مفتاح منزلها، بعدما أُعيد بناءه من جديد، بدعم تركيّ.

منزل عائلة سويعد، واحد من 12 منزلا، أعادت جمعية “غزة دستك” (GDD) (تركية غير حكومية)، ترميمها، بدعم من جمعية الهلال الأحمر التركي.

وتشعر عائلة سويعد، بعدما أزالت الجمعية التركية منزلها القديم المُتهالك كاملا، وأعادت تشييده من جديد، بنوع من “الأمن والخصوصية”.

فتحولت الغرفة “الآيلة للسقوط”، التي كان تأوي 5 من أفراد عائلة سويعد، إلى ثلاث غرف، وسقف إسمنتي، بديلا عن الصفائح المعدنية “الزينكو”.

وتقول سويعد لوكالة “الأناضول”، إن عائلتها كانت تعاني في السابق من طبيعة الحياة داخل غرفة واحدة، جدرانها مليئة بالتشقّقات.

وتضيف “في الشتاء كان أغلب الأثاث والملابس، وفراش النوم، يغرق بالأمطار، وكنت أقضى تلك الليالي في نقل الأطفال من مكان لآخر، خوفا عليهم الغرق والمرض”.

في ذات السياق، تُبيّن أن فصل الصيف لم يكن سهلا على أفراد عائلة سويعد، الذي كانوا يقضونه بصعوبة، جرّاء ارتفاع درجات الحرارة ودخول الحشرات والزواحف لهذه الغرفة.

وتستكمل قائلة “اليوم أشعر أنني وأفراد عائلتي بأمان من هذه الظروف الحياتية القاسية، نستطيع أن نعيش الحياة الكريمة، وإن كانت مقوماتنا المادية شبه معدومة”.

وثمّنت سويعد “الجهود التركية في إغاثة الفلسطينيين”، مضيفة ” نشكر جمعية غزة دستك، والهلال الأحمر التركي، في تحقيق حلمي بامتلاك المنزل”.

وتعتبر الفلسطينية سويعد، وهي عاطلة عن العمل، المعيل الوحيد لأفراد عائلتها، وتعتمد في ذلك على راتب تتقاضاه من وزارة التنمية الاجتماعية، مرة كل ثلاثة شهور، ويقدّر بنحو 750 شيكلا (نحو 214 دولار).

وتضيف “هذا الراتب يذهب لسداد الديون، وأعجز عن تلبية احتياجاتي الأساسية”.

وبفعل الحصار الإسرائيلي المفروض عليه منذ نحو 14 عاما، يعاني قطاع غزة الذي يعيش فيه أكثر من مليوني فلسطيني أوضاعا اقتصادية ومعيشية متردية للغاية.

ومع بداية عام 2020 ارتفع مؤشرا الفقر والبطالة إلى 52 بالمئة، و50 بالمئة، على التوالي.

**مشروع “السكن اللائق”

وأعرب ييت أولتشاي، رئيس وفد الهلال الأحمر التركي، في قطاع غزة عن سعادته لاكتمال المشروع.

وقال أولتشاي لوكالة الأناضول “اليوم أتممنا المشروع الذي بدأنا في تنفيذه بداية سنة 2020”.

وأضاف “خلال المشروع تم ترميم البيوت، بعدد 12 منزلا، وتم تسليم المستفيدين، منازل لائقة للسكن”.

بدوره، قال ممثل جمعية “غزة دستك” في القطاع، هاني ثريا، إن افتتاح هذا المنزل، يأتي في إطار مشروع أطلقته الجمعية تحت اسم “السكن الإنساني اللائق”، عام 2020.

وتابع، في حديث لوكالة الأناضول “إن الجمعية (مُنفّذة المشروع)، وبتمويل من الهلال الأحمر التركي، أنهت ترميم نحو 12 منزلا لعائلات تعيش ظروف إنسانية صعبة”.

وبلغت تكلفة هذا المشروع، وفق ثريا، نحو 100 ألف دولار أمريكي.

وبيّن أن “منزل عائلة سويعد القديم، تم هدمه بشكل كامل، وإعادة تشييده، بما يليق بحياة الإنسان الكريم، بحيث يشمل مقومات الحياة الإنسانية”.

وأشار إلى أن المنزل القديم للعائلة “بسبب قربه من المناطق المستهدفة، من قبل الجانب الإسرائيلي، كان مهددا بالسقوط في أي لحظة”.

وتقدّم ثريا بالشكر لـ”الشعب التركي، والهلال الأحمر، على جهودهم في إغاثة الشعب الفلسطيني”.

وتقدّم جمعية “غزة دستك” التركية خدماتها الإغاثية الصحية والتعليمية والتنموية لقطاع غزة منذ عام 2014، فيما افتتحت مكتبها في القطاع عام 2017.

زر الذهاب إلى الأعلى