أخــبـار مـحـلـيـة

حارة “اللوادقة” في مرسين.. الحياة السورية بكل تفاصيلها

 وأنت تتجول في حي “اللوادقة” في مدينة مرسين التركية، تنسى أنك في مدينة تركية تفصلها مئات الكيلومترات عن الأراضي السورية.

 للوهلة الأولى تشعرك أصوات الباعة الجوالين الممزوجة بالصخب الذي يعم شارع السوق الذي يفصل حارة “اللوادقة” إلى قسمين، بأنك في مدينة سورية، لكن قد يلفت انتباهك قليل من العبارات التركية على واجهة بعض المحال، حتى تدرك أين أنت. 



في السوق يعرض الباعة كل البضائع السورية بدون استثناء، من الحلويات إلى مواد “المونة”، إلى الوجبات وغيرها…، لكن ومع ذلك يشتكي الباعة من قلة الزبائن فالحي المذكور كان المحطة الأخيرة لكثير من السوريين الذين هاجروا إلى البلدان الأوروبية، وخصوصاً “اللوادقة” منهم.


 وهو ما أكد عليه “أبو محمد”، صاحب أحد المحال هنا، الذي قال “استقطب هذا الحي النازحين السوريين من الطبقة الفقيرة والمتوسطة، لكن مع مرور الوقت هاجر قسم كبير منهم إلى أوروبا، ولم يبق إلا القليل منهم”.

 ويضيف أبو محمد في حديثه لـ”اقتصاد”، “أما الأغنياء والتجار فقد سكنوا في الأحياء الراقية المحاذية لساحل البحر (الفورم، بيران شاهير)، لكن ومع ذلك لازال هذا الشارع يستقطب كل السوريين على اختلاف فئاتهم، فالبضائع الموجودة هنا، غير موجودة في الأحياء الأخرى التي يتواجد بها السوريون”.

 ويستطرد، “حمل السوريون مصالحهم معهم إلى هنا، والكثير منهم يعمل في مجال عمله سابقاً، غير أن التضييق المفروض من السلطات التركية، وخصوصاً لجهة منع عمل السوريين بالبحر وبالسياحة بدون الحصول على ترخيص رسمي، أدى إلى تقلّص أعداد السوريين وخصوصاً أبناء اللاذقية”. 


أما الشاب السوري عبد الرحمن، الذي يعمل في مصنع للحلويات السورية، فيعزو تقلص عدد السوريين في مرسين عموماً وفي حارة “اللوادقة” على وجه الخصوص إلى ارتفاع أسعار إيجارات العقارات السكنية والتجارية، ويوضح لـ”اقتصاد”، “ارتفعت الإيجارات هنا بنسبة 60% عن السابق، فالمحل الذي كان سعر إيجاره بـ400 ليرة تركية شهرياً، وصل اليوم إيجاره لـ750 ليرة”.

ويتابع عبد الرحمن: “هذا فيما يخص الإيجار، أما الضرائب هنا فهي بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، ولذلك بات عدد السوريين هنا محدوداً”.

 يشار إلى أنه وبحسب آخر إحصائية صادرة عن دائرة الهجرة التركية في العام الحالي فإن عدد اللاجئين السوريين المسجلين في المدينة يبلغ 136314 لاجئاً.

 

– اقتصاد

زر الذهاب إلى الأعلى