عـالـمـيـة

من هي الدولة التي حالت دون توقيع حفتر وثيقة التهدئة؟

أكّد المحلل السياسي وليد ارتيمة نقلا عن مصادر وصفها بالموثوقة، أن القائم بأعمال سفارة الإمارات بموسكو كان لصيقا طوال الوقت باللواء المتقاعد خليفة حفتر خلال مراحل المباحثات، التي شهدتها العاصمة الروسية موسكو لتثبيت خيار التهدئة بين طرفي النزاع بليبا.

واعتبر ارتيمة في تصريحات لحلقة “ما وراء الخبر” بتاريخ (2020/1/13) أن ذلك دليل على كون حفتر غير قادر على الحسم في قضية وطنية ستحقن دماء الليبيين دون الرجوع إلى أبو ظبي بصفته منفذا لمشروع إماراتي، مشيرا إلى أن ذلك يتفق مع كون حفتر رجل حرب لا يتقن لعبة السياسة ويضيع في أروقة المفاوضات و”هو اليوم في مأزق حقيقي”.

ومن جانبه شدد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة السوربون محمد هنيد على قناعته بوجود تأثير للإمارات العربية للحؤول دون توقيع حفتر على الاتفاق، وقال إن ما جرى بموسكو خلال مفاوضات الاثنين ينطبق عليه قول “من يدفع للعازف يحدد اللحن”، مؤكدا أن حفتر مجرد وكيل لتنفيذ مشروع الإمارات في ليبيا.

دخل الكبار فخرج الصغار
ورغم تعثر استكمال الاتفاق، فإن المحللين الذين استضافهم “ما وراء الخبر” بدوا متفائلين بإمكانية التوقيع على اتفاق التهدئة صباح الثلاثاء، وهذا ما ذهب إليه ارتيمة وهنيد وكذلك مدير المجلس الروسي للعلاقات الدولية أندور كورتونوف، ليبقى السؤال: ما الذي غيّر المعدالة السياسية في ليبيا لصالح التهدئة بدلا من الحرب؟

بحسب ارتيمة فإن الإجابة تكمن في “دخل الكبار فخرج الصغار”، والكبار هنا من وجهة نظره هم روسيا وتركيا، أما الصغار فهم الإمارات ومصر وكذلك الأوروبيون وعلى رأسهم فرنسا.

وقال ارتيمة إن تغيير اللاعبين بالمشهد الليبي أثّر بشكل كبير على الأداء السياسي لحكومة الوفاق، التي رفضت لقاء وزراء خارجية أوروبيين بطرابلس، كما رفضت الاجتماع مع حفتر بدعوة من إيطاليا.

بدوره اعتبر هنيد أن تركيا لعبت دورا تاريخيا ومهما في الأزمة الليبية عندما اتفقت مع روسيا، وأفسحت لها المجال لتتدخل في الساحة الليبية، فكانت النتيجة هي وقف إطلاق النار منذ فجر الأحد.

كما تحدث عن التأثير الهام الذي أحدثه دخول الجزائر -الجار القوي لليبيا- على الخط، واعتبارها طرابلس خطا أحمر، مؤكدا أن مصر وأوروبا تدرك مدى قوة الجزائر وجديتها، وهي ليست كمصر عندما تهدد وتقول “مسافة السكة”.

تداعيات الفشل
وردا على سؤال: ماذا سيحدث لو لم يوقع حفتر على الاتفاق؟ من وجهة نظر ارتيمة فإن ذلك مستبعد لأن حفتر ليس بموقع قوة، ولكن لو حدث فإن الليبيين سيواصلون الدفاع عن عاصمتهم ودحر حفتر.

أما هنيد فرأى أن الجزائر ستكون مضطرة بهذه الحالة للدخول على خط الأزمة الليبية بشكل مباشر، لأنها تدرك أن سقوط طرابلس يعني إحالة ليبيا إلى حالة الفوضى نفسها التي يعيشها العراق وسوريا، كما توقع تدخلا تركيا صريحا، إضافة لتدخل دبلوماسي تونسي.

أما كورتونوف فتوقّع أن يكون هناك تصد حاسم في حالة قيام أي طرف بخرق وقف إطلاق النار.

الجزيرة نت

زر الذهاب إلى الأعلى