عـالـمـيـة

كيري: حل الدولتين السبيل الوحيد للسلام والقدس عاصمة لهما

قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، اليوم الأربعاء، إن حل الدولتين “هو الطريق الوحيد إلى السلام” بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

جاء ذلك في خطاب ألقاه الأربعاء، من مقر وزارة الخارجية بواشنطن، ونقلته وسائل إعلام أمريكية بشكل استثنائي بالكامل، لعرض “رؤية شاملة” لعملية السلام المتعثرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وأضاف أن القدس يجب أن تكون “عاصمة لكلا الدولتين (إسرائيل وفلسطين) ويجب أن تكون مواقعها المقدسة متاحة لأتباع الديانات الثلاث”.

وتطالب منظمة التحرير الفلسطينية بإقامة دولة فلسطينية على حدود حزيران/ يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، إلا أن إسرائيل تصر على اعتبار القدس(بما فيها الشرقية) عاصمة لها.

وأشار وزير الخارجية الأمريكي، إلى أن العرب “لن يقبلوا بسلام مع إسرائيل ما لم يتم تنفيذ حل الدولتين”.

ودافع كيري عن امتناع بلاده عن التصويت في مجلس الأمن الجمعة الماضية على قرار الاستيطان، وعدم استخدام “الفيتو” ضد القرار قائلا: “امتناعنا عن التصويت في الأمم المتحدة بخصوص الاستيطان كان متطابقاً مع مبادئنا”.

وقال إنه “ليس هناك إدارة أمريكية عملت لصالح أمن اسرائيل مثل إدارة الرئيس باراك أوباما”.

ويوم الجمعة الماضي، تبنى مجلس الأمن الدولي قرارًا بأغلبية 14 صوتًا وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت، يطالب إسرائيل بوقف الاستيطان بشكل فوري وكامل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ومتحدثا عن الاستيطان أيضا، أشار كيري إلى أن “المستوطنات لا تعزز أمن اسرائيل بل إن بعضها يزيد العبئ عليها… ومواقع بعض المستوطنات يجعل من قيام الدولة الفلسطينية أمراً مستحيلاً، كما أن الاستيطان يحدد مستقبل اسرائيل”.

وتابع: “لقد نصحت الحكومة الإسرائيلية بأن زيادة المستوطنات سيستدعي قراراً أممياً”.

وبين أنه “لا يمكن تجاهل التهديد الذي تشكله المستوطنات على السلام في الشرق الأوسط”.

ومضى وزير الخارجية الأمريكي في حديثه قائلا: “في الحقيقة أن إسرائيل قد عززت سيطرتها على معظم الضفة الغربية بشكل متزايد، خدمة لأغراضها الخاصة، لتعكس بشكل فعال عدم تحويل السلطات المدنية إلى الفلسطينيين، وفق ما دعت إليه معاهدة أوسلو”.

وفي عام 1993، وقعت منظمة التحرير الفلسطينية، مع إسرائيل، اتفاقية أوسلو التي تقوم بتنظيم عملية تحويل السلطات من الإسرائيليين الذين يحتلون الأراضي الفلسطينية منذ عام 1967 وحتى اليوم، إلى الفلسطينيين.

وحذر كيري من أن أجندة المستوطنين “هي ما سيحدد مستقبل إسرائيل”، وأن هذا سيعني بالضرورة أن تكون إسرائيل مسؤولة عن قرابة “2.75 مليون فلسطيني يعيشون تحت الاحتلال العسكري في الضفة الغربية”.

ودعا كيري الإسرائيليين والفلسطينيين إلى اتخاذ ستة مبادئ كطريق إلى “مفاوضات جدية” من أجل السلام، تشمل الاعتراف بحدود دولية أساسها خطوط عام 1967 المحددة في قرار مجلس الأمن رقم 242.

والمبدأ الثاني، وفق كيري، هو “تنفيذ رؤى الأمانة العامة للأمم المتحدة المتمثلة في القرار 181 من وجود دولتين بشعبين، احداهما عربية، والأخرى اسرائيلية، وباعتراف متبادل وبحقوق كاملة متساوية لكل مواطنيهما”.

وأشار وزير الخارجية الأمريكي إلى أن المبدأ الثالث يتضمن “تقديم حل عادل، مقبول وواقعي لأزمة اللاجئين الفلسطينيين”.
والمبدأ الرابع، بحسب كيري، أن تكون القدس “عاصمة معترف بها لكلا الدولتين”، وحماية وضمان حرية الوصول إلى المواقع المقدسة بما يتوافق حالة الوضع الراهن.

ولفت كيري إلى ضرورة “الإيفاء بمتطلبات أمن اسرائيل، ووضع حد نهائي للاحتلال” الذي تمارسه القوات الاسرائيلية للأراضي الفلسطينية منذ عام 1967، وأن تضمن المفاوضات لإسرائيل “الدفاع عن نفسها بشكل فعال”، وتمكن “فلسطين من تقديم الأمن لشعبها في دولة ذات سيادة منزوعة السلاح”، وذلك كمبدأ خامس.

وطالب كيري في المبدأ السادس الذي اقترحه بـ”إنهاء النزاع حول جميع القضايا العالقة بما يسمح لتطبيع العلاقات وتعزيز الأمن الإقليمي للجميع كما حددته المبادرة العربية للسلام”.

وتنص “مبادرة السلام العربية” على إقامة دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وحلّ عادل لقضية اللاجئين الفلسطينين، وانسحاب إسرائيل من هضبة الجولان السورية المحتلة، والأراضي التي ما زالت محتلة في جنوب لبنان، مقابل اعتراف الدول العربية بإسرائيل وتطبيع العلاقات معها.

يذكر أن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية توقفت في أبريل/نيسان 2014؛ بسبب رفض إسرائيل وقف الاستيطان، وقبول حدود 1967 كأساس للمفاوضات، والإفراج عن معتقلين فلسطينيين قدماء في سجونها.

زر الذهاب إلى الأعلى