عـالـمـيـة

40 ألف شخص يتلقون اللقاح الروسي لفيروس كورونا.. ما شكله؟ وما شروط المشاركة؟

قال صندوق الاستثمار المباشر الروسي الأربعاء إن روسيا تبدأ مرحلة جديدة من التجارب السريرية للقاح “سبوتنيك في” Sputnik-V المضاد لفيروس كورونا المستجد ستشمل أكثر من 40 ألف إنسان في موسكو. فما شروط المشاركة؟

 

 

وصرح عمدة العاصمة موسكو، سيرغي سوبيانين، في بيان “نبدأ مع زملائنا في مركز غاماليا الوطني البحثي لعلم الأوبئة والأحياء الدقيقة وبدعم من صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي اختبارات للقاح في مرحلة ما بعد التسجيل، ستجري في موسكو”. وذلك وفقا لما نقل موقع روسيا اليوم.

وأوضح سوبيانين أن “الاختبارات ستجري على أساس المؤسسات الطبية في المدينة”، مشيرا إلى أن “هذه المرحلة هي الثالثة للاختبارات السريرية ومن المهم أنها ستجري بالتزامن مع إدخال المصل إلى الاستخدام المدني”.

 

ما الشروط؟

ذكر العمدة أن المشاركة في الاختبار ستكون على أساس تطوعي، وبالشروط التالية:

 

 

1- أن يكون عمر المشارك أكبر من 18 عاما.

اعلان

2- ألا يحمل أعراضا لأي عدوى فيروسية تنفسية حادة.

3- ألا يكون الشخص قد أصيب من قبل بكوفيد-19.

ولفت عمدة موسكو إلى أن الحديث عن أن اللقاح الروسي تم تطويره خلال شهر أو شهرين غير صحيح، مشددا على أن خبراء مركز غاماليا يقومون بعمل علمي منذ الثمانينيات من القرن الماضي أتاح تصميم نهج متكامل في تطوير أمصال ضد أمراض مختلفة بينها أمراض معدية خطيرة، وأكد في هذا السياق أن “أمن اللقاح الجديد أمر تم إثباته”.

وفي غضون ذلك، ذكرت نائبة رئيس الوزراء الروسي، تاتيانا غوليكوفا، أن هناك 27 دولة أجنبية أبدت اهتمامها بشراء اللقاح الروسي المضاد لفيروس كورونا، مبينة أن هذه القائمة تشمل بيلاروسيا وأذربيجان والبرازيل وفنزويلا وكازاخستان.

مسحوق

 

 

 

منحت وزارة الصحة الروسية، معهد غاماليا، تصريحا لإنتاج لقاح “سبوتنيك في” على شكل مسحوق، وذلك وفقا لما ذكره موقع روسيا اليوم.

وقال المكتب الإعلامي للصحة الروسية في بيان صدر الثلاثاء، إن الوزارة أصدرت شهادة تسجيل للقاح “غام-كوفيد-فام-ليو” الذي طوره مركز “غاماليا” و”يتم إنتاجه على شكل مادة جافة لتحضير محلول قابل لحقنه في العضل”.

أول دولة

وتعتبر روسيا أول دولة في العالم سجلت لقاحا مضادا لفيروس كورونا المستجد أطلق عليه اسم “سبوتنيك V” وصممه مركز غاماليا لعلم الأوبئة والأحياء الدقيقة، وكان إطلاق إنتاجه التسلسلي في 15 أغسطس/آب، ومن المتوقع أن يبدأ التطعيم الجماعي للمواطنين الروس به في أواسط سبتمبر/أيلول.

وحصل اللقاح، الذي وافقت عليه روسيا، على إشادة بأنه آمن وفعال من السلطات وعلماء روس في أعقاب شهرين من تجارب بشرية على نطاق صغير، لم يتم حتى الآن الإعلان عن نتائجها.

وقال صندوق الاستثمار المباشر الروسي، الذي يدعم اللقاح، إن تجارب مماثلة ستجرى في ٥ دول أخرى.

تشكيك

وكان الإعلان الروسي عن تطوير أول لقاح لكورونا قد قوبل بالحذر والتشكيك من البعض. فمثلا قال عالم الفيروسات بمعهد برنهارد نوخت لطب المناطق الحارة يوناس شميدت شاناسيت في تصريحات سابقة لوكالة الأنباء الألمانية “أنا متحفظ للغاية على الموافقة بطرح هذا اللقاح. فحتى الآن لا توجد بيانات منشورة عنه، وهذا أمر يمثل صعوبة كبيرة”.

الإعلان الروسي عن تطوير أول لقاح لكورونا قوبل بالحذر والتشكيك من البعض (الموقع الرسمي للقاح)

وتعد المشكلة الكبرى بحسب الخبراء هي الموافقة على طرح اللقاح دون الانتهاء من مرحلة الاختبارات السريرية، وهو الأمر الذي يخالف البروتوكول الطبي المتعارف عليه في تطوير اللقاحات. وبحسب ما نقلت دويتشه فيله عن موقع “تاغس شاو” الإخباري الألماني، فإن الانتقادات انهالت على روسيا من المجتمع الطبي الدولي لـ”مخالفتها القواعد المتبعة ومخاطرتها بحياة مواطنيها”.

ونقل الموقع عن رئيس نقابة الأطباء الاتحادية الألمانية كلاوس راينهاردت تعليقه على اللقاح بقوله إن السماح بطرحه يعد “تجربة شديدة الخطورة على البشر”، وأضاف “تطعيم مجموعات كاملة من الشعب بهذا اللقاح في هذه المرحلة المبكرة من تطويره أمر غير مسؤول.”

شاناسيت أشار إلى أهمية اتباع قواعد منظمة الصحة العالمية في تطوير اللقاحات، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الألمانية، مضيفا أن اللقاحات تمر عادة بمراحل، ويجري اختبارها على البشر في المرحلة الثالثة التي تشهد تجربة فعالية اللقاح على آلاف المتطوعين على مدار شهور لمعرفة كيفية عمله واكتشاف آثاره الجانبية.

واستشهد شاناسيت بما حدث في الفلبين عند طرح لقاح ضد حمى الضنك بطريقة مشابهة دون التأكد من فعاليته، وهو ما جعل المواطنين يشعرون كأنهم “فئران تجارب” على حسب تعبيره، مما أدى إلى إحجامهم عن التطعيمات بشكل عام لفقدهم الثقة في الجهات المسؤولة.

 

المصدر : الألمانية + الجزيرة + دويتشه فيله + الصحافة الروسية + رويترز

زر الذهاب إلى الأعلى