عـالـمـيـة

بعد 57 عاماً.. الموساد ينشر برقية الجاسوس “كوهين” الأخيرة ليلة القبض عليه

أفرج رئيس وكالة الاستخبارات الإسرائيلية ديفيد بارنيا بشكل مفاجئ عن آخر برقية نصيّة أرسلهاللوكالة يوم تم القبض عليه وإعدامه قبل 57 عاماً.

وجاء ذلك، اليوم الإثنين، خلال افتتاح متحف يحمل اسم كوهين في مدينة “هرتسليا الإسرائيلية”، بحسب صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية.

ووفق ترجمة المكتب الصحفي للحكومة الإسرائيلية ، فإن نصها يشير إلى “لقاء في أركان الجيش السوري الساعة الخامسة مع أمين الحافظ وكبار الضباط”، وكتب عليها تاريخ الإرسال وهو 19 كانون ثاني 1965، المرجح أنه اليوم الذي ألقي فيه القبض عليه.

وقال بارينا: “لطالما كان سبب القبض على إيلي كوهين مثيراً للجدل، هل نقل الكثير؟ هل تصرف خلافاً للتوجيهات؟ هل طلب المقر منه الإرسال بشكل مكثف للغاية؟ كانت القضية محل نزاع لسنوات عديدة.. سأكرم هذا المكان المقدس وأكشف لأول مرة بعد بحث معمق أجري مؤخراً، أن إيلي كوهين لم يتم القبض عليه بسبب كمية الإرسال أو الضغط من المقر الرئيسي للإرسال بشكل متكرر… تم القبض على إيلي كوهين لأن العدو تم اعتراضه ببساطة وهذه الآن حقيقة استخباراتية”.

وأضاف أن الإفراج عن آخر برقية كان جزءاً من محاولة لتوضيح أنه لا أحد “يتحمل اللوم”، وأنه في بعض الأحيان يمكن القبض على أفضل الجواسيس، وقد صُنّف كوهين على أنه أسطورة لمساهماته في المنظمة من خلال مكافحة التجسس المستمر من قبل العدو.

 

 

غير أن الصحيفة علقت على ما قاله رئيسة الموساد بأنه رغم تصريحه هذا فإن بعض المؤرّخين سيستمرون في الادعاء بأن كوهين أراد البقاء في إسرائيل في عام 1964 وكان قلقًا بشأن العودة إلى سوريا لفترة أخرى من الزمن متخفيًا، وهي الفترة الزمنية التي تم فيها القبض عليه في النهاية.

وكانت تقارير إسرائيلية سابقة، قالت إن من بين الأسباب التي أدت لاعتقال جاسوسها في سوريا إيلي كوهين وكشف أسراره، هو إهماله لنفسه، وعدم حذره وأخذ كامل الاحتياطات.

وقال رئيس الموساد آنذاك، الجنرال مئير عميت، إن “التسجيلات التي تلت إلقاء القبض على كوهين، تؤكد أن الموساد لم يرتكب أي خطأ إزاء إيلي كوهين، وتم القبض عليه لأنه كان مفرط الثقة، وكانت هناك بعض الإخفاقات من جانبنا، ولكن كان هناك حد أدنى من الأخطاء لدينا”.

لكن قناة “كان” الإسرائيلية رجّحت أن يكون وراء القبض على كوهين “مؤامرة” عليه داخل جهاز الموساد نفسه، أو أن يكون هناك عميل داخل الموساد عمل لصالح جهات معيّنة، وهو من أطلع السوريين عليه.

ونقلت القناة عن نادية كوهين أرملة إيلي كوهين، أن إسرائيل تخلّت عن مسؤوليتها إزاء كوهين، وبأن بلادها استغلت زوجها، ومن ثم تخلت عنه حين ألقي القبض عليه.

 

 

من هو إيلي كوهين؟

تدرّب كوهين على نطاق واسع وأمضى بعض الوقت في أمريكا الجنوبية لبناء قصة تغطية عميقة كرجل أعمال له علاقات قوية بسوريا، ونجح في تكوين صداقات مع مجموعة متنوعة من كبار المسؤولين السوريين.

ومع ذلك، كان بعض السوريين يشكّون به بالفعل بعد انقلاب داخلي في عام 1963، وتلقت سوريا أيضًا أدوات تكنولوجية جديدة للكشف عن عمليات إرسال التجسس من الاتحاد السوفيتي.

وجاء ذلك في سياق مقابلة تلفزيونية أجرتها القناة 12 العبرية، الخميس مع نادية كوهين أرملة الجاسوس الإسرائيلي.

وفي إطار مقابلة أجرتها قناة 12 الإسرائيلية مع أرملته قبل عام (2021)، ذكرت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، ليفي أشكول أخبرها أن إيلي كوهين كان أكبر وأهم جاسوس إسرائيلي في كل الدول العربية، وأن نشاطه الاستخباراتي ساعد إسرائيل على احتلال مرتفعات الجولان السوري في عام 1967، ( التي أعلن حافظ الأسد عن سقوطها قبل حدوث ذلك بأكثر من 24 ساعة)، كما ساهمت أنشطة كوهين آنذاك في إنقاذ حياة ألوية كاملة من جنود الجيش الإسرائيلي.

وعلى الرغم من مرور 55 عاماً على مقتله، ما يزال الجاسوس الإسرائيلي في سوريا، إيلي كوهين، يلقى اهتماماً جارفاً في إسرائيل.

يشار إلى أن إيلي كوهين الذي أُعدم في 18 مايو/ أيار 1965، تجسس على الحكومة السورية لأربع سنوات لصالح الموساد الإسرائيلي، باسم كامل أمين ثابت.

 

زر الذهاب إلى الأعلى